11 محرم الحرام 1431 - 29/12/2009
في أكبر عزاء حسيني في العالم، عزاء ركضة طويريج المليوني، خرجت حشود المؤمنين من الزائرين وأهل المحافظة، ظهر يوم العاشر من محرم 1431هـ وكعادتهم سنوياً، معزين المولى أبي عبد الله الحسين عليه السلام باستشهاده واستشهاد أهل بيته الأطياب، وصحبه خير الأصحاب عليهم السلام.
وهكذا وكما في كل عام، ومنذ قرون من الزمن حيث تأسس هذا العزاء، واشتهر على يد أهالي مدينة طويريج قرب كربلاء المقدسة، يتجمع المؤمنون في مدخلها على طريق (طويريج)، قرب القنطرة المعروفة هناك بـ (السلام).
ويجتمع مع أهالي طويريج، أهالي كربلاء المقدسة والكثير من محافظات العراق، حتى تصل أعدادهم إلى أكثر من مليوني معزٍ، ومعهم داخل المدينة يدخل بعض المعزين من دول عربية وإسلامية، بينهم دول آسيوية وأفريقية وأوربية وأمريكية.
ينطلق المعزين من تلك النقطة، مهرولين باتجاه شارع الجمهورية قاطعين بضعة كيلومترات قبل أن يصلو العتبة الحسينية المقدسة، ليدخلوها بعد أدائهم صلاتي الظهر والعصر، التي بمجرد انتهائها، ينطلق العزاء هادراً بصوت واحد (يا حسين)، ليدخل العتبة المقدسة، ولسان حالهم يقول: يا ليتنا كنا معكم يا أبا عبد الله الحسين، فننصرك بدمائنا ومهجنا...
ويستمر العزاء هادراً كالسيل ولمدة ثلاث ساعات تقريباً، حيث يخرج متجهاً صوب ساحة بين الحرمين مستذكرين ملحمة الطف الخالدة، حيث كانت رحاها تدور هنا، يوم كان الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه يقاتلون ذائدين عن الاسلام، ليبقوا جذوته متقدة، وليحموا أحكامه من المحو والتزييف.
وهكذا تتوجه الجموع مهرولة صوب مرقد قمر العشيرة وحامل لواء سيد الشهداء، أبي الفضل العباس، عليهما السلام، مستذكرة ذلك الإباء الهاشمي، وتلك التضحية التي لم يُر لها مثيلاً قط، فتدخل صحنه المبارك، وهم في كل ذلك لاطمين الرؤوس، وصارخين بأعلى الصوت، بشعارات الثورة الحسينية التي علمت الأحرار في كل العالم كيف ينتصر الدم على السيف، فينتصر الحق على الباطل.
بعد ذلك يتوجه المعزون من خلال شارع قبلة حرم ابي الفضل العباس عليه السلام، ثم في شارع الجمهورية، متجهين صوب مقام خيام الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، حيث تجري مراسيم حرق الخيام الرمزية لهم، ثم يتوجهون بعد انتهاء الركضة، نحو العتبة الحسينية المقدسة مرة أخرى، حيث يقرأ عزاء أهالي طويريج ويختتم بعدها، هذا العزاء السنوي.
وهكذا يستمر هذا العزاء سنوياً مذكراً بأن للإمام الحسين عليه السلام أنصار في كل زمان ومكان.