15 جمادى الأولى 1433 - 08/04/2012
بقلم: سامي جواد كاظم
الصورة الاولى : رسول الله صلى الله عليه واله في ايامه الاخيرة وهو مسجى على فراشه ومن المؤكد ان ما يدور في ذهنه هي امور خارجة عن نطاق تفكيرنا وان تنبانا بها ولكنها ذات علاقة صميمة بالعلم اللدني لانها حقائق ستتحقق بعد وفاته ، وهو على ابواب الرحيل يطلب ممن حواليه ان كان هنالك من اساء اليه فليتقدم ليعتذر منه وظهر رجل قال نعم يارسول الله لقد اسات الي ، وماهي الاساءة ؟ لقد ضربتني بالقضيب على بطني ...وهل تعفو او ادفع لك دية او القصاص ؟...فطلب الرجل القصاص ، فاشرابت الاعناق نحوه مع نظرات الغضب والالم ، وكيف ستقتص منه يارجل ؟ قال ان يكشف لي عن نفس الموضع الذي ضربني عليه ، فكشف رسول الله عن بطنه لانه لا يريد ان يرحل وهو ظالم لاحد بالرغم من ان القصة قد تكون غير صحيحة ولكن رسول الله بالرغم من ذلك فانه في وضع لا يسمح له التحري وهنا تقدم الرجل فقبل بطن رسول الله وشمها وقال انا افتخر بانني قبلت جسد رسول الله قبل رحيله ....
الصورة الثانية : نحن العوام وفي لحظات الاحتضار بل وحتى في السفر نمر على ونطلب ممن كل من لنا معه علاقة ان يعفو عنا وخصوصا اذا علمنا ان هنالك من اغضبناهم فاننا نطلب منهم العفو وتبرئة الذمة واعطائهم ما يريدون مقابل البراءة .
الصورة الثالثة : الخليفة الاول ابو بكر وهو على فراش الموت والناس حوله وفي لحظات الوداع يكون المحتضر في قمة ذاكرته وتمر عليه اعماله وخصوصا ذات المواقف المحرجة ولا يملك شيئا عندما تمر هذه الاعمال التي اقدم عليها الا القرارات السريعة التي ترفع عن كاهله ما كان يعاني منه ، كتب التاريخ روت كثير من الروايات بخصوص احتضار الخليفة الاول البعض منها تحدثت عن امنياته والبعض الاخر تحدث عن ندمه ومن بين اهم ما ذكر الخليفة انه تمنى لو لم يقدم على ثلاثة اعمال اقدم عليها واهمها وما يخصنا منها انه تمنى لولم يكشف عن بيت فاطمة ، انتهت تمنياته ماهو العمل المفروض القيام به لكي يخفف عن المه بسبب اقدامه على هذا الامر ؟ اليس من المفروض ان يستدعي ذوي فاطمة ليعتذر على اقل تقدير مما بدر منه بحق فاطمة كما هو فعل الرسول بل فعل عوام الناس ؟ انه لم يقدم على ذلك ، لماذا ؟
سبق وان للرجل موقف عند الحاحه على علي عليه السلام لزيارة فاطمة وهي على فراش الموت وقد تحقق له ولكن هل رضيت عنه فاطمة عليها السلام ؟ هنا لا نتحدث ما ذكره البخاري وابن قتيبة الدينوري عن هذا اللقاء ، ولكن نعود لسؤالنا بعد اقراره بسوء فعله الذي اعتدى على بيت فاطمة لماذا لم يستدعي علي عليه السلام ؟ الافتراضات تقول اولا انه يعلم مهما فعل سوف لا تمسح خطيئته ولا يقبل عذره حتى ولو سكت علي عليه السلام فالحكم لله عز وجل ولهذا فضل عدم استدعاء ذوي الزهراء عليهم السلام ، ثانيا : لم يستدعي احد بسبب من كان حوله والذين هم عناصر مهمة ضمن وثيقة تلمود قريش والتي تتجسد ابهى صورها اليوم بالوهابية فانه لا يسمح له بالاعتذار وسبق له اي الخليفة الاول ان منح فاطمة حقوقها بورقة كتبها لها ولكن الخليفة الثاني اخذ الورقة منها وتفل عليها ومزقها ، كما وان الخليفة الاول لما استدعاه الامام علي عليه السلام ليحاججه فاقر باحقية علي ولكن القوم تسارعوا الى الخليفة الثاني قائلين له إلحق صاحبك فانه قرر مع صلاة الفجر التنازل لعلي ولكن الخليفة الثاني منعه وقال له ( دعك من سحرة بني هاشم ) واليوم الوهابية تحذر اتباعها من النقاش مع الروافض لانهم سحرة ولديهم كلمات تجعلكم تنقادون اليهم .ثالثا قد يكون الخبر كذب وملفق على الخليفة الاول وهنا نسال الم يتمنى الخليفة الاول بان يكون غصن في شجرة فتاكله البعير وتلوكه وتخرجه على شكل بعرة ولا يكون انسان قبل موته ؟خليفة المسلمين يتمنى هذه الحالة لماذا؟ احد الوهابيين عندما كنت في مناظرة معه ذكرت له كثرة بكاء الخليفة الاول وهو يودع الدنيا فقال هذا لكثرة خشوعه قلت له ولم لا يكون لكثرة خوفه مما اقدم عليه من اعمال بدليل ان الامام علي لما ضرب على راسه قال فزت ورب الكعبة فشتان بين هذا الموقف وذاك الموقف .