b4b3b2b1
السياسي البحريني علي مشيمع: قوات سعودية تهدم المساجد وتحرق القرآن | هيئة بيت العباس باستراليا أحيت ذكرى استشهاد السيدة الزهراء | خلال تقديم وفد المرجعية العزاء للبرزاني .. الطالباني والبرزاني يثمنا دور المرجعية الشيرازية في الدفاع عن الأكراد | انشاء مشروع التجديد الحضري لمدينة كربلاء المقدسة وبكلفة 2 مليار و140 مليون دينار عراقي+ الخرائط | سماحة المرجع الشيرازي: الصلاة في كربلاء أفضل من الصلاة في المسجد الحرام | مجلس تأبيني على روح الفقيد الشيرازي تقيمه دار التلبيغ الاسلامي بدمشق | السيد عارف نصر الله يتسقبل ابطال الجيش والحشد الشعبي من مدينة آمرلي | مؤسسة الرسول الاكرم الثقافية تزور المرجع الشيرازي دام ظله في بيته | سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يوصي الشباب والطلبة: تنافسوا في الأخلاق الفاضلة والعلم النافع | وسط حضور حوزي كبير إقامة مجلس الفاتحة على روح الفقيد العلوي | تظاهرات ليلية بعدة مناطق بحرينية اثر حملة اعتقالات واسعة | مهندس وباحث من اوكرانيا يزور العلاقات العامة لمكتب المرجع الشيرازي |

من كلمات سماحة المرجع الشيرازي دام ظله

4459

 

9 جمادى الأولى 1436 - 01/03/2015

موقع الإمام الشيرازي

ما أكثر القصص! وما أكثر العبر! لكن المهم أن نعتبر ولو بقصة واحدة

المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، رحلته في طلب العلم، على مدار أكثر من نصف قرن، بدأت من مدينة الإمام سيد الشهداء صلوات الله عليه، حاضرة العلم والعلماء، كربلاء المقدّسة، في بيت عتيق بالعلم، وعريق بالفقاهة، وعتيد في مواجهة الطغاة، وصنديد في الردّ على أصحاب أفكار الهوى والضلال، وعُرِف ـ في شرق الأرض وغربها ـ بمراجع وقادة، سجّل التاريخ لهم، وحفظ الوجدان ـ على مدى قرنين ـ مواقف مازالت إلى اليوم محلّ اعتزاز وافتخار، وصولات في التغيير والإصلاح، وفي التأسيس والبناء لهم إنجازات شامخات.

الرحلة العلمية ـ الإصلاحية تلك، كانت ومازالت مليئة بالأحداث والآلام والتضحيات، وقد تمخّض عنها بحوثاً استدلالية علمية دقيقة كتبها للفقهاء والمجتهدين، ومؤلّفات عديدة، لمختلف المستويات الحوزوية، فضلاً عن أنه لا زال، ومنذ ربع قرن، يتحف الحوزات العلمية ببحثه الخارج في الفقه والأصول.

بموازاة ذلك، فقد كتب باقة من عشرات المؤلّفات، وألقى مئات المحاضرات، التي تناولت الدين والدنيا، والسياسة والاقتصاد، والمجتمع والأخلاق، والماضي والحاضر، والتاريخ والمستقبل، واستعرض من خلالها أزمات الفكر وعقده، ومعاناة الإنسان وهموم مجتمعات، وظلم أنظمة وطغيان حكّام، وتحدّيات الأمّة وتطلّعاتها، وعبر تلك السنوات وفي أكثر من بلد، قدّم تشخيصاً للأزمات، واستشرافاً للحلول، وطرح رؤيته للواقع (ناقداً ومنظراً)، وواكب المستحدثات (فقهاً وفكراً)، انطلاقاً من أصالة أساسها القرآن الكريم، والسنّة النبويّة الشريفة، وتراث أهل البيت صلوات الله عليهم، وتتحرّك عبر منهجية التقييم من أجل الإصلاح، والتقويم من أجل التنمية، والعمل من أجل تحسين الحال، والنصيحة من أجل بناء إنسان صالح، ومجتمع فاضل، ودولة عادلة.

