30 رجب 1437 - 08/05/2016
الشيخ المتقدم الوحيد والبحر المتبحر الفريد أبوعبد الله محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن نعمان بن سعيد العربي العكبري البغدادي الملقب بالشيخ المفيد، كان من أجل مشيخ الشيعة ورئيسهم وأستاذهم، وكل من تأخر عنه استفاد منه، وفضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية، أوثق أهل زمانه وأعلمهم، انتهت رئاسة الإمامية إليه في وقته، وكان حسن المخاطر دقيق اللفظة حاضر الجواب، له قريب من مائتي مصنف كبار وصغار، كما عن خلاصة العلامة، مأخوذة عن رجال النجاشي الذي هو من جملة رجال مجلسه البهي، وعن الاصل المذكور أيضا أنه قال، بعد تعداد أحد وثلاثين رجلا من آبائه الكبراء الصدور، وإيصال سلسلة المزبور إلى أول من تكلم بالعربية وهو يعرب بن قحطان المشهور، ووصفه بأنه شيخنا وأستاذنا رضي الله عنه فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والروية والثقة والعلم.
له كتب (الرسالة المقنعة)، (الأركان في دعائم الدين)، كتاب (الإيضاح في الامامة)، كتاب (الافصاح) كتاب (الارشاد)، كتاب (العيون والمحاسن)، كتاب (الفصول من العيون والمحاسن)، كتاب (الرد علي الجاحظ والعثمانية)، كتاب (نقض المروانية)، كتاب (نقض فضيلة المعتزلة)، كتاب (المسائل الصاغانية)، كتاب (مسائل النظم)، كتاب (المسألة الكافية في إبطال توبة الخاطئه)، كتاب (النقض على ابن عباد في الإمامة)، كتاب (النقض على على بن عيسى الرماني)، كتاب (النقض على أبي عبد الله البصري) وهكذا إلى تمام مائة وثمانين كتابا ورسالة ومسألة تقريبا ذكرها باسمائها إلى أن قال: (كتاب في القياس)، (شرح كتاب الاعلام)، كتاب (النقض على ابن الجنيد) في اجتهاد الرأي، ثم إلى أن قال كتاب النقض على الجاحظ في فضيلة المعتزلة.
مات رحمة الله ليلة الجمعة لثلاث خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وكان مولده يوم الحادي العشر من ذي القعدة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وصلى عليه سيدنا المرتضى رحمة الله بميدان الإشنان، وضاق على الناس مع كبره، ودفن الدار سنين، ثم نقل إلى مقابر قريش بالقرب من جانب رجلي سيدنا وإمامنا أبي جعفر الجواد رحمه الله إلى جانب قبر شيخنا الصدوق أبي القاسم جعفر بن محمد ابن قولويه. وقيل مولوده ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
وعن فهرست شيخنا أبي جعفر الطوسي الذي كان هو يضا من جملة تلاميذه الكبار: محمد بن محمد النعمان يكني ابا عبد الله، المعروف بابن المعلم من أجلة متكلمي الامامية، انتهت رياستهم في وقته إليه في العلم، وكان مقدما في صناعة الكلام، وكان فقيها متقدما في حسن الخاطر: إلى أن قال: وكان يوم وفاته يوما لم ير أعظم منه من كثره الناس للصلاة عليه، وكثرة البكاء من المخالف له ومن المؤالف.
فمن كتبه كتاب (المقنعه) في الفقه، كتاب (الاركان) في دعائم الدين في الفقه رسالة في الفقه إلى ولده لم يتمّها، إلى أن قال: بعد عدّه بضعة عشر مصنفا اخر منه، كتاب (النصرة) لسيد العتره في أحكام البغاة عليه بالبصرة، سمعنا منه هذه الكتب كلها بعضها قرائة عليه، وبعضها يقرء عليه غير مرة انتهى.
