29 شعبان المعظم 1438 - 28/05/2017
مع إطلالة هلال الشهر العظيم، (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ)، صدر العدد (238) من (أجوبة المسائل الشرعية)، في عامها الخامس والعشرين، لشهر رمضان الكريم، من العام الجاري 1438هـ، واستهل العدد بمقال الافتتاح (محاسبة .. ولابد من ثمرة) وتناول ضرورة محاسبة النفس، باعتبارها المعيار في بناء النفس وتنمية ملكاتها، لكي يعمل المؤمن والمؤمنة وفق مسؤولياته، ولمواجهة مشاكل الحياة، وأنه لابد من استجابة عملية لهذه المحاسبة، تنتج تغييراً وصلاحاً في النفس والسلوك.
عدد من (الاستفتاءات)، على الصفحات (2 - 7)، وتشمل مسائل عقدية وفقهية وتاريخية واجتماعية واقتصادية وحقوقية وغيرها، يتفضل المؤمنون الأكارم والمؤمنات الفاضلات، من شتى بقاع العالم، بطرحها (عبر وسائل الاتصال المتنوعة)، للحصول على الإجابات الشرعية عنها، بما يتطابق مع فتاوى سماحة المرجع الشيرازي دام ظله.
(القرآن واحد) عمود الصفحة (7)، ويحمل سؤالاً حول روايات في كتب الشيعة، تتحدث عن وجود نقص في القرآن الكريم، وفي جانب من الإجابة، تم توضيح وتأكيد أن من يطّلع على أقوال علماء الشيعة الإمامية الاثني عشرية، يرى أنهم يصرّحون بـ(نفي أي تحريف) عن القرآن الكريم، سواء أكان هذا التحريف على شكل زيادةٍ أو نقصان، أم تأويل نصوصه، بحسب آرائهم أو أهوائهم، وحتى النقص في الحركات التي تغيّر معاني الكلمات.
الصفحتان (8 - 9) حملت إضاءات من محاضرة لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله، بعنوان بعنوان (أفضل الأعمال الورع)، ويتطرق فيها سماحته الى أنه لا يمكن للنفس البشرية أن تستقيم بسهولة وبسرعة من دون ترويض ومقدّمات، بل هي بحاجة إلى رياضة مستمرة، وإن ترويض النفس من أهم الواجبات العينية بالنسبة إلى كل فرد، وأن شهر رمضان فرصة جيدة لنا لتطوير قابلياتنا في إصلاح النفس، وبقدر ما نستفيده في هذا الشهر من فيوض الرحمة وأجواء المغفرة، نستفيد أيضاً في ترويض النفس، وإرشاد الناس وهدايتهم.
وبعد أن انتهت سلسلة مقالات حول حياة الإمام الصادق (عليه السلام)، والتي استمرت زهاء عامين، نشرع وعبر الصفحة (10) بسلسلة جديدة بعنوان (الإمام أمير المؤمنين .. منهج تقييم وتقويم)، وتتناول أبعاد شخصية مولى الموحدين وإمام المتقين، علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه)، والتأمل في أبعاد الشخصية العلوية الاستثنائية، وافراغاتها في الواقع المعاصر المأزوم، كما ستنصرف، في مقاربة سريعة، لأثر الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في بناء شخصية أمير المؤمنين (عليه السلام)، وحرصه (صلى الله عليه وآله) على تقديمه للأمة الإسلامية، بل إلى البشرية، على أنه (عليه السلام) الإسلام بكل أحكامه وقيمه وأخلاقه، الأمر الذي به يترتب على المسلمين فهم معمق لهذه الوديعة المحمّدية، وما يتبع ذلك من اهتداء واقتداء.
بعنوان (لزيارات الأربعين القادمة .. ماذا يمكن أن نعمل؟)، (الصفحة 11)، تعرض (الحلقة الخامسة) من سلسلة حول زيارة الأربعين، والمقال يشير إلى أن الوضع السياسي والحكومي والإداري إذا بقي على حاله، في عموم العراق وخاصة في مدينة كربلاء، فإن المستقبل لا يحمل تغييراً في واقع هذه المدينة المقدسة ولا في العراق وهو بلد أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وبالتالي فإن نصيب زوار الأربعين من الأزمات والمعوقات سيظل على ما هو عليه، إن لم تطرأ زيادة في المعاناة.
