23 جمادى الأولى 1437 - 03/03/2016
في بداية البعثة الشريفة، وفي المسجد الحرام، خطب رسول الله صلى الله عليه وآله بالناس الذين قد أتوا إلى مكّة يحجّون بوجود المئات من الأصنام المعلّقة في داخل الكعبة وخارجها، فقال صلى الله عليه وآله، مما قاله، جملة هي في قمّة الفضيلة، وقمّة في إنسانية الإنسان، وهي: (جئتكم بخير الدنيا والآخرة). ومن ضمن خير الدنيا والآخرة الذي بشّر به رسول الله صلى الله عليه وآله، هو: التعايش، أولاً وأخيراً. وهذه وصيّتي للجميع، بالأخصّ العراقيين.
هذا ما بيّنه المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في إرشاداته القيّمة، بوفد من أهل السنّة العراقيين، ضمّ وجهاء وشيوخ العشائر من مدينة المدائن، القريبة من العاصمة العراقية بغداد، الذين زاروا سماحته في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، في التاسع عشر من شهر جمادى الأولى1437للهجرة(28/2/2016م).
وشدّد سماحته، بقوله: ربّوا شبابكم على التعايش، وهم شباب العراق كلّه، وليس شباب عوائلكم فقط أو عشائركم.
وأضاف سماحته: قبل السقوط بأشهر، قرأت في إحصائية حول العراق، ان نسبة 42% من نفوس العراق، هم شباب. إذن فمن يربّي هذه النسبة الكبيرة من الشباب، ألستم أنتم وأمثالكم.
وأكّد سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: شمّروا عن سواعدكم، وتحزّموا جيّداً لأجل التعايش، التي هي كلمة منبثقة من قول رسول الله صلى الله عليه وآله.
وختم دام ظله، كلامه، قائلاً: أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبعد البلاء عن الجميع، خاصّة في العراق، وأن يعجّل في الانتقام من الظالمين الذين يريدون السوء بالمسلمين، وبالعراق، وأن ينصر المظلومين على الظالمين.
يذكر، أنه في بداية هذا اللقاء، تحدّث أحد الضيوف من رؤساء العشائر، وقال لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله: نشكركم على حضورنا في هذا المكان، ونشكركم على كرمكم وضيافتكم لنا. نحن لحمة واحدة، وهذا هو هدفنا، فلا فرق بين العراقيين جميعاً. ونحن بالعراق نواجه اليوم فتن، وعمليات تدمير للعراق، من خارج العراق. ولهذا نسعى ونهدف إلى التخفيف مما يحدث بالعراق، ومن أجل تقريب وجهات النظر، بفضل الله تعالى أولاً، وثانياً بفضل دعواتكم. فنرجوا منكم الدعم والدعاء.