29 محرم الحرام 1433 - 25/12/2011
الكل يعلم ما للإسلام من أهمية راسخة لدى المسلمين ذاتهم كونه حمل في طياته الثقافات المتعددة الدينية والتربوية والاجتماعية والثقافية هذا بالإضافة الى ما وفره الدين الحنيف للبشرية من ضمانات وحمايات من خلال القوانين الإلهية التي جاء بها القران الكريم، لذلك تعد مسألة الحفاظ على المكتسبات الإسلامية والقوانين الإلهية امرأ لا جدال به وهو يقع على عاتق الإسلاميين بصورة عامة وان يكون العمل على انتشاره من خلال الدعوة والتبليغ للدين الإسلامي وبمذاهبه كافة.
ان ما تقدمنا به من كلمات تكاد معروفة لدى الكل جاءت نتيجة الايجابية الحاصلة لانتشار الدين الحنيف والتي كثيراً ما تثار حولها الشبهات والانتقادات، جميعها أسئلة طرحت على المستبصرة الاندنوسية (ديني رايني ديوي) تعيش في جاكارتا مسلمة الأصل شافعية المذهب متزوجة من مستبصر نمساوي كان اسمه الأول (كريستيان) والآن سمي (باقر) وهذا أثناء زيارتها لضريح سيد الشهداء الحسين (عليه السلام) في مدينة كربلاء المقدسة مع وفد من المستبصيرين بعد انتماءهم لمذهب آل البيت، فكان لنا معها هذا الحوار..
* المرأة تمثل دوراً وعنصراً مهما في التنمية الاجتماعية التي أكد عليها الإسلام أيضا، ما الفرق في هذا المجال بين الإسلام وديانتك السابقة في تعاملهم مع المرأة ؟
- إن المرأة في اندنوسيا تحتل مراكز متقدمة وبكافة القطاعات كون اندنوسيا من البلدان المسلمة والتي تعد من اكبر البلدان التي تحوي مسلمين بأرضها، إن اختياري لطريق أهل البيت لوجود الكثير من البراهين والدلائل التي أشارت إلينا نحن المسلمين وهي موجودة في القران الكريم وأقوال الرسول(ص) وان زيارتي لكربلاء المقدسة هي لغرض معرفة أئمتنا الذين استشهدوا في سبيل إحياء هذا الدين، أما الفرق بين الإسلام وديانتي السابقة إن الإسلام دين واقعي يعالج الأمور بموضوعية لا نجدها لدى الكثير من الديانات والأنظمة المادية.
* ما هو تقييمك لدور المرأة المسلمة في صناعة جيل يحمل القيم الإنسانية والتربوية؟
- اعتقد إن المرأة المسلمة التي ترغب في أن تكون متميزة من حيث تربية الطفل وإعدادها لأسرة ناجحة، عليها أن تنطلق وفقًا للمبادئ الإسلامية، والتي يجب أن تطبق بها نهج الشريعة الإسلامية، وحيث إن من أهم القوانين التي ينبغي تعليمها لأطفالنا وخاصة البنات منهن هو لبس الحجاب الذي يعد من الأمور المهمة والحساسة لإثبات الهوية ونحن بأمس الحاجة إليه لاسيما في الوقت الحاضر الذي يشهد صراعا بين تلك الإرادة الإيمانية الصلبة من جهة وبين النزعات والميول النفسية الطائشة من جهة أخرى.
* كيف كانت نظرتك للحجاب قبل الدخول للإسلام، وكيف هي الان بعد ارتدائك للحجاب؟
- الحجاب بالنسبة لي هو حماية لأنه يعمل على حفظ الكرامات التي هي من حق الفرد ان يتمتع بها، لكن بالنسبة لبعض المسلمات وغيرهن اللواتي لا يرغبن بارتداء الحجاب يعتبرنهُ مجرد اضطهاد وظلم لحقوق المرأة، والحقيقة إن تلك التصورات مجرد أوهام ليس لها على أرض الواقع أية مصداقية سوى الظنون والأوهام.