ومن كلمات سماحته دام ظله:

* كان رسول الله صلى الله عليه وآله في مكّة يدعو الناس إلى الله والإسلام والقرآن، وربما لم يؤثّر صلى الله عليه وآله في بعض الأشخاص إلاّ بعد مرور 20 سنة، والله سبحانه وتعالى يأمرنا بالاقتداء بنبيّه في القرآن الكريم.

* لما بعث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بالرسالة، ارتقى جبل الصفا، ومن ثم جبل المروة، ودعا الناس إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وحده، إلاّ أن المشركين راحوا يرمون الرسول صلى الله عليه وآله بالحجارة، حتى أدموا جسده الشريف، فبادرته كل الملائكة، تريد أخذ التكليف من رسول الله صلى الله عليه وآله، لأجل إبادة المشركين، غير أنه صلى الله عليه وآله أبى، ودعا بهذا الدعاء (اللهم اهد قومي).

* إثر استقامة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله في القول والعمل، دخل إلى الإسلام أكثر أولئك الذين عاصروه من المشركين أو أبنائهم.

* الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله لم يدع على قومه بالويل والثبور، ذلك لأنه رحمة للعالمين، وهو يقول عن نفسه صلى الله عليه وآله: (بعثت رحمةً).. والله سبحانه يدعونا في كتابه الحكيم إلى الاقتداء والتعلّم من نبيّه المصطفى صلى الله عليه وآله.

* يجب علينا أن نتعلّم من رسول الله صلى الله عليه وآله، وأن نعلم أن أكثر الناس ليسوا معاندين، نعم قد يكونون متعصّبين، بيد أنهم ليسوا معاندين.

* لقد كان الناس قبل الإسلام شعارهم الخوف، ودثارهم السيف - كما ورد في نهج البلاغة - فكان القوي يأخذ الضعيف سواء في محيط العائلة أو العشيرة أو ما هو أكبر منهما كمحيط القرية والمدينة أو أكبر كمحيط الحكومة، وكان كل قوي يظلم كل ضعيف تمكّن منه، عادة، ولذلك كنّا نلاحظ كثرة القتل والنهب والسرقات قبل الإسلام، ولكن عندما جاء رسول الله صلّى الله عليه وآله منح الجميع فرصاً متساوية فكان كل شخص يمكنه أن يقوم بما يريد مالم يضرّ أحداً، فكان الخط الأحمر الوحيد الذي لا يجوز تجاوزه في الإسلام على الصعيد العام هو عدم الإضرار بالآخرين، فلقد سنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قانون (لا ضرر ولا ضرار في الإسلام)، وهذا القانون صار سبباً لانتفاء السرقة في المجتمع.

* نقل لنا التاريخ شيئاً لا تجدون له مثيلاً في أرقى دول العالم المعاصرة وأغناها، وهو أنه لم يسجّل منذ زمن رسول الله صلّى الله عليه وآله حتى عصر الإمام الجواد سلام الله عليه - أي طيلة حوالي مائتي عام – سوى ست سرقات في طول البلاد الإسلامية وعرضها! أي بما معدّله أقل من سرقة واحدة خلال كل عشر س332 - وما كان سبب إسلام عامّة اليهود إلاّ بعد هذا القول من رسول الله صلّى الله عليه وآله: (َمَنْ مات وله مال فلوارثه، ومَنْ مات وترك ضياعاً أو دَيناً فإلي وعليّ). فقال اليهود ما أحسن هذا الدين! فلنذهب ونعلن إسلامنا، لأنّا إذا جمعنا مالاً ومتنا فرئيس الدولة لا يأخذ منّا ضريبة الإرث، وإن كنّا فقراء لا نملك شيئاً ومتنا فإنّه يكفل عوائلنا من بعدنا، ويقضي ديننا إن كنّا مدينين! وهكذا توجّهوا إلى الإسلام زرافات ووحداناً وحلّت أكبر مشكلة كان يعاني منها المسلمون بحكمة التشريع الإسلامي الذي جاء به رسول الله صلّى الله عليه وآله. هذا هو قانون السماء، وهو موجود في الكتب الفقهية وكتب التاريخ والحديث.

* آخر ما أوصى به الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله هو النساء.

