b4b3b2b1
مشهد النُّقطة | زقورة أور | مقبرة الحكيم أبي القاسم الفردوسي في مدينة طوس | مدينة كركوك بحر لاينضب من الخيرات الطبيعية | مومياوات رجال الملح | مدينة الكوفة | تاريخ تكون الاهوار في العراق | كربلاء: سوق الصفارين بين ماضٍ مجيد وحاضر مرير | الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة | هضبة خالصة الأثرية | حدائق بابل المعلقة (الجنائن المعلقة) | تجليد الكتب بين اصالة الماضي وحداثة الحاضر |

عمارة سلطانية

4695

 

26 رجب 1437 - 04/05/2016

تقع عمارة سلطانية وقبّتها الشهيرة في مدينة سلطانية وعلى بعد 43 كيلومتراً من محافظة زنجان، على طريق طهران- زنجان.

هذه القبة التي هي من الروائع المعمارية الايرانية في العصر الاسلامي، يظهر لونها الأزرق من البعيد ومن على سهول سلطانية الواسعة.

هذه القبة العظيمة ذات الغطائين الجداريين، تم تسجيلها في تموز- يوليو لعام 2005 في قائمة التراث العالمي لليونسكو.

بنيت عمارة سلطانية بأمر من اُلجايتو في عام 703 للجرة، وعُهدت مسؤولية الإشراف على عملية بنائها الى الخواجه رشيد الدين فضل الله الهمداني.

قبة سلطانية هي في الحقيقة قبر السلطان محمد خدابنده اُلجايتو(الجايتو المغولي) ثامن السلاطين من السلالة الايلخانية الذي اتخذ من مدينة سلطانية عاصمةً لحكمه خلال الاعوام 1302 الى 1312 الميلادية.

هذه القبة المبنية على أساس الفن المعماري الآذري المألوف في ذلك العصر، يبلغ ارتفاعها 5/48 متراً وقطر فوهتها 5/25 متراً.

دامت عملية بناء العمارة وقبتها عشر سنين، وعمل 3000 عامل على بنائها.

ذكر بعض المؤرخين ان السلطان محمد خدابنده كان يرمي من خلال بناء هذه العمارة العظيمة الى نقل الجثمانين الطاهرين للإمام الاول للشيعة علي بن ابي طالب (عليه السلام) وابنه الحسين (عليه السلام) من مرقديهما المقدسين الى هذا المكان، بيد انه رأى حلماً، مما جعله يغيّر رأيه وتراجع أخيراً عن ذلك الأمر.

زخارف عمارة وقبة سلطانية وطريقة بنائها تعدّ نقلةً نوعيةً في الفن المعماري السائد آنذاك، مما أدى الى خلق نمط معماري جديد انشقّ عن نظيره السلجوقي.

عمارة سلطانية لها ثمانية ايوانات وثماني منارات؛ حيث يقال انها بنيت مستلهمةً من الأبواب الثمانية في الجنة (أبواب البرّ). أما تزييناتها فأنجزت في غضون فترتين زمنيتين مختلفتين، حيث شملت الفترة الأولى تزيينات بالطابوق والقاشاني كُتبت عليها آيات من القرآن الكريم وأسماء الله سبحانه وتعالى وكذلك أسماء النبي الكريم محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله) والإمام الاول للشيعة علي بن ابي طالب (عليه السلام) واسم السلطان محمد خدابنده نفسه، بيد ان الاخير أمر، وبسبب لم يتضح بعد، بطلاء هذه الزخارف بطبقة من الجص.

العمارة تتضمن ثلاثة أقسام رئيسية هي: المدخل؛ وموضع التربة حيث أمر السلطان خدابنده بنقل كميات من تربتي المرقدين المقدسين للامام علي بن ابي طالب(عليه السلام) وابنه الامام الحسين (عليه السلام) الى هذا المكان؛ والسرداب.

وكان ألجايتو أوصى بأن يدفن بعد وفاته في السرداب. وبعد سنتين من انتهاء عملية بناء العمارة، وافته المنية عن عمر يناهز 34 عاماً، وكان يعاني من مرض عضال لم ينفع به العلاج.

مدفن خدابنده هو السرداب، إلا أن طائفة من المؤرخين تذهب الى القول ان السلطان دفن في مكان آخر غير هذا السرداب.

وثمّة أقوال تفيد بان المعماريين الايطاليين قد استلهموا في بناء القبة الكبيرة لمدينة فلورانس، من قبة سلطانية العظيمة في زنجان، حيث تأتي هذه القبة بعد قبتي سانتاماريا دلفيوره وأياصوفيا في المرتبة الثالثة من حيث الارتفاع.