11 ذو القعدة 1437 - 15/08/2016
اسمه وكنيته ونسبه:
حجر بن عدي بن معاوية بن جبلة بن عدي الكندي، المعروف بحجر الخير، ويُكنَّى بـ(أبي عبد الرحمن).
وقد أسلمَ وهو صغير السِن، ووفد مع أخيه هَانِي بن عدي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في المدينة في آخر حياته (صلى الله عليه وآله وسلم).
مواقفه وبطولاته:
كان من أحدِ قادَة الجيش الذي فتح عذراء، وهي التي قتل فيها فيما بعد، وكان أحد النفر الذين شاركوا في دفن أبي ذر الغفاري (رضوان الله عليه) في الربذة، وهم الذين شَهِد لهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنَّهم عصابة من المؤمنين.
كما كان من الذين كتبوا إلى عثمان ينقمون عليه عِدَّة أمور، وينصحونه وينهونه عنها، كما صحب أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وكان من أبرز شيعته.
ولقد كان له الدور المهم والبارز في استنهاض الناس عند قدوم الإمام الحسن (عليه السلام) إلى الكوفة، لدعوة أهلها لِنُصْرة الإمام علي (عليه السلام) في حرب الجمل.
وعيَّنَه الإمام علي (عليه السلام) على كنده ومهرة وحضر موت في صفِّين، وكان قائد ميسرة جيش الإمام علي (عليه السلام) في النهروان.
كما أرسله الإمام علي (عليه السلام) في عدد من أصحابه إلى واقعة لِصَدِّ غارات الضحَّاك بن قيس بأمر من معاوية، فقتل حجر منهم تسعة عشر نفرًا، وولَّى الضحَّاك هاربًا.
ووقف مع الإمام الحسن (عليه السلام) موقف الولاء الخالص فكان له الدور الفعال في تهيئة القبائل للمسير لمواجهة معاوية تحت قيادة الإمام الحسن (عليه السلام)، حيث كان معاوية قد جاء بجيوشه قاصدًا العراق.
وكان كذلك من أشدِّ المنكرين على ولاة معاوية في الكوفة لأعمالهم الشنيعة، فحاولوا إسكَاته بالتهديد والوعيد مَرَّة، وبالأموال والمناصب أخرى، لكنهم لم يُفلحوا في ذلك.
ما قيل فيه:
قال ابن الأثير فيه: (كان مِن فُضلاء الصحابة).
وقال الحاكم: (هو راهب أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)).
وقال السيد محسن الأمين: (وهو من خيار الصحابة، ورئيسٌ قائد، شُجَاع أبيُّ النفس، عابد زاهد، خالِص الولاء لأمير المؤمنين (عليه السلام)، بلغ في ذلك الغاية).
شهادته:
ضاقَ والي الكوفة زياد بن أبيه به ذرعًا، فكتبَ إلى معاوية بذلك، فأشار معاوية عليه أن يشدَّه بالحديد، ويحمله إليه.
واختفى عن الأنظار على إثر ذلك، ولكن سلَّم نفسه أخيرًا بعد أن أحدق الخطر بِعشيرَتِه، فقامت السلطة باعتقال اثني عشر شخصًا معه، وإرسالهم إلى الشام.
فتردَّدَ معاوية في قتلِ حجر وأصحابه، خشية تذمُّر المسلمين ونقمتهم عليه، فأرسل إلى زياد يخبره بتردُّدِه، فأجابه زياد: إن كانَتْ لك حاجة بهذا المِصْر فلا تردَّنَّ حِجرًا وأصحابه إليَّ.
فوجَّه معاوية إلى حجر وأصحابه وهم في مرج عذراء رسولاً فقال له حجر: أبلغ معاوية إننا على بيعتنا، وأنه إنما شهد علينا الأعداء والأظناء.
فلما أخبر معاوية بما قال حجر، أجاب: زياد أصدق عندنا من حجر.
فرجع رسول معاوية إليهم مرة أخرى وهو يحمل إليهم أمر معاوية بقتلهم، أو البراءة من علي (عليه السلام)، فقال حجر: إن العبرة على حَدِّ السيف لأيسر علينا مما تدعونا إليه، ثم القدوم على الله وعلى نبيه وعلى وصيِّه أحبُّ إلينا من دخول النار.
وعندما أراد السياف قتله قال له: مدَّ عنقك لأقتلك، فقال: إنِّي لا أُعينُ الظالِمينَ على ظُلمِهم، فضربه ضربة سَقَطَ على أثرها شهيدًا، في سنة (51 هـ)، ودُفِن في مرج عذراء، وقبره معروف هناك.
وفي الاستيعاب: أن حجرا قال لمن حضره من أهله: لا تنزعوا عني حديدا، ولا تغسلوا عني دما، فاني ملاق معاوية على الجادة. (أسد الغابة 1 / 385 – 386).
في مروج الذهب: قتل معاوية حجر بن عدي الكندي، وهو أول من قتل صبرًا في الاسلام.