2 محرم الحرام 1433 - 29/11/2011
كربلاء المقدسة/ مراسلنا
تطرّق الخطيب الحسيني السيد مضر القزويني (حفظه الله) خلال محاضرته الدينية التي تقيمها العلاقات العامة لمكتب المرجع الشيرازي (دام ظله) في كربلاء المقدسة بمناسبة محرم الحرام، إلى موضوع الإيمان بالله تعالى وإتباع رسوله وأهل بيته (صلوات الله تعالى عليهم)، مبيناً بأنّ المجالس الحسينية هي من شعائر الله تعالى ومدارس لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام).
وابتدأ المجلس الحسيني الذي يقام لليوم الثالث على التوالي، بقراءة آيات بينات من القرآن الكريم تلاها الحاج مصطفى الصراف، ومن ثم قراءة زيارة عاشوراء من قبل سماحة الشيخ صالح العويدي، ليرتقي المنبر الحسيني سماحة السيد القزويني متحدثاً عن قضية الإمام الحسين (عليه السلام) والمصاب الأليم الذي حل به وبآل بيته وأصحابه.
وتناول سماحته خلال محاضرته الدينية، الآية القرآنية المباركة (والعصر * إنّ الإنسانَ لفي خسر)، مفسراً هذه الآية وما تعنيه كلمة (العصر)، موضحاً بأنها (عصر ظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) باعتبار أن ظهوره يمثل مرحلة انتقالية تغيرية جديدة حيث يأتي (عليه السلام) لينتشل الناس من الشبهات والمخاطر المحفوفة بهم).
وأضاف، بأنّ (أغلب الناس في خسر، فهم يخسرون وجودهم وأثمن ما عندهم وعمرهم عندما يضعون ساعات عمرهم في معصية الله والموبقات والشهوات المحرمة، وكان لابد عليهم قضائها وصرفها في طاعة الله والأعمال المقربة له ومنها إقامة هذه المجالس الحسينية تجديداً للبيعة والمحبّة لأهل البيت (عليهم السلام) في إحياء هذه المجالس في كل حين).
وأكد سماحة السيد القزويني بأنّ (المجالس الحسينية هي في الحقيقة مدارس لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام) والتي تمثل المنهج الإسلامي الصحيح، وقد أكد أهل البيت عليها ومنهم الإمام الصادق (عليه السلام) خلال حديثه مع المؤمنين (أن تلك المجالس أحبها، أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا)).
وبالعودة على تفسير الآية القرآنية (والعصر * إن الإنسان لفي خسر)، ينقل سماحة السيد القزويني عن المفسّر الرازي نقلاً عن أحد العلماء بقوله: ما وعيت وما تعرفت على المغزى الحقيقي للآية القرآنية (إن الإنسان لفي خسر) إلا من بائع ثلج، حيث رأيت إنساناً يقول ارحموا من يذوب رأس ماله (الثلج) فارحموني بشراء بضاعتي قبل أن تذوب وتعلمت بذلك المعنى الدقيق للآية بأن الكثيرين تذوب وتتلاشى أعمارهم وأعمالهم في الباطل والمنكر والمعاصي وهم لا يعلمون).
وقال القزويني بأنّ إقامة محبي وأتباع أهل البيت (عليهم السلام) للمجالس الحسينية هي طاعة لله تعالى وتقرّباً له)، مضيفاً بأن (أتباع أهل البيت أمثلة في الورع والإيمان بتجسيدهم لمبادئ العترة الطاهرة).
يُذكر إن المجلس الحسيني، قد حضره عدد كبير من محبّي أهل البيت (عليهم السلام) من أهالي كربلاء المقدسة، وطلبة العلوم الدينية وأصحاب السماحة والفضيلة من بينهم سماحة العلامة السيد مهدي الشيرازي نجل المرجع الشيرازي (دام ظله) وسماحة الشيخ عبد الكريم الحائري عميد الحوزة الشيرازية الكريمة.
واستمع الحاضرون إلى المحاضرة الدينية القيّمة وأشادوا بدور العلاقات العامة لمكتب سماحة المرجع الديني الكبير السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)؛ في إحيائها للشعائر الحسينية والتذكير بمظلومية أهل البيت (عليهم السلام) عبر فعالياتها الدينية المتنوعة.