3 صفر 1433 - 28/12/2011
و قبل البدء في بيان القسم الثاني من التعاليم الاسلامية العالية، لا بأس بأن نشير هنا إلى ان القسم الاول من تعاليم الاسلام الراقية اعني: اصول الدين الذي مرّ الكلام حوله، يجب أن يكون اعتقاد الانسان بها ـ لانها امور ترتبط بالفكر والعقيدة ـ عن اجتهاد ودليل ولا يكفي فيها الاتكال والتقليد.
بينما فروع الدين، الذي نحن الان بصدد الكلام حوله، فانه يسع كل مجالات الحياة ويشمل جميع حركات الانسان وسكناته من قبل ولادته وحتى بعد مماته ولا يستطيع الانسان على الاغلب ـ لانها امور ترتبط بالعمل من حركة وسكون وتصرف وتقلب ـ ان يجتهد في جميعها وان يعرف احكامها من ادلتها التفصيلية المذكورة في الادلة الاربعة: القرآن الكريم والسنّة الشريفة ـ أحاديث النبي(صلى الله عليه وآله)و روايات اهل بيته(عليهم السلام) ـ والاجماع والعقل، لذلك اجاز الاسلام ان يقلّد الانسان فيها مجتهداً جامعاً لشرائط التقليد ويرجع فيها إليه تسهيلاً عليه وتيسيراً به.
نعم، ان فروع الدين كثيرة ونحن نشير إلى اهمها وهى العشرة المعروفة، ثم نتطرق لبيان بعض ما يحتاج منها إلى تبيين وتوضيح انشاء اللّه تعالى وامّا العشرة المعروفة فهي كالتالي:
1. الصلاة
2. الصوم
3. الخمس
4. الزكاة
5. الحج
6. الجهاد
7. الامر بالمعروف
8. النهي عن المنكر
9. التولي لاولياء اللّه
10. التبري من أعداء اللّه
هذا ولا يخفى ان هذه الفروع العشرة باضافة فروع اخرى مثل البيع والشراء والنكاح والطلاق والقصاص والديات، قد بحثت بتفصيل في نفس هذا الكتاب ـ قسم المسائل ـ ولكن بقى البعض المهم منها والتي هي من المواضع العصرية في هذا الزمان، كالمجتمع الانساني والنظام الاجتماعي والسياسة والاقتصاد، الجيش والقوات المسلمة، القضاء والحكم، الثقافة والاعلام، الصحة والشؤون الطبيّة، الحريات الفردية والاجتماعية وغير ذلك، فهو الذي سنبحثه في هذا القسم انشاء اللّه تعالى.