15 صفر 1429 - 23/02/2008
للأربعين مغزى خاص في الثقافة الإسلامية والعرفان الإسلامي فهنالك اعتكاف الأربعين لغرض قضاء الحاجة أو بلوغ مقامات في العرفان والسلوك عند البعض. وهناك أيضاً حفظ الأربعين حديثاً أو الإخلاص أربعين صباحاً، وكمال العقل في سن الأربعين، والدعاء لأربعين مؤمنا، وأربعين ليلة أربعاء وغيرها الكثير من المواضع والموارد.
وفي ثقافة عاشوراء تطلق كلمة الأربعين على اليوم الأربعين من استشهاد الحسين بن علي عليه السلام، ويصادف لليوم العشرين من شهر صفر.
ومن جملة التقاليد المتعارف عليها عند المسلمين، تكريم اليوم الأربعين لوفاة موتاهم، حيث يقومون بتقديم الصدقات والخيرات إكراماً للمتوفى، ويقيمون مجلس فاتحة على روحه. وهكذا دأب الشيعة أيضاً في العشرين من صفر من كلّ عام، يقيمون المآتم في جميع المدن والبلدان إحياء المرور أربعين يوما على ملحمة العاشر من محرّم، ترافقها مجاميع العزاء إجلالاً وتعظيماً لتلك الشعائر.
وفي كربلاء تحظى مناسبة أربعين الإمام الحسين عليه السلام، بمكانة متميّزة وتقيم مجاميع العزاء هناك مآتم كبرى تعظيما لمكانة الحسين ودوره في ديمومة عجلة الدعوة والرقي الإسلامي.
وقد ورد في الأربعين الأولى لاستشهاد الإمام الحسين عليه السلام أن جابر بن عبد الله الأنصاري وعطيّة العوفي زار تربة وقبر سيد الشهداء. كما ورد في بعض الروايات التاريخية أنّ قافلة سبايا أهل البيت حين عودتها من الشام إلى المدينة مرّت على كربلاء والتقت بجابر هناك، إلا أنّ بعض المؤرخين ينفون هذه الواقعة منهم المحدّث القمّي في كتابه "منتهى الآمال" حيث يسوق لذلك جملة من الأدلة التي تؤكّد إنّ زيارة أهل البيت لقبر الحسين لم تكن في الأربعين الأولى.
وعلى الرغم مما قيل فإنّ تكريم هذا اليوم، وإقامة أربعينية الطف الأليمة كانت رمزاً لاستمرار ذلك الحماس والتفاعل مع تلك الواقعة في كل زمان ومكان والظروف التي تحيط بها.