25 ذي الحجة 1428 - 05/01/2008
لو كان إله آخر لزم أن يعرف نفسه وتظهر آثار ملكه لكنا لم نعرف عن ذلك شيئا فليس في الكون إله ثان.
وقد أشار القرآن الحكيم إلى طرف من الاستدلال.
قال تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون.
وقال سبحانه لو كان فيهما إلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون.
وقال عزوجل قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى الله خير أما يشركون أم من خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماءاً فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون أم من جعل الأرض قراراً وجعل خلالها أنهاراً وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزاً أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون أم من يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته أاله مع الله تعالى الله عما يشركون أم من يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أاله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
وقال رجل للإمام الصادق عليه السلام لم لا يجوز أن يكون صانع العالم أكثر من واحد
فقال الإمام الصادق عليه السلام لا يخلو قولك انهما اثنان من أن يكونا قديمين قويين أو يكونا ضعيفين أو يكون أحدهما قوياً والآخر ضعيفاً.
فإن كانا قويين فلم لا يدفع كل واحد منهما صاحبه وينفرد بالربوبية.
وإن زعمت أن أحدهما قوي والآخر ضعيف ثبت أنه واحد للعجز الظاهر في الثاني.
وإن قلت انهما اثنان لم يخل من أن يكونا متفقين من كل جهة أو مفترقين من كل جهة. فلما رأينا الخلق منتظماً والفلك جارياً والتدبير واحداً واختلاف الليل والنهار. والشمس والقمر دل صحة الأمر والتدبير وائتلاف الأمر على أن المدبر واحد.
وقد أفحم الإمام الرضا عليه السلام رجلاً كان يقول بوجود إلهين بدليل ظريف
قال الرجل للإمام الرضا عليه السلام إني أقول إن صانع العالم اثنان فما الدليل على أنه واحد.
قال الإمام قولك انه اثنان دليل على أنه واحد لأنك لم تدع الثاني إلا بعد إثباتك للواحد فالواحد مجمع عليه وأكثر من واحد مختلف فيه.
وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لولده الإمام الحسن عليه السلام أو محمد بن الحنفية على اختلاف الرواية واعلم يا بني انه لو كان لربك شريك لأتتك رسله ولرأيت آثار ملكه وسلطانه ولعرفت صفته وفعاله ولكنه إله واحد كما وصف نفسه.