3 صفر 1436 - 26/11/2014
في مساء يوم الجمعة الموافق للسابع والعشرين من شهر محرم الحرام 1436 للهجرة (21تشرين الثاني/نوفمبر2014م)، قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، محافط كربلاء المقدّسة، السيد عقيل الطريحي، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة.
بعد أن رحّب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله بالضيف الكريم، تحدّث عن فضائل خدمة القضية الحسينية المقدّسة، والكرامات والأجر الذي يحصل عليه خدّام الإمام الحسين صلوات الله عليه، وقال:
كان رجل في كربلاء اسمه عبد الرضا وكان يعمل حفّاراً للقبور في الروضة الحسينية المطهرة وكان رجلاً متديّناً وملتزماً.
جاءوا إليه ذات يوم بامرأة من إحدى القرى في أطراف كربلاء وطلبوا منه أن يدفنها. وكان من المعمول عند دفن المرأة أن يقوم أحد من محارمها بإنزالها في القبر، ولكن هذه المرأة لم يكن لديها من المحارم سوى ولد صغير وكان لا يستطيع فعل ذلك، فطلبوا من عبد الرضا أن يقوم بهذا الأمر.
في ذلك الزمان كان السرداب تحت الروضة الحسينية المطهّرة خالياً ومهيّأً لدفن الأموات، فلم تكن عملية دفن الميت في هذا المكان تستغرق أكثر من عشر دقائق. فدخل عبد الرضا إلى السرداب ليدفن المرأة والناس ينتظرون، فلم يخرج، فانتظروه لفترة أخرى فلم يخرج أيضاً، فنادوه ولكنهم لم يسمعوا جواباً. فدخلوا السرداب فوجدوا عبد الرضا ملقى على الأرض وهو مغمى عليه. فأخرجوه وبعد أن سكبوا الماء على وجهه أفاق وسأل عن ابن المرأة المتوفاة. وعندما جاء الولد سأله عبد الرضا: هل كان لأمّك ارتباطاً خاصّاً بمولانا سيّد الشهداء صلوات الله عليه؟
قال الولد: لا أظن، ولكن أمّي كانت ملتزمة بالواجبات وكانت تزور الإمام الحسين صلوات الله عليه اسبوعياً وكانت تواظب أيضاً على باقي الزيارات الخاصة بالإمام صلوات الله عليه في المناسبات. ولدينا بستان صغير ورؤوس من الغنم وكانت أمّي تبيع محصول هذا البستان والحليب واللبن لنرتزق بها، ولكنها في ليالي الجمع كانت تقوم بتوزيع محصول البستان والحليب واللبن مجاناً على زوّار مولانا سيّد الشهداء صلوات الله عليه.
فقال الناس لعبد الرضا: وأنت مادهاك وما حصل لك؟ فقال عبد الرضا: عندما دخلت القبر لأنزل المرأة فيه جهدت كثيراً في أن لا تلامس يدي جسد المرأة وأقوم بإنزالها من خلال مسك أطراف الكفن، وفي هذه الأثناء وجدت نفسي في حديقة كبيرة جدّاً ومليئة بالخضار وبالفاكهة وبطيور جميلة ورأيت فيها شخصاً أظن أنه مولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه، فمن دهشتي أغمي عليّ وسقطت على الأرض.
وعقّب سماحته بقوله: يقول القرآن الكريم: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ) سورة يوسف: الآية111 . فهنيئاً لكل من يوفّق إلى التضحية في سبيل الإمام الحسين صلوات الله عليه، بكل ما يستطيع، وبكل غال ونفيس.
ثم أشار سماحة المرجع الشيرازي دام ظله إلى المشاكل الكثيرة والمتعدّدة التي تعاني منها مدينة كربلاء المقدّسة، وقال:
إنّ مدينة كربلاء المقدّسة لا تزال مظلومة، في كل الأصعدة. فيجدر رفع هذا الظلم عنها، كل بما يمكنه، سياسياً واقتصادياً وفي النواحي البيئية وغيرها.
وأكّد سماحته، قائلاً: لا شكّ ان المشاكل في العراق كثيرة. مشاكل من داخل العراق ومن خارجه ومن جوار العراق ومن الغربيين. ولكن ورغم ذلك يجب التكاتف لرفع المشاكل الموجودة عن كربلاء. بلى هذا الأمر فيه مشاكل ومتاعب، ولكن يجب العزم على ذلك مهما أمكن. فالقرآن الكريم يقول: (وأصلِح) سورة الأعراف: الآية142.
ثم خاطب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، السيد الطريحي وقال:
مشكورين على الخدمات التي تقدّمونها لكربلاء، وإن شاء الله تعالى توفّقون إلى المزيد منها.
والجدير بالذكر بان السيد الطريحي محافظ كربلاء المقدسة قد التقى بالسيد عارف نصر الله مسؤول العلاقات العامة لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة لاكثر من مرة من اجل الاتفاق على الالية التي سوف تقوم عليها خدمة مدينة الامام الحسين عليه السلام.