وفي هذه السلسلة، دعوة متواصلة للمشاركين في الزيارات السابقة، إلى مراسلة (أجوبة المسائل الشرعية) لمعرفة ما كان جيداً لتنميته، وما هو غير صحيح لإصلاحه، وكل ذلك في إطار العمل لرسم الخطط وتنظيم الأمور، ثم الشروع بالتنفيذ وإنجاز أحسن وأفضل الاستعدادات لزيارات الأربعين القادمة، والتي من المؤمّل أن يصل فيها عدد الزائرين، في غضون خمس سنوات، إلى خمسين مليون أو أكثر.
الصفحتان (12-13) ضمت (الحلقة الثانية) من سلسلة (أعلام الشيعة) وتتناول حياة (العلامة المجلسي)، وهو من علماء الشيعة البارزين في تصنيف الكتب والموسوعات الكبيرة، كموسوعة بحار الأنوار، والكتب الموسوعية الأخرى، وآثاره العلمية دلت على كثرة تبحره في شتى العلوم الدينية والدنيوية، كما أجمع العلماء على جلالة قدره وتبرّزه في العلوم العقلية والنقلية والحديث والرجال والأدب.
(أخبار) الصفحة (14) جاءت بعنوان (الشيعة عائلة واحدة وعليهم حلّ مشاكلهم بأنفسهم)، وتضمنت جانباً من لقاء لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله مع وفد من حركة النجباء من العراق، من قوات الحشد الشعبي، وذلك في بيته بمدينة قم المقدّسة. وفي جانب من حديثه، أشار سماحته (دام ظله) إلى أنه لو كان الشيعة عائلة واحدة، وغير مشتّتين بينهم، لما حدثت بحقّهم كل تلك الجرائم الكبيرة التي لحقتهم زمن صدام. وعلى كل، لا تحلّ كل الآلام كل المشاكل، بل يمكن أن يستفيد منها الإنسان، ويعتبر بها. ولكن، سيكون ذلك اليوم لخلاص العراق من المشاكل، إن شاء الله تعالى، وإن قدّره الله ومولانا بقيّة الله (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وهو البلسم الأكيد والكامل والجامع والدائم. ولكن إن لم يقّدر الله ذلك اليوم، فالحلّ هو ما يقوله المثل المعروف: ما حكّ ظهرك مثل ظفرك.
مقال الصفحة الأخيرة يتضمن جانباً من رؤى وأفكار الإمام المجدد السيد محمد الحسيني الشيرازي، بعنوان (ستصل .. ولو بعد حين) وفيها يؤكد، أعلى الله مقامه، أن العالم يسير بسرعة فائقة، والأكثر والأتقن عملاً يكون أكثر تقدماً، ولا يخفى أن هناك من يعمل كثيراً وطويلاً ليصل، ولكنه قد لا يصل، ومن أراد خدمة الإسلام، يلزم عليه أن يتهيئ للعمل الطويل والشاق، وإذا فشل مرة أو ألف مرة، فعليه أن يقول، إن هذا الفشل الأول في الطريق، أو الفشل الألف، وعليّ أن أعمل حتى أصل، ولا ينبغي أن يقول أنا فاشل، وعليّ ترك العمل.
وفي العدد فقرات متنوعة على الصفحات (9، 13، 15، 16) تتضمن ومضات وعظية وإرشادية وتاريخية، إضافة إلى صفحة (بحوث علمية) التي تحمل جانباً من الحوارات العلمية، التي يجريها جمع من أصحاب الفضيلة مع سماحة السيد المرجع، في بيته بمدينة قم المقدسة، حول مجمل المسائل الفقهية، لاسيما المستحدثة منها.
يُذكر أن (أجوبة المسائل الشرعية) تصدر عن قسم الاستفتاء في مكتب المرجع الديني، آية الله العظمى، السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)، ويصل هذا المطبوع إلى عدد من البلاد العربية والإسلامية، وكذلك أميركا وأوروبا واستراليا وأفريقيا.