* ينبغي للمؤمنين والمؤمنات بذل المزيد من الجهود والمساعي لخدمة الناس، كالمشاركة في بناء وإيجاد المؤسسات الثقافية والتربوية والخيرية، والقيام بمشاريع اجتماعية مفيدة ونافعة تعود منفعتها على الجميع، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: (أحبُّ عباد الله إلى الله أنفعُهُم لعباده).

* ذكر الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه في إحدى خطبه أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله كان يقول: (إنّ الجنة حفّت بالمكاره، وإنّ النار حفّت بالشهوات). فالذي نفهمه من هذه الرواية الشريفة هو: أن كل إنسان تتنازعه قوّتان نفسيّتان وهما: أولاً: المعتقدات، وهي الطريق إلى الجنة. ثانياً: الشهوات، وهي الطريق إلى النار.

* أثبتت التجربة التاريخية أن الأمة عاشت في ظل الإسلام المتمثّل بحكومة النبي الأعظم وأمير المؤمنين صلى الله عليهما وآلهما في سعادة، لم تشهد البشرية مثيلاً لها حتى اليوم.

* ألّف رسول الله صلى الله عليه وآله بالإسلام بين شرائح الأمة حتى صاروا إخواناً بعدما دبّت فيهم الحروب الطاحنة واستمرت مئات السنوات، قال الله تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً).

* رواية وردت في كتاب بحار الأنوار للعلاّمة المجلسي (رحمه الله)، ومضمونها: (إنّ أمير المؤمنين سلام الله عليه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي قُبض فيه، فقال: يارسول الله، هذه الأنصار في المسجد تبكي رجالها ونساؤها عليك. فقال: وما يبكيهم؟ قال: يخافون أن تموت. فقال: أعطوني أيديكم. فخرج في ملحفة وعصابة حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس، فما تنكرون من موت نبيّكم؟ .. إلاّ أني لاحقٌ بربّي، وقد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا: كتاب الله تعالى بين أظهركم تقرءونه صباحاً ومساءً فلا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، وكونوا إخواناً كما أمركم الله، وقد خلّفت فيكم عترتي أهل بيتي).. إنّ المسافة من بيت رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المسجد لم تكن طويلة، لأن بيته صلوات الله عليه وآله كان لصيق المسجد، وكان للبيت باب ينفتح على المسجد, ويوم جاء الأمر الإلهي بأن تسدّ كل الأبواب المطلّة على المسجد، سُدّت أبواب جميع المسلمين بما فيهم باب بيت النبي صلى الله عليه وآله، ولم يستثنِ الرسول صلوات الله عليه - بأمر الله تعالى - إلاّ باب بيت عليّ وفاطمة سلام الله عليهما، والسبب واضح، لأن بيت الرسول صلى الله عليه وآله لم يكن كل من فيه معصوماً، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله هو المعصوم الوحيد فيه، أما سائر من فيه من نسائه فلم يكنّ معصومات، ولذلك لم يستثنَ بيته من هذا الأمر أما بيت عليّ وفاطمة سلام الله عليهما فكان كل ساكنيه معصومين، ولذلك استثني وبقي الباب الوحيد المسموح له أن يبقى مفتوحاً على المسجد النبوي.

* قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (أيّها الناس إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا ولن تزلّوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنه قد نبّأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض كإصبعي هاتين، وجمع بين سبابتيه، ولا أقول كهاتين، وجمع بين سبابته والوسطى فتفضل هذه على هذه) .. ههنا نكتة جديرة بالتأمّل، وهي أن الناس - عادةً - إذا أرادوا وصف شيئين بأنّهما لن يفترقا مَثَّلا لهما بجمع السبّابة والوسطى، ولكنا نلاحظ أنّ الرسول صلّى الله عليه وآله جمع بين سبّابتيه، فلماذا فعل ذلك؟ لقد أراد صلّى الله عليه وآله أن يبيّن - إضافة إلى أنهما لا يفترقان - أنهما عدلان، فإنّ الوسطى أطول من السبابة قليلاً، ولكن حيث إن النبي صلّى الله عليه وآله جمع سبّابتيه فهذا معناه أنه لا القرآن أطول من أهل البيت سلام الله عليهم ولا أهل البيت أطول من القرآن الكريم.

