27 شوال 1430 - 17/10/2009
اسمه ونسبه : السيّد رضا بن السيّد محمّد بن السيّد هاشم الموسوي الهندي . ولادته : ولد السيّد الهندي في الثامن من ذي القعدة 1290 هـ بمدينة النجف الأشرف .
نشأته : سافر مع والده إلى مدينة سامرّاء عام 1298 هـ – وهي سنة الطاعون – وعمره ثمان سنوات ، وبقي فيها يطلب العلم حتّى عام 1311 هـ ، ثم رجع إلى النجف الأشرف لمواصلة دراسته الحوزوية ، حتّى أصبح عالماً فاضلاً ، وأديباً شاعراً .
فقد غذَّاه والده بحب العلم ، والذوبان في حُبِّ آل محمّد ( عليهم السلام ) ، كما كان له إلمام بعلم الرياضة الروحية ، والأوراد ، والرمل ، والجفر ، والأرفاق .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ محمّد كاظم الخراساني ، المعروف بالآخوند .
2ـ الشيخ حسن بن الشيخ صاحب الجواهر .
3ـ أبوه ، السيّد محمّد الهندي .
4ـ السيّد محمّد الطباطبائي .
5ـ الشيخ محمّد الشربياني .
6ـ الشيخ محمّد طه نجف .
شعره : قال الأُستاذ جعفر الخليلي عنه : ( زاول الأدب زمناً طويلاً ، فأبدع فيه إبداعاً كان المجلى فيه بين جمع كبير من الأدباء والعباقرة في زمانه ، ولقد ولع بالبديع ولعاً سما به إلى منزلة قلّ من ارتفع إليها من قبل ، وإنّ لدي الكثير من الشواهد من نظمه ونثره ، ومنها مقامات إذا شئتها شعراً كانت شعراً ببحور مختلفة ، وقواف مختلفة ، وإن شئتها نثراً كانت نثراً مسجعاً أو مرسلاً ، ولم يكن هذا غريباً بمقدار غرابة خلو هذه المقامات من التكلّف ، فقد كان إمام البديع ، وشيخ الأُدباء فضلاً عن كونه عالماً ، ومن علماء الفقه المعروفين ) .
لقد مدح السيد رضا النبي محمد (صلى الله عليه وآله )والإمام علي (عليه السلام ) كما رثى الإمام الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ومسلم بن عقيل (عليه السلام ) , ونظم قصيدة في الإمام المهدي (عجل الله فرجه) لرد إدعاء المنكرين لوجوده ,وهي من اطول قصائده نفسا وتسمى الصاحبية .
ان قصائد الشاعر رضا الهندي تتركز حول موضوعات المدح والرثاء والاخوانيات مستثمرا الاساليب الفنية كاستثماره القصص القرآني في مدحه النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وآله ) والإمام المهدي (عجل الله فرجه) من خلال الإقتباس والتوظيف الجميل للنص القرآني راصدا البراهين والشواهد الداحضة للأعداء فهو يقول مادحا النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وآله ):
ولو لم يكن في صلب آدم مودعا ****لما قال قدما للملائكة :اسجدوا
ولولاه ما قلنا ولا قال قائل *****لمالك يوم الدين إياك نعبد
والسيد رضا الهندي يحول تجسيد العالم الروحاني الغيبي الذي يتناول بدء الخليقة , لغرض بيان ان حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ليست موصولة بعد وفاته حسب بل قبل مجيئه الى حياة الدنيا ، لما يتصل ببدء خلق آدم (عليه السلام ) وقبله حينما كان نورا بالعرش يقول الشاعر :
نبي يراه الله نورا بعرشه ****وما كان شيءفي الخليقة يوجد
وأودعه من بعد في صلب آدم ****ليسترشد الضلال فيه ويهتدوا
وينسب الشاعر رضا الهندي الى المدرسة الكلاسيكية القديمة التي يتزعمها السيد الحبوبي حيث عرف روادها تمسكهم بالطريقة القديمة بحكم البيئة النجفية المحافظة التي فرضت عليهم البقاء ضمن الحدود الشعرية وتبعا للثقافة التي يمكن ارجاعها الى اربعة روافد مهمة هي: الرافد الديني , والرافد التاريخي , ورافد التراث الأدبي, و رافد المجالس التي عرفت بها مدينة النجف الأشرف في ذلك الوقت.
كما لم تتغير موضوعات الشعر لدى الشاعر الهندي كثيرا عما كان سائدا لدى الشعراء القدامى من مدح ورثاء واخوانيات وغزل ونسيب إلا ان ذلك لا ينفي وجود محاولات التجديد في موضوعات أخرى كالشعر السياسي والتأملي والشعر الديني بالاضافة الى محاولته الإرتقاء بالغزل ووصف الخمر بجعلهما رمزين عرفانيين.
وفي رثاء الشاعر للرموز الدينية اتخذ الشاعر رضا الهندي الامام الشهيد الحسين بن علي (عليه السلام ) رمزا بطوليا وانموذجا للشهادة استطاع من خلالها التعبير عن عاطفته تجاهه والكشف عن ابعاد روحية في صور حسية فاقت صور القدماء بشكل واضح ,معتمدا عنصرا البطولة ومستثمرا الحدث التاريخي لصياغة الأحداث بشكل درامي.
اما في رثائه للشخصيات المعاصرة له فهو يظهر معاني الجهاد والعلاقة بين عالم الدنيا وعالم الموت اي بين العالم الحسي والروحي , فكان رثاؤه بركانا من العاطفة الصادقة التي لا تفتر ,فهو يرثي الاعز على القلب, ولذا يمكن القول ان رثائه يمثل وثيقة تاريخية وفكرية واجتماعية بالإضافة الى كونها نفثة روحية مؤثرة.
وفي مجال استعمال اللغة فقد كان على مستويين:
الاول:مستوى المفردة الذي ارتقى به في سياق شعري جعلهاتوحي بمعان جديدة غير معانيها المعجمية والاصطلاحية ,وقد بعث فيها الدلالات التي ضمن من كثرة الاستعمال النفعي للغة , باستعمال اساليب مختلفة انتشل فيها تلك المفردات الحادة مرتقيا بها الى مستوى شعري يتفاوت حسب كثافة الاساليب , وبذلك احرز مقدرة فنية تحرر من قواميس اللغة , كما استطاع بعث الحياة في الفاظ كانت على وشك الاندثار .
الثاني: اما الأستعمال الشعري على مستوى الجملة فقد استعمل المعاني المختلفة لأغراض بلاغية بما تتيحه الجملة النحوية من امكانيات التعبير عن المعاني الشعرية المختلفة.
ولعل من ابرز مصادر الصور الشعرية لدى الشاعر هي الموروث الديني والأدبي ,وقد استعمل الشاعر فنون البلاغة القديمة , التشبيه والإستعارة والكناية والرمز , وكان التشبيه الأكثر استعمالا كما هي الحال عند الشعراء القدماء ثم الإستعارة فالكناية واخيرا الرمز كما جاء في قصيدته الكوثرية.
لقد ترك السيد رضا الهندي العديد من المؤلفات منها:
1ـ الوافي في شرح الكافي في العروض والقوافي .
2ـ الميزان العادل بين الحق والباطل .
3ـ سبيكة العسجد في التاريخ بأبجد .
4ـ الرحلة الحجازية .
5ـ بُلغَة الراحل .
6ـ ديوان شعر .
وفاته : توفّي السيّد الهندي ( قدس سره ) في الثاني والعشرين من جمادى الأُولى 1362 هـ بناحية المشخاب ، ودفن في النجف الأشرف .