13 محرم 1429 - 22/01/2008
(الحمد لله عدد الرمل والحصى وزنة العرش الى الثرى أحمده وأؤمن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله الإ الله وحده لاشريك له وأن محمداً (صلى الله عليه وآله) عبده وأن أولاده ذبحوا بشط الفرات بغير ذُحل ولا تراب).. بهذه الكلمات التي تلتها إبنتك مولاتي فاطمة الصغرى روحي لها الفدا.. أستوقف الزمن وأستحضر الواقعة لادخل عرين الإيمان المطلق بالخالق... لعلي أحظى بشرف الاجابة عن ملحمتك الخالدة..عاشوراء.
السلام عليك ياسيدي ويا مولاي ياأبا عبد الله الحسين ورحمة الله وبركاته.
سيدي.. لماذا قررت الوقوف بوجه يزيد الكفر والضلالة لعنه الله على الرغم من قلة العدد وخذلان الناصر؟
إن جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله، ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان)، فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله، ألا وإن هؤلاء (بني أمية) قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله).
يامولاي... نستلخص من جوابك العظيم هذا انك ثأرت لكي لا يشيع الفساد في الأرض ويتهدم صرح الإسلام بفعل الباغي يزيد
يا أبا الشهداء... ما الهدف من خروجك مع اهل بيتك الكرام الى هذه المواجهة ؟
(إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت أطلب الإصلاح في أمة جدي محمد، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي محمد وسيرة أبي علي بن أبي طالب).
الله يالها من إجابة رائعة نشر الإصلاح من خلال السير بسيرة الأنبياء والأوصياء، حقا إنها دلائل معرفة الحق لاهله.
مولاي..يا سيد شباب أهل الجنة هل كان بالإمكان التصالح مع اللعين يزيد؟
(والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فإذا فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم).
إذن ! لم يرد يزيد إلا قتلك حتى لو عقدت معه صلحا أو هدنة، وهذا يكشف كل الدسائس والمؤامرات التي حيكت في سقائفهم العديدة من أجل اشاعة خبر قبولك يامولاي الصلح.
كنت ياسبط المصطفى تعلم بالخاتمة منذ البداية؟
(من لحق بنا منكم استشهد، ومن تخلف لم يبلغ الفتح).
حتما أنت ترى أن الشهادة بداية الطريق نحو الفتح العظيم، وهو ما صرحت به شريكتك في الملحمة أم المصائب الحوراء زينب (عليها السلام) حينما قالت للإمام زين العابدين عليه السلام (ينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه على كرور اليالي والأيام، وليتهجدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهورا).
نختم تساؤلات بمنشادة خامس البكائيين الإمام الذي شهد المأساة الخالدة.... مولاي يازين العابدين السلام عليك ورحمة الله... سيدي في أي جانب كان النصر المطلق؟
(إذا دخل وقت الصلاة فأذن وأقم تعرف الغالب).
إذا ما دام اسم النبي الأكرم وإعلان الشهادة بالرسالة له في الأذان والإقامة مستمرا فهذا أقوى دليل على انتصار الحسين عليه السلام، وإذ كان هدف يزيد عليه لعائن الله أجمع أن يزيل آثار النبوة ويمحو معالم الرسالة، فأن الأمر جاء بالعكس وما كاد ذلك أن يتم إلا بفضلك يا مدرسة الجهاد الخالدة.
نعم انتصر ت يا مولاي على المستوى البعيد، فقد حركت مشاعر الأمة الإسلامية وقامت الثورات من بعدك ولم تهدأ أبدا ضد الظلمة، كل ذلك بفضل دمك الطاهر يا ثأر الله وأبن ثاره.