25 شعبان المعظم 1436 - 14/06/2015
التقى سماحة السيد مرتضى الحسيني الشيرازي بوفد طلابي وأساتذة من جامعة أهل البيت (عليهم السلام) من كربلاء المقدسة يوم الأربعاء.
وبعد أن أثنى سماحته على جهود الطلبة ودورهم الفعال والمهم في مواجهة الأفكار المضللة والمنحرفة وعلى الدور الكبير الذي يقدمه الأساتذة والتدريسيون من خلال المحافظة على أفكار الشباب الخيرة من الإنحراف والإنجرار وراء تلك الأفكار.
أضاف سماحته: ينبغي أن يتمسك طلبة الجامعات والأساتذة وباقي أفراد المجتمع الواعد بالآية الكريمة (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)، وبقوله تعالى (استبقوا الخيرات)، والتمسك أيضا بمعاني الرويات الشريفة وما ورد فيها من إرشادات وإضاءات.
وأضاف سماحته قائلاً: على الإنسان الفطن أن يعتبر من تجاربه، وأن يعيش الحاضر بأفضل ما يكون من التربص والحيطة والحذر من الوقوع في أخطاء الماضي، كما عليه أن يخطط للمستقبل خير تخطيط، والاستفادة من خبراته خير استفادة، محاولاً أيضاً الاستفادة من خبرات وتجارب من سبقه بالتخطيط من أصحاب الخبرة في الحياة.
وذكر سماحته أيضاً: علينا أن نخدم مجتمعنا كما هو حال النبي محمد صلى الله عليه وآله الذي قال (إماطة الأذى عن الطريق صدقة). وبين سماحته أنه ليس بالضرورة أن تكون الخدمة مادية فالخدمة المعنوية أيضا لها الآثار الإيجابية الجيدة كحل المشاكل.
منافسة الغرب
وفي سؤال وجهه أحد الطلبة قائلاً: إننا نمر بمرحلة تتطلب مواجهة الأفكار الدخيلة والتي من شأنها أن تزحزح القيم النبيلة وتزيل الصبغة الإسلامية المتقدة، فما هو دور الطالب المسلم في كيفية منافسة الغرب في الأفكار وربط ذلك التنافس في خدمة وتهيئة اللبنة الأساسية لدولة الإمام المنتظر (عجل الله فرجه) وكيف يمكن للإنسان الموالي أن يحضى برضا الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
أجاب سماحته: "ذلك يحتاج الى بحوث طويلة لكن باختصار كما قال السيد الوالد (قدس سره): العمل الحقيقي بالآيات الحيوية في القرآن الكريم مثل الآية الكريمة (وأمرهم شورى بينهم)، لأن الغرب بالأساس أخذ ببعض ما في القرآن الكريم فتقدم علينا، فالديمقراطية في الغرب بالرغم من أنها غير متكاملة وفيها بعض النقص لكنها أفضل حالاً من الدول الاستبدادية، حيث هناك قوانين غير منصفة تتبعها الحكومات دائما، ومثال على ذلك، تملك هذه الحكومات للأراضي مع أن الأرض لله ولمن عمرها، حيث يسمى من يبني بصورة غير قانونية متجاوزاً أو عشوائيات أو بيوت الصفيح، في حين أن هناك أموال تبذل وتصرف داخل البلاد وخارجها بغير وجه حق، وهناك سرقات بالملايين لأموال الشعوب المحروم.
رضا الإمام
وحول إجابته عن سؤال حول خدمة ورضا الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)، أجاب سماحته قائلاً، أنه سؤال مهم، حيث أن الله لم يخلق الإنسان عبثاً، ولم يرد له أن يكون مغرراً بهذه الدنيا بالشهوات والنزوات ومثال على ذلك دور الإنسان في الدنيا.
وأضاف سماحته قائلاً: لنفترض أن الدنيا جامعة لله سبحانه وتعالى، وأن عميد هذه الجامعة هو الإمام المنتظر، حيث أن في الرواية، أن أعمال الموالين تعرض كل إثنين وخميس على الإمام (عجل الله فرجه الشريف)، ولذلك فكل منا ينبغي أن يراجع أعماله بين الخير والشر وبين الصالح منها والطالح.
في ختام اللقاء، شكر سماحته طلاب وأساتذة جامعة أهل البيت (عليهم السلام) قائلاً: قد سررنا كثيرا بهذا اللقاء الذي يحملنا مسؤولية كبيرة تجاه هذه الشريحة المهمة ونأمل ان نعيش في ظل مستقبل واعد بالخير والطموح.
22/ شعبان/1436