سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يوصي الشباب والطلبة: تنافسوا في الأخلاق الفاضلة والعلم النافع

 

19 جمادى الأولى 1437 - 28/02/2016

قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، جمع من الأخوات طالبات العلوم الدينية من مدينة تبريز وقم المقدّسة برفقة أزواجهنّ، في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، في العاشر من شهر جمادى الأولى1437للهجرة (19/2/2016م)، واستمعوا إلى إرشاداته القيّمة.

قال سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: يقول القرآن الكريم: (فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) سورة المطفّفين: الآية26.

إنّ اللام في (فليتنافس)، وكما ذكر علماء البلاغة، هي لام الأمر، وهذا يعني ان الله تعالى أمر بالتنافس. وفي الدنيا يتنافس بعض الناس، مثلاً، في السوق في تحصيل مالاً أو أموالاً أكثر. وبعض يتنافس في السياسة لكي يحصل على منصب أعلى. وأما القرآن الكريم فقد أمر بالتنافس في الأخلاق الفاضلة وفي العلم النافع.

وأوضح سماحته: التنافس الذي ذكره القرآن، قد يحدث بين الزوجين، أو في العائلة الواحدة، مثلاً بين الأمّ والبنت، وهكذا. أي يسعى كل واحد منهما في التنافس لنيل الدرجات الأحسن والأرقى في الأخلاق الحسنة والعلم النافع. وقد جعل الله تبارك وتعالى طريق التنافس ميسّراً للجميع، وممكن للجميع أيضاً، ولا يحتاج سوى إلى التصميم، وإلى تحمّل الصعاب. فمن صمّم وتحمّل، فلا شكّ ينال التوفيق.والعكس بالعكس أيضاً.

وشدّد سماحته، بقوله: بلى إنّ تربية الأولاد مهمّة جدّاً وجدّاً، وهي أهم من الفضائل. ولكن يمكن بجنب تربية الأولاد، وعند سنوح الفرص ووقت الفراغ، حتى وإن كان لمدّة عشرة دقائق، يمكن الاستفادة من هذه الفرص، وهذا الوقت، للعبادة، وللعلم، والتقوى، وهداية الناس، ولتزكية النفس.

وأكّد سماحته: إنّ الذين وفّقوا في حياتهم، قد انتهزوا الفرص القليلة، واستفادوا منها، فصاروا من الموفّقين.

كما قام بزيارة سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، في اليوم نفسه، شاب وشابّة، من مدينة أصفهان، من المتزوّجين الجدد، فذكر لهم سماحته، الآية الكريمة، التي مرّ ذكرها آنفاً، وقال: ليصمّم كل واحد منكما، على التنافس في الأخلاق الفاضلة. فمن كان منكما أحسن أخلاقاً في طول حياته، فسيدخل الجنة يوم القيامة أسرع وأسرع، لاشكّ. ومن لم يتحلّى بنسبة جيّدة وكبيرة من الأخلاق الحسنة منكما، فسيبقى في المحشر طويلاً منتظراً الحساب.

وبيّن سماحته: ليصمّم الزوج على أن يكون أحسن أخلاقاً من زوجته. ولتصمّم الزوجة على أن تكون أحسن من زوجها أخلاقاً، وهذا يعني التنافس الذي يريده القرآن الكريم.

وأكّد سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: إنّ الموفق منكما أكثر في هذا المجال، يرتبط بأيّكما الأقوى تصميماً وإرادة.