وأنا بجوار الإمام الحسين عليه السلام أشعر بالطمأنينة والراحة وأتمنى من المسلمين أن يتبعوا مذهب أهل البيت لنشر الفكر النهضوي الرصين الذي وصل صداه إلى جميع أرجاء العالم
* كيف تقيمين تعاملهم في اندنوسيا معكم كمسلمين من ناحية الطقوس الدينية، ومن ناحية التربية؟
- قبل أن اطلع على مذهب أهل البيت عليهم السلام لم أطلع على الكثير من المفاهيم الأساسية للدين الإسلامي، إما لعدم القناعة أو للغط التاريخي والغبش الفكري الذي كان يحيطنا، ولكن بعد أن اتبعت الطريق الصحيح وهو مذهب أهل البيت عليهم السلام قد شعرت بتطور كبير بمبادئ الإسلام الحنيف وقد أصبحت الرؤية واضحة لي كون مذهب الإمامية هو حصن للمسلم وهذا يعكس الأثر الايجابي على النفوس التي تعمل على تنشئة جيل إسلامي جديد يحمل قيم الإسلام.
* ما هي الصعوبات التي تواجه المرأة المسلمة في بلدكم كونه من البلدان المتطورة والذي يحتوي على العديد من الثقافات؟
- بالرغم من إن اندنوسيا من أكثر البلدان عدداً للمسلمين وهو منفتح أيضا على الثقافات الأخرى وكما انه يمتلك من الديانات ما هو موجود في العالم اجمع، لكن مسألة الثقافات الدخيلة هي ما يعيق عمل المرأة في المجتمع الاندنوسي وهو ما يكون عائق أمام النساء بالتحديد ولاسيما اللواتي انتمين للإسلام، فهي مسؤولية كبيرة تواجهها وتتطلب منها جهداً كبيراً لتحافظ على ما اكتسبته لنفسها من مفردات قلما تحصل عليها في الديانات والمذاهب الأخرى.
* هل من معاناة تذكريها وأنت تمارسين طقوسك الدينية بسبب الحجاب ؟
- في بلدي لم أعان كثيرا في ارتداء الحجاب لكن المشاكل التي تواجهني وتواجه معظم المحجبات هو صعوبة إيجاد عمل جيد ومناسب وهذا بسبب ان الشركات التي تطلب موظفين تفضل السافرات على من سواها من المحجبات وهي مشكلة تعاني منها معظم النساء في بلدنا، لكن بالرغم من هذا كله ان الكثير من النساء بدأت بارتداء الحجاب لأنهن يعتقدن إن نجاتهن بالحجاب والتقوى وهناك طرق لاستحصال بعض الوظائف والعمل دونما تؤثر على حجاب المرأة وعفتها التي هي أغلى ما في الوجود على الإطلاق.
* ما هو رأيك بالحقوق والواجبات التي أعطاها الإسلام للمرأة؟
- اعتقد إن القوانين الإسلامية المتعلقة بحماية المرأة وبالأخص الحجاب وضعت لحمايتها من الأمور السيئة والخاطئة لمنع أولئك الذين يريدون أن يشبعوا غرائزهم بطريقة غير شرعية، لذلك إن الكثير من البلدان العربية قد عكست الفكرة الغير جيدة على الدين الإسلامي والمرأة المسلمة واتهامه بإصدار القوانين الصارمة التي فرضها على المرأة، والحقيقة إن الإسلام عمل على حمايتها من التعسف والاضطهاد، كونه اعتمد النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي أعطت المرأة حقوقا وحملتها واجبات ليس لها مثيلا في القوانين الأخرى من الاهتمام بتلك الشريحة المهمة في المجتمع.
* هل تستطيعين أن تصفي لنا مشاعرك وأنت بجوار الإمام الحسين عليه السلام؟
- إني اشعر بالطمأنينة والراحة وبالحزن في نفس الوقت لأني أود إن جميع المسلمين في العالم أن يتبعوا مذهب أهل البيت وطريق الإمام الحسين عليه السلام لنشر الفكر الرصين الذي ينم عن قوة النهضة والتي وصل صداها إلى جميع أرجاء العالم بالرغم من التكتم الإعلامي الذي أراد أن يمحو هذه الثورة المباركة، وأتمنى أن يكون جميع المسلمين سوية لمحاربة أعداء الله سبحانه وتعالى، وان نجتمع تحت راية الإمام الحسين عليه السلام في الدنيا لزيارته ونيل الكرامة منه وفي الآخرة لشفاعته والفوز بالرضوان الإلهي.
حوار: صفاء السعدي/ كربلاء المقدسة