30 جمادى الآخرة 1433 - 22/05/2012
أفادت صحيفة إيلاف الإلكترونية أن الشيعة في مصر عبروا عن أنفسهم في ميدان التحرير خلال الثورة المصرية بصورة جلية عبر اقامة الشعائر الحسينية ورفع شعارات (لبيك يا حسين) عبر مكبرات الصوت واليافطات. وقالت الجريدة: كان أول بيان للتيار الشيعي في مصر صدر في الثامن من فبراير من العام الفائت، مع بداية الثورة، تضمن مطالب بقيام دولة مدنية ديمقراطية.
وقال رجل دين (شيعي) مقيم في هولندا مصطفى الحسني في حديثه الى (إيلاف) إن تواجد الشيعة هو أمر طبيعي في مصر، وما زال التأثير الفاطمي يظهر في مصر أثناء شهر رمضان والأعياد لافتاً النظر الى أن (قدر) التاريخ أن ينحسر التواجد الشيعي في أرض الكنانة وهي التي شهدت قيام دول شيعية عادلة هي الدولة الفاطمية حيث كان جل أهل مصر يعتنقون المذهب الشيعي بحسب تعبيره.
والسياسي العراقي المستقل عادل اللامي يعتقد في حديثه الى (إيلاف) إن من حق (أقلية) شيعية في مصر ان تفتح دار عبادة خاص بها.
ويتحدث محمد الوادي عضو مركز تطوير الاتحاد الأوروبي الى (إيلاف) متسائلاً عن مدى تأثير افتتاح حسينية في بلد مثل مصر معروف بثقله العربي والإسلامي. ويستطرد قائلاً: ما التأثير السلبي المتوقع جراء ذلك إذا أخذنا في الاعتبار أن الحضور كانوا من الشيعة المصريين وفي الجانب الإنساني والمدني وحتى الديني يجب ضمان حرية الفكر والمعتقدات للأفراد طالما لا يتعارض ذلك مع شروط المواطنة ولا يؤثر في الفئات الأخرى.
ويقف الوادي عند جوهر المشكلة - كما أسماها - فيقول إن الخلاف لا يتعلق ببناء حسينية أو زيارة رجل دين شيعي الى مصر بل جوهر المشكلة تلك الطائفية التي بدأت تستوطن فكر شريحة واسعة من مجتمعنا العربي لغرض إشغاله عن واقعه المرير وكذلك إشغاله عن التغيرات والتقسيمات الخطيرة التي ترسم لمنطقتنا.
وينظر الكاتب العراقي جمال الخرسان الى القضية على إنها نتاج طبيعي للتشنج الطافح الى السطح بين سياسة المحاور من جهة وبين النبش في الماضي بين القنوات الدينية المتطرفة من جهة اخرى، ونتيجة للتشويه الذي يتعرض له الشيعة على يد الإعلام العربي.
ويتابع في حديثه الى (إيلاف): اصبحت مسألة افتتاح "حسينية" تحتاج لسلسة طويلة عريضة من الموافقات، وربما يتعرض لموجة من الاعتراض وسلسلة من الفتاوى، إن ذلك يعكس حجم الهوة في النسيج الاجتماعي لمعظم البلدان العربية التي تعيش تنوعاً مذهبياً عرقياً.