ويظهر من مقدّمات (بحار) مولانا المجلسي رحمه الله؛ أن جملة ما كان يوجد عنده من مصنفات الرجل حين تأليفه (البحار) ثمانية عشر كتابا منها كتاب (الارشاد) كتاب (المجالس) كتاب (الاختصاص) (الرسالة الكافية) رسالة (مسار الشيعة) كتاب (المزار) كتاب (إيمان أبي طالب) كتاب (ذبائح أهل الكتاب) (رسالة المتعة) (رسالة سهو النبي) ونومه عن الصلاة (تزويج اميرالمؤمنين بنته من عمر) و (جوب المسح) (أجوبة المسائل السّروية) (أجوبة المسائل العكبرية) (أجوبة المسائل الإحدى والخمسين) (شرح عقائد الصدوق).
أقول وغالب هذه الكتب موجودة في هذه الأزمنه أيضا كثيرا؛ وخصوصا الثلاثة الأول منها، وكذا شرحه على مختصر اعتقادات شيخنا الصّدوق، ومبناه في هذا الشرح ردّه على المصنف مهما أمكن، وإن كان مع تحمل غريب، وذلك لكمال البينونة في مشربيهما، وإن كان الحّق معهما جميعا كما لا يخفي، وكذا كتاب (أجوبة المسائل الإحدى والخمسين) فانّ المراد به هو كتابه المعروف بـ (المسائل الحاجبية) وهو في أجوبة إشكالات وشبهات في معاني بعض اليات والرّويات المتشابهات، على عدد الإحدي والخمسين عرضها عليه وسأله عنها حاجب خليفة ذلك العصر، كما يستفاد من ديباجة ذلك الكتاب، وفيه فوائد لاتحصى، وغلط من نسبه إلى سيدنا المرتضى رحمه الله فليتفطن وليغفل.
وأمّا كتابه (المقنعة) فهو الذي علق عليه شيخنا الطوسي رحمه الله كتاب (تهذيب الحديث) وجعله بمنزلة العنوان لمسائل ذلك الكتاب.
ثم ليعلم أن رواية هذا الشيخ غالبا عن شيخه الجليل، وضجيعه النبيل، أبي القاسم بن قولويه القمي المتقدّم ذكره وترجمته على التفصيل، وله الرّواية يضا عن شيخنا الصّدوق القمّي رحمه الله، وأبي غالب الزّراري، وأبي عبد الله الصّيمري، وأحمد بن العبّاس النجاشي، وأبي الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد الرّاوي عن أبيه وغيره وجماعة أخرى من أكابر رواة الفريقين.
وأما الرّواية عنه فهي في الاغلب شيخنا الطوسي، وابي العبّاس النجّاشي، وسلار بن عبد العزيز الدّيلمي، والسيدين المرتضى والرّضي، والشيخ أبي الفتح الكراجكي الآتي ذكره وترجمته عن قريب، وجعفر بن محمد الدّرويستي المتقدم ذكره الشريف، وأحمد بن علي المعروف بابن الكوفي، كما في رجال المحدث النيشابوري، كأنه الذي كان من مشيخ المرتضى؛ وله الرّوية عن شيخنا الكليني فليلاحظ.
وذكره النجّاشي والعلامة في ذيل ترجمة أبي يعلي محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري: أنه كان خليفة الشيخ المفيد الجالس مجلسه، متكلم فقيه، قيم بالأمرين جميعا، له كتب وأجوبة مسائل شرعية من بلاد شتى، مات في شهر رمضان سنة ثلاث وستين وأربعمائة، ودفن في داره بدار السّلام.
وهذا وقد ذكر يحيي بن البطريق الحلي يضا فيما نقل رسالته (نهج العلوم إلى نفي المعدوم) وقال إنّ لنا طريقين في تزكية هذا الشيخ الجليل، أحدهما صحّة نقله من الأئمّة الطاهرين عليهم السّلام، بما هو مذكور في تصانيفه من (المقنعه) وغيرها، إلى أن قال: أمّا الطريق الثاني في تزكية ما يرويه كافة الشيعة وتتلقاه بالقبول، من أن مولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه وعلى آبائه كتب إليه ثلاثة كتب، في كل سنة كتابا، وكان نسخة عنوان الكتاب إليه للأخ السّديد والولي الرشيد، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان أدام الله اعزازه، ثمّ ذكر بعض ما اشتملت عليه الكتب المتقدّمة، ثمّ قال وهذا أو في مدح وتزكية وأزكى ثناء وتطرية بقول إمام الأمّة، وخلف الأئمّة عليهم السّلام.