* إسلام القرآن الحكيم، وإسلام رسول الله صلى الله عليه وآله، وإسلام أهل البيت عليهم السلام نظام شرّعه خالق الكون والإنسان لإصلاح الكون وإسعاد الإنسان.

* أثبتت التجربة التاريخية أن الأمور متى ما ألقت أزمّتها بأيدي الرسول الأعظم وأهل بيته الأطهار عليه وعليهم صلوات الله وحكموا على البلاد والعباد، فإنهم أصلحوا الكون، وأسعدوا الإنسان في جميع الأبعاد وعلى كافّة الأصعدة، مما لم ير العالم له نظيراً.

* الإخوة الأعزاء المهاجرين في سبيل الله، الذين وجدوا ـ كما وعد القرآن الكريم ـ في الأرض مراغماً كثيراً وسعة، ينبغي لهم اغتنام هذه النعمة الإلهية، وتكريس الجهود في سبيل إقامة ذلك الدين والاسلام، واستعادة ذلك الصلاح، وتلك السعادة الذين قدّمهما النبي الأكرم وأهل البيت صلوات الله عليه وعليهم، للبشرية.

* ينبغي المواظبة على النشر الواسع لثقافة رسول الله وأهل البيت صلوات الله عليه وعليهم، ليجد العالم ضالّته التي طالما بحث عنها ولما يجدها، ويعرف الداء والدواء، علّه ينتشل نفسه شيئاً فشيئاً من هذه المظالم الشاملة، والمفاسد المستوعبة التي عمّت البلاد والعباد.

* الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله إلى آخر يوم من عمره لم يكن في حجرته بساط وثير، وحينما رحل إلى ربّه الجليل كان مديوناً.

* بعد النظر إلى واقع حالنا, نسأل: هل نحن من المتأسّين حقيقة بسيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، حيث إنه صلى الله عليه وآله قد قال: (إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق).

* كان اليهود الذين يعيشون في المدينة عندما أسّس الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله دولته المباركة كثيراً ما يؤذون النبي حتّى أنهم كانوا يواجهونه بكلمات نابية وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: (لتجدنّ أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود) لكنهم عندما اطّلعوا على الإسلام الذي تجلّى في سيرة الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله، والقوانين الإسلامية السامية التي سنّها صلوات الله عليه وآله، دخل أكثرهم في الإسلام، كما أشار إلى ذلك الإمام جعفر الصادق صلوات الله وسلامه عليه.

* جاء في الحديث الشريف عن الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله: (إنّ العبد لينال بحسن خُلُقه درجة الصائم القائم), ويستفاد من هذا التعبير الوارد في الحديث الشريف (الصائم القائم) أنهم العباد الذين يقضون نهارهم بالصوم، وليلهم بالسهر في القيام بالعبادات.

* لو يعلم عالم اليوم بما يوجد في القرآن الحكيم، وبسيرة الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله، وبما عمله أمير المؤمنين صلوات الله عليه لسبقنا إلى الإسلام، وهذا ما أكّده الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في آخر ساعات حياته المباركة حينما قال: (الله، الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم), فغيرنا قد أخذ من القرآن والإسلام الشيء النزير فوصل إلى ما ترونه حالياً.

* مَنْ يريد التوفيق، وخير الدنيا، وخير الآخرة، والمحبة عند الله عزّ وجلّ، وعند الناس ينبغي عليه أن يردّ السيئة بالإحسان والحلم, فقد ورد في أحوال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أن إحدى زوجاته اتّهمته تهمة عنيفة في قضية ما (راجع تفسير الآية 11 من سورة النور)، فلم يقابلها صلى الله عليه وآله بالمثل ولم يجبها، بل إنّه صلى الله عليه وآله اكتفى بنفي التهمة عنه فقط، علماً إن هذه الرواية نقلت عن أحد المعصومين سلام الله عليهم، ولم ينقلها غيرهم من سائر الناس، لأن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله لم ينقلها لأحد من الناس, فينبغي تعلّم الفضائل هذه، والخلق الحسن من رسول الإسلام صلى الله عليه وآله، والقرآن الحكيم يقول: 0لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).