- 23/02/2012
يقع مرقد هذا السيد الجليل في شارع (جهارمردان) في منطقة معروفة باسمه، وهو السيد سلطان محمد شريف بن علي بن محمد بن حمزة بن أحمد بن محمد بن اسماعيل بن محمد بن عبد الله الباهر ابن الإمام زين العابدين سلام الله عليهم.
وهو من جملة أجلاّء المحدّثين الشيعة، ومن النقباء المعروفين بالفضل والكياسة والسخاء وعلوّ الهمّة. ولد سنة (343هـ). كتب عنه صاحب كتاب (أنوار المشعشعين ج2، ص70) قائلاً: وكان ديّناً فاضلاً كريماً واسع النفس، شريف الأئمة وليّ النقباء بالري. توفي في عهد كالويه؛ علاء الدولة. فحملت جنازته من الري إلى قم ودفن في البقعة التي أصبحت مزاراً له رضوان الله عليه. وفيه مرقد عظيم، ولها رواق وقبّة باهرتان، وهي محطّ تعظيم وتكريم الناس.
وأشار بعض المؤرّخين، مستدلّين بما هو مكتوب على الضريح بأن السيد سلطان محمد شريف قد استشهد مسموماً من قبل أعداء مجد الدولة ومن الحاسدين له على تولّيه نقابة الري وقم، بعد نقابته للعراق. وقد نُقش على لوح الضريح باللون اللاجوردي:
«هذا المضجع المبارك للسيد المظلوم المعصوم الشهيد شريف بن شريف من أولاد الإمام المعصوم زين العابدين عليه السلام...».
توفّي رحمه الله عن عمر يناهز الـ (86) عاماً في سنة (429هـ)، وقد صرّح بذلك معظم المؤرخين، وقد نقل أنّه تتلمذ بعض المدّة على يد شيخ الطائفة الطوسي رحمه الله، ونقل عنه عدّة من المحدّثين والرواة.
أما قبّة مرقد السلطان محمد الشريف؛ فهي من أبنية القرن الثامن بشكل هرميّ، وهي الآن على هيئة مستديرة بارتفاع سبعة أمتار مزيّنة بالكاشي والنقوش البديعة، وفي مقدمة المرقد شيدت في الوقت القريب حسينيّة لإحياء مراسم العزاء. وقد دُوّن على باب الدخول العبارة التالية: شيد وعُمّر هذا الضريح المطهّر بالتزامن مع الذكرى الرابعة لانتصار الثورة الإسلامية بأمر آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي رحمه الله تعالى وبمساعدة المؤمنين سنة 1403هـ.