هذا وقال في حقه صاحب (منتهى المقال) بعد نقله العبارات الثلاثة الاوايل من أصحاب الرّجال بعيون ألفاظهم التي لخصناها لك في هذا المجال، وفي (لم) يعني به كتاب (المعالم) المتقدّم إلى ذكره الاشارة: جليل ثقة، وفي (تعق) يعني به كتاب تعليقات الرّجال لسمّينا العلامة البهباني قدّس السرّه: ذكر في (الإحتجاج) توقيعات من الصاحب في جلالته، منها للأخ السّديد والولي الرّشيد الشيخ المفيد أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان أدام الله إعزازه من مستودع العهد المأخوذ على العباد:
بسم الله الرّحمن الرّحيم سلام عليك يها الولي المخلص فينا باليقين، فانا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله الصّلواة على سيدنا ومولانا ونبينا محّمد وآله الطيبين الطاهرين، ونعلمك أدام الله توفيقك لنصرة الحّق، وأجزل مثوبتك عن نطقك عنا بالصّدق، انه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة إلى آخر.
قلت وتتمّة التوقيع المبارك هو قوله وتكليفك ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلك أعّزهم الله بطاعتة وكفاه المهمّ برعيته لهم وحراسته، أيدك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه على ما نذكره واعمل في تأديته إلى ما تسكن إليه بما ترسمه إنشاء الله نحن وإن كنا ناوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين إلى آخر.
ومنها من عبد الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحق ودليله: بسم الله الرّحمن الرّحيم سلام عليك يها الناصر للحق، الداعي إليه بكلمة الصّدق، إلى أن قال: كنا نظرنا مناجاتك عصمك الله بالسّبب الذي وهبه الله لك من أوليائه، وحرسك به من كيد أعدائه إلى آخر.
وحكي انه وجد مكتوبا على قبره بخط القائم عليه السّلام:
لا صوّت الناعي بفقدك انه * يوم على آل الرّسول عظيم
إن كان قد غيبّت في جدث الثرى * فالعدل والتوحيد فيك مقيم
والقائم المهدي يفرح كلما * تليت عليك من الدّروس علوم
ونقل ابن أبي الحديد في شرحه أنه رأى في المنام فاطمة الزهرا ومعها الحسن والحسين عليهما السّلام، وهي تقول ياشيخي علم ولدي هذين الفقه، ثمّ جائت في الصّبح فاطمة أم المرتضى والرضي إليه وقالت له ذلك وهي مشهورة، وكذا الرّؤيا التي رآها رحمه الله عند منازعنه للمرتضى رضي الله عنه وهي قوله يا شيخي ومعتمدي الحقّ مع ولدي.
وهذا في الكتاب (الدّرّ المنثور) للمحقق الشيخ علي بن المدقق الشيخ محمّد أنّ له رسالة في الردّ على الصّدوق، في قوله انّ شهررمضان لا ينقص قال وهي مشحونة بقرائن تدلّ على أنها له، قلت: هي التي ربّما نذكر عبارتها في هذه التعليقة، ثمّ نقل المحقق المذكور عن ابن شهر آشوب رحمه الله إنه ذكر في فهرست مصنفاته رحمه الله رسالة الردّ على ابن بابويه، وذكر عنه رسالة أخرى في الردّ عليه في تجويزه السّهو على النبي صّلى الله عليه وآله وسّلم، محتملة لأن تكون له وللسّيد رضي الله عنه، والظاهر انها للسّيد رضي الله عنه.
