2 ذو الحجة 1435 - 27/09/2014
دأبت بعثة الحج الدينية لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله كل عام على إقامة مجالس العزاء الحسيني وللفترتين الصباحية والمسائية ضمن جدول أعمالها ونشاطاتها اليومية، ففي الأيام القليلة الماضية اقامت البعثة عدة مجالس عزاء كان منها: مجلس عزاء ارتقى المنبر المبارك فيه الخطيب الشيخ صلاح الحلفي ـ مسؤول القسم الثقافي في مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله في مدينة النجف الأشرف ـ واستهل حديثه بالآية الكريمة: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، فتحدّث حول مودّة أهل بيت النبي الاكرم صلى الله عليه وآله، المتمثّلة في الإمام عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم أفضل الصلاة والسلام، واستعرض جوانب من سيرتهم وتاريخهم وأكّد على أهمية ذلك.
ثم تطرق الى ذكر مصاب السيدة رقية بنت الإمام الحسين صلوات الله عليهما، واستذكر مواقفها المؤثّرة في يوم عاشوراء، وما جرى على أهل بيت العترة الطاهرة صلوات الله عليهم من المصائب في ذلك اليوم العظيم.
كذلك عقدت البعثة مجلساً آخر ارتقى المنبر المبارك فيه الخطيب الحسيني فضيلة الشيخ شاكر المعلم، مستهلاً حديث بالآية الشريفة: (بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ)، متطرقاً ضمن بحثه حول مصطلح البصيرة الى استشراف المستقبل واهميته في النجاح، ومن الشواهد الناجحة التي تطرق اليها المدرسة الشيرازية التي تجاوزت العمل الفردي إلى العمل المؤسساتي في طريقة عملها لنشر مذهب أهل البيت عليهم السلام وإيصال الدين إلى العالمية.
كما أشار إلى المعنى الثاني للبصيرة، وهو الرؤية القلبية بدفع الإنسان إلى استدراك ما يمكن إدراكه، وإصلاح ما يمكن إصلاحه، والمعنى الآخر، الدراية بأهمية التضحية للدين، ومن نماذجه أبي الفضل العباس عليه السلام، الذي قال فيه الإمام السجّاد عليه السلام: «لقد كان عمي العباس نافذ البصيرة صلب الإيمان».
وقد ختم الشيخ المعلم قراءته بأبيات رثائية لمصيبة أبي الفضل العباس عليه السلام، ومواقفه المشرفة في يوم عاشوراء، وقد تفاعل الحضور بالبكاء والنحيب لمصاب العترة الطاهرة.
كما وأقيم مجلس عزاء ارتقى المنبر فيه الخطيب الحسيني فضيلة الشيخ عبد الرضا معاش مستعرضا سيرة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وأئمة أهل البيت عليهم السلام، ودورهم العملي في إصلاح الأمة، يقابل ذلك الدور النظري للقرآن الكريم.
وقد استعرض الشيخ معاش عدد من الشواهد العملية من سيرة النبي والأئمة عليهم السلام في تعاملاتهم، وعرج في ختام المجلس على منزلة أم البنين عليه السلام وكرامتها عند الله، وقد أشجى الحضور بأبيات رثائية تفاعل معها الجميع.
كذلك واصلت البعثة عقد جلساتها الفكرية الحوارية والفقهية حيث جرى البحث حول المسائل المستجدة وآراء المراجع الأعلام فيما طرأ من تغييرات قد يترتب عليها أحكام جديدة.