30 ذو القعدة 1437 - 03/09/2016
اسمها وكنيتها ونسبها وإسلامها:
اسمها بركة بنت ثعلبة بن عمرو، تكنى بـ (أم أيمن)، واشتهرت بهذه الكنية، وهي مولاة الرسول (صلى الله عليه وآله)، وكانت حاضنته بعد وفاة أمّه آمنة بنت وهب، وقد أسلمت قديمًا في أول الإسلام.
سيرتها:
تُعدُّ أم أيمن من أولى المهاجرات في سبيل الله، إذ هاجرت (رضوان الله عليها) هجرتين، الأولى: إلى الحبشة، والثانية: إلى المدينة المنورة.
وكانت تحب النبي (صلى الله عليه وآله) حبًا شديدًا وكان (صلى الله عليه وآله) يبادلها بنفس الاحترام والتقدير حتى قال النبي (صلى الله عليه وآله) فيها:(أم أيمن أُمي بعد أمي)، وقد بكت أم أيمن على وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) بكاءً كثيرًا، فسألوها لماذا تبكين وتكثرين البكاء عليه؟، فقالت: لا يبكيني موت رسول الله، ولكن أبكي على انقطاع الوحي.
وقد شهدت أم أيمن أُحدًا وحنينًا وخيبرًا، وكانت تسقي الماء وتداوي الجرحى، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا نظر إليها يقول: (هذه بقية أهل بيتي).
كما روت أم أيمن كثيرًا من الأحاديث عن النبي (صلى الله عليه وآله)، وروى عنها عدَّة من الصحابة.
منزلتها:
توجد روايات كثيرة تدل على علوِّ مكانتها، وأنها من أهل الجنة، نذكر منها ما يلي:
فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال في أم أيمن: (أشهد أنّها من أهل الجنّة).
وروي في رواية أخرى، أن أم أيمن عطشت عطشًا شديدًا بين مكة والمدينة، وأشرفت على الهلاك، فتضرعت إلى الله تعالى، وكانت صائمة، ولعلوِّ درجتها ومنزلتها عند الله استجاب لها ربها، فنزل عليها دلو من السماء، فشربت منه حتى رويت، وكانت تقول: ما أصابني بعد ذلك عطش، وقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر، فما عطشت بعد تلك الشربة.
ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): “من سرّه أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن”
دفاعها عن الزهراء (عليها السلام):
روى المجلسي في بحار الأنوار: لما قُبِضَ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وجلس أبو بكر مجلسه، أرسل إلى وكيل فاطمة (عليها السلام)، فأخرجه من فدك، فأتته فاطمة (عليها السلام) وقالت له: أخرجت وكيلي من فدك وقد تعلم أن أبي أعطانيها نحلةً؟!، وعندي بينة على ذلك، فقال أبو بكر: هلمي بها.
فجاءت بأُم أيمن تشهد، فقال لها أبو بكر: يا أُم أيمن هل إنك سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئًا بخصوص فاطمة، فقالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، ثم قالت: وهل يصح أن تدَّعي سيدة نساء أهل الجنة ما ليس لها؟!، وأنا امرأة من أهل الجنة ما كنت لأشهدَ بما لم أكن أسمع من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال لها عمر – وكان في المجلس –: أنت امرأة، ولا نجيز شهادة امرأة وحدها، فقامت أم أيمن غاضبةً، وقالت: اللهم إنهما ظلما ابنة محمد (صلى الله عليه وآله) نبيك حقها فأشدد وطأتك عليهما.
وفاتها:
اختلفت الروايات في وفاة أم أيمن (رضوان الله عليها)، فمنها قالت: أنه توفيت بعد رحلة النبي (صلى الله عليه وآله) بخمسة أشهر، ومنها: أنها توفيت بعد موت عمر، وفي خلافة عثمان.