أقول ذكر الرّسالتين بتمامها في (الفوائد النجفية) وقال عند ذكر الرّسالة التي في الرّد على أصحاب العدد أنها ربما نسبت إلى السيد المرتضى، والحق الأول، كما صّرح به ابن إدريس رحمه الله في السّرائر انتهي.
ولم ينسب إلى الرّسالة الأخرى خلافا أصلا، وممّا يدلّ على أن التي في الرّد على القائلين بالعدد له رحمه الله أنه قدّس سّره أشار فيها غيره مرّة إلى كتاب له يسمى (مصابيح النور) وقد ذكر النجاشي كما مرّت وكذا (ب) يعني به ابن شهر آشوب رحمه الله (مصابيح النور) فلاحظ.
والشيخ رحمه الله ذكر في الفهرست ان للمرتضى رضي الله عنه رسالة كبيرة في نصرة الرّؤية، وإبطال القول بالعدد؛ وكانها غيرها فتتبّع، وامّا الاخرى فهي والاولى على نمط واحد، واسلوب واحد، ونقش واحد؛ حذو النعل بالنعل، هذا ولم نستوف كتبه التي ذكر (جش) اختصارا مع انه رحمه الله أيضا لم يستوفها.
هذا وذكره ابن كثير الشامي في تاريخه على ما ذكره غير واحد من علمائنا قال توفي في سنة ثلاث عشره وأربعمائة عالم الشيعة وإمام الرّافضة صاحب التصانيف الكثيرة، المعروف بالمفيد وبابن المعلمّ أيضا البارع في الكلام الجدل والفقه، وكان يناظر كلّ عقيدة بالجلالة والعظمة في الدّولة البويهية، وكان كثير الصّدقات عظيم الخشوع، كثير الصّلاة والصّوم، خشن اللبّاس وكان عضد الدولة ربّما زار الشيخ المفيد وكان شيخا ربعا نحيفا أسمر عاش ستا وسبعين سنة وله أكثر من مائتي مصنف وكان يوم وفاته مشهورا وشيعة ثمانون ألفا من الرّافضة والشيعة انتهى.
وله قدّس سرّة مناظرات لطيفة وحكيات مع القوم جيدة وظريفة أفرد لها المرتضى رضي الله عنه كتابا، وذكر أكثرها، من جملتها ما أشار إليه العلامة بقوله: وله حكاية إلى آخر.
وقد ذكرها ابن ادريس في آخر السّرائر مخلصها: أنه كان يام اشتغالة على أبي عبد الله المعروف بالجعل في مجلس علي ابن عيسى الرّماني، فسأل رجل بصري علي بن عيسى عن يوم الغدير والغار، فقال أمّا خبر الغار فدراية، وأمّا خبر الغدير فرواية والرواية ما توجبه الدراية، ثم انصرف البصري فقال المفيد رحمه الله: ماتقول فيمن قاتل الامام العادل؟ قال كافر، ثم استدرك، فقال فاسق، ثم قال ماتقول في أمير المؤمنين علي عليه السلام؟ قال أمام، قال ما تقول في طلحة والزّبير يوم الجمل؟ قال تابا، قال أمّا خبر الجمل فدراية، وأمّا خبر التوبة فرواية؟ فقال له أكنت حاضرا حين سألني البصري؟ قال نعم، فدخل منزلة وأخرج معه ورقة قد الصقها وقال أوصلها شيخك أبي عبد الله، فجاء بها إليه فقرأها ولم يضحك هو نفسه، وقال قد أخبرني بما جري لك في مجلسه ولقبك المفيد.
وله رحمه الله نظير هذه الحكاية مع القاضي عبد الجبار المعتزلي، لأن السائل في الموضعين هو المفيد رحمه الله نفسه، وبدل الخبر الغار جلوس الخلفاء، وبعد إسكات القاضي قام القاضي فأجلسه في مجلسه، وقال أنت المفيد حقا، فانقبض فرق المخالفين وهمهموا، فقال القاضي هذا الرّجل أسكتني، فان كان عندكم جواب، فقولوا حتي أجلسه في مجلسه الأول فسكتوا وتفرقوا، فوصل خبر المناظرة إلى عضد الدّولة، فأحضر المفيد رحمه الله وسأله عمّا جري، فاخبره وأكرمه غية الإكرام وأمر له بجوائز عظام.
