29 ربيع الأول 1433 - 22/02/2012
تتصدر صفحات واقعنا الإعلامي الكثير من المجلات النسائية المختصة بشؤون المرأة حصرا، وهي تكاد لا تخفي مدى إعجابها وتعلقها الشديد بنقل أخبار الموضة وأقلام الرموش والشفة وأنواع التسريحات الغربية وقصات الشعر، ناهيك عن الزيجات والولادات الفنية وآخر الحفلات والنزاعات واي الفنانات (فسخت) خطوبتها مؤخرا ومن تنتظر وليدها الأول ومتى تسافر الفنانة الفلانية وأين وجهتها وفي اي فندق سوف تنام ومن يكون بصحبتها، وهكذا يستمر المشوار حتى تطلعنا تلك المجلات المحترمة والراقية على أدق التفاصيل وأحرجها سواء كانت على صعيد الخيانة الزوجية او اللقاءات الحميمية، وأفضل اللقطات المثيرة والمشوقة على امل ان تحقق تلك المناظر نسبة مبيعات عالية وإيرادات قوية وأهداف أخرى نحن بحاجة الى معرفتها منكم انتم معاشر النساء والرجال.
زينب عبد الرزاق مذيعة في إذاعة كربلاء لا تخفي قلقها من ذلك السيناريو الذي يحمل بين طياته الكثير من الافكار الهدامة للمجتمع، خصوصا وكما تقول ان اغلب المجلات النسائية ترتكز على جانب معين وهو ابراز مفاتن المرأة وجعلها كدمية وليست كائن حي له اسهاماته الفاعلة في الحياة.
وتتابع زينب حديثها مع (شبكة النبأ المعلوماتية)، هذا خلاف الواقع فالمرأة مجاهدة في سوح الحياة ومقاتلة ومناضلة ومفكرة وعالمه وشاعرة ومبدعة وصانعة للاجيال ومربية من الطراز الاول.
وتضيف، انه استخفاف وتجاهل مقصود ومتعمد من قبل بعض الدوائر والمؤسسات التي هي ليست اعلامية بل تجارية في حقيقة الامر.
في حين تحرص نوال شاكر في العقد الثالث من عمرها وتعمل موظفة حكومية الا انها غير متزوجة وتحرص دائما على قراءة المجلات النسائية مثل مجلة زهرة الخليج ومجلة سيدتي ومجلة لها ومجلة اسرتي ومجلة هيا، كونها حسب قولها متعلقة باسرار نجوم الفن.
وتضيف، ليس من العيب ان تكون المرأة مجددة في متابعة آخر أخبار الفنانات والفنانين والمشاهير.
وتتابع، تلك المجلات تنقل في طياتها الكثير من الأمور التي تكون المرأة بحاجه اليها في حياتها اليومية خصوصا المتزوجات.
وتنوه، صيحات الموضة وقصات الشعر وأنواع المستحضرات والإكسسوارات والى ما الى ذلك من الأمور الأخرى لها أهمية بالواقع النسوي، حيث تحرص تلك المجلات على نقلها.
الاستاذ عدنان الصالحي كاتب ومحلل وهو يلقي باللائمة على القاعدة الجماهيرية حيث يقول، ان المؤسسات الاعلامية مهما كانت هي كالتاجر الذي يعرض بضاعته ويروج لها في السوق وحينذاك يأتي دور المتلقي ليميز ما بين الجيد والردىء، واي الثقافات يستقبل ومستوى اهتماماته في هذا الجانب او ذاك.
ويتابع حديثه مع (شبكة النبأ المعلوماتية)، كذلك الحال بالنسبة للمجلات النسائية التي تفرضها نفسها وبقوة اليوم من خلال ما تطرحه من افكار وتصورات ذكية لها القدرة على استيعاب هموم المراة وفهم ميولها النفسي المتأثر بعوالم التجميل والتاكيد على الشكل الخارجي والازياء النسائية ومتابعة مشوار اهل الفن وان اغلب المهتمات بهذا النوع من المجلات هن في سن المراهقة او اكبر من ذالك بقليل لان تلك الفترة حساسة بالنسبة للمرأة.
رغد كريم طالبة في الدراسة الجامعية وهي تعترض جملة وتفصيلا على فكرة تقييد الحريات فمن حق المواطن في العراق ذكر كان ام انثى.
فتقول، في ظل الانفتاح الاعلامي والديمقراطي فان الانسان مباح له ان يتنقل وينهل من كافة صنوف المعارف الحياتية ولا توجد خطوط حمراء تمنعه من ان ينصرف الى اهتماماته الشخصية والامر قد يشمل كلا الجنسين فالرجال على سبيل المثال مغرمين بكرة القدم ومتابعة الانشطة الرياضية سواء كان على مستوى الفضائيات او الصحف.
وتضيف، نحن معاشر النساء من حقنا ان نحظى بنفس الفرصة او اقل من ذلك بقليل وان تترك لنا حرية الاختيار خصوصا اذا ما تعلق الامر بقراءة المجلات النسائية وهذا طبيعي بواقع الحال لان تلك المجلات تعبر عن اهتمامات المراة وفي مقدمة تلك الامور المهمة هي الحفاظ على رشاقتها وجمالها وابراز المفاتن وانواع الموديلات الحديثة واجمل القصات واخر مبتكارات التجميل وكل تلك الاشياء هي موضع اهتمام اولي بالنسبة للمراة هذا مما يجعل من المجلات النسائية تمتلك مقومات الانتشار والاقبال عليها من قبل العناصر النسائية التي تمثل نصف المجتمع وربما اكثر من النصف.
رجاء حسين معلمة ابتدائية وهي تقلل من أهمية المجلات النسائية وترى انها ليست لديها السطوة والتأثير على جميع النساء وهناك عدد قليل جدا من يتابع تلك المجلات ويهتم لموعد اصدارها.
حيث تقول رجاء، القنوات الفضائية باتت في كل بيت وفيها الشيء الكثير من البرامج النسائية التي تعنى بأمور المرأة الكمالية والجمالية، ناهيك عن الموضوعات الأخرى التي تطرح عن طريق البرامج التربوية والأسرية والاجتماعية وهي ذات تماس مباشر بواقع المرأة على صعيد المظهر الخارجي والسلوك الداخلي.
وتؤكد رجاء لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، معظم تلك المجلات النسائية تهتم بشؤون شريحة معينة من النساء، وهي لا تعادل الا 4 او 5% من واقعنا العربي، حيث تصب جل اهتمامها على الأسر الميسورة والملكات والأميرات وتهتم بأهل الفن وتترك النساء الأخريات على الهامش.
وتختتم، المرأة ليست مجموعة إكسسوارات او ملابس او مساحيق تجميل فهناك من النساء من تترفع أن تكون مجرد دمية او كيان ذو خصائص محددة جدا.
تحقيق/ عصام حاكم