ومن طرائقه رحمة الله مع أبي بكر البقالاني، أنه قال له أبو بكر بعد مناظرة جرت بينهما وأفحمه ألك أيها الشيخ في كلّ قدر معرفة، فقال رحمه الله نعم ما تمثلت به أيها القاضي، من أداة أبيك فضحك الحاضرون وخجل القاضي.
أقول وكان ما ذكره من المناظرة مع الباقلاني، كان على مسأله الجبر وذلك لما حكي أنة اجتمع مع الشيخ في المجلس، فسمعه يقول في طي ما يعمد إليه من الكلام: الحمد لله الذي يفعل في ملكه ما يشاء معرضاً على الشيخ رحمه الله في قوله بالعدل، فألجمه سريعاً بقوله سبحان من تنزه عن اللغو والفحشاء.
وأمّا تفصيل ما نقله من الحكاية في وجه تلقب الرّجل بالمفيد، بناء على مانقله بعضهم عن الورّام بن أبي فراس المالكي الأشتري، صاحب كتاب (المجموع) فهو أن الشيخ المفيد، كان من أهل عكبر، ثم انحدر وهو صّبي مع أبيه إلى بغداد، واشتغل بالقراءة على الشيخ أبي عبد الله معروف بجعل، وكان منزله في درب رياح من بغداد، وبعد ذلك اشتغل بالدرّس عند أبي ياسر في باب خراسان من البلدة المذكورة.
ولما کان ابو ياسر المذکور ربما عجز عن البحث معه والخروج عن عهدته, أشار اليه بالمضي إلى علي بن عيسى الرماني الذي هو من اعاظم علماء الکلام فقال الشيخ اني لا اعرفه و لا اجد احدا يدلني عليه فارسل ابو ياسر معه بعض تلامذته وأصحابه فلما مضى وکان مجلس الرماني مشحونا من الفضلاء جلس الشيخ في صف النعال وبقي يتدرج للقرب کلما خلا المجلس شيئا فشيئا لاستفادة بعض المسائل من صاحب المجلس فاتفق ان رجلا من اهل البصره دخل وسأل الرماني وقال له: ما تقول في حديث الغدير و قصه الغار؟ فقال الرماني خبر الغار درايه و خبر الغدير روايه والروايه لا تعارض الدرايه ولما کان ذلك الرجل البصري ليس له قوه المعارضه سکت وخرج وقال الشيخ اني لم اجد صبرا عن السکوت عن ذلك فقلت: يها الشيخ عندي سؤال؟ فقال: قل، فقلت: ما تقول فيمن خرج على الامام العادل فحاربه؟ فقال کافر ثم استدرك فقال فاسق فقلت ما تقول في اميرالمومنين علي بن ابي طالب عليه السلام فقال امام فقلت ما تقول في حرب الطلحه والزبير له في حرب الجمل فقال انهما تابا فقلت له خبر الحرب درايه, والتوبه روايه، فقال وکنت حاضرا عند سؤال الرجال البصري؟ فقلت : نعم، فقال روايه بروايه وسؤالك متجه وارد.
ثم انه سأله من انت وعند من تقرا من علماء هذا البلاد؟ فقلت له: عند الشيخ أبي علي جعل ثم قال له مکانك ودخل منزله وبعد لحظه خرج وبيده رقعة ممهوره فدفعها الي وقال ادفعها إلى شيخك أبي عبد الله، فأخذت الرقعه من يده ومضيت إلى مجلس الشيخ المذکور ودفعت اليه الرقعة ففتحها وبقي مشغولا بقرائتها وهو يضحك، فلما فرغ من قرائتها قال إن جميع ما جرى بينك وبينه قد کتب الي به اوصاني بك ولقبك بالمفيد...
عن كتاب روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات للعلامة السيد محمد باقر الموسوي الخونساري