3 صفر 1433 - 28/12/2011
و هو أن يعرف الانسان أن للكون إلهاً خلقه و أوجده من العدم و بيده كل شيء... فالخلق و الرزق و الاعطاء و المنع و الاماتة و الاحياء و الصحة و المرض... كلها تحت إرادته
(إنَّما أمْرُهُ إذا أرادَ شَيْئَاً أنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونَ).
و الدليل على وجود اللّه تعالى: ما نرى من السماء و ما فيها، من الشمس المضيئة و القمر المنير و النجوم الزواهر و السحاب و الرياح و المطر.
و من الارض و ما فيها، من البحار و الانهار و الثمار و الاشجار و المعادن المختلفة الثمينة، كالذهب و الفضة و الزمرد و غير ذلك.
و من أصناف الحيوانات، الطائرة في الفضاء و السابحة في الماء و الماشية على وجه الارض، بأشكال متنوعة و أصوات متباينة و حجوم متشابهة و غير متشابهة.
و الانسان العجيب المشتمل على الحواس المختلفة من السمع و البصر و الشم و الذوق و اللمس و الهجس و على الجوارح الكثيرة، من العين و الاذن و اللسان و و القلب و اليد و الرجل و الصحة و السقم و الرضا و الغضب و الحزن و الفرح و غيرها.
كل ذلك دليل على إله حكيم عليم، نعتقد به و نعبده و نستمد منه العون و نتوكل عليه.
اللّه تعالى و صفات الجمال
و اللّه سبحانه له صفات كثيرة:
كالعلم: فهو يعلم كل شيء، كبيراً أو صغيراً و يعلم ما في القلوب.
و القدرة: فهو يقدر على كل شيء، على الخلق و الرزق و الاماتة و الاحياء و غيرها.
و الحياة: فهو حي لا يموت.
و الارادة: فهو يريد الشيء الذي فيه المصلحة و لا يريد ما فيه مفسدة.
و الادراك: فهو يبصر كل شيء و يسمع كل صوت و لو كان همساً في الاذان و وهماً.
و القِدم: فهو تعالى وحده القديم الازلي، الابدي، السرمدي يعني: انه سبحانه كان قبل كل شيء ثم خلق الاشياء و يبقى بعدها إلى الابد فالكون كلّه مخلوق له، محتاج إليه ليس في وجوده فقط بل في بقائه و استمراره ايضاً و كل ما هو مخلوق فهو حادث فلا قديم الاّاللّه تعالى.
و التكلم: فهو يكلّم من يشاء من عباده المخلصين و أنبيائه و ملائكته.
و الصدق: فهو صادق فيما يقول و لا يخلف وعده.
كما أنّه تعالى: خالق، رازق، محي، معط، مانع، رحيم، غفور، عزيز، شريف، كريم...
اللّه سبحانه و صفات الجلال
و اللّه سبحانه و تعالى منزّه عن النقائص:
فليس جسماً و لا مركّباً و لا يشغل حيّزاً و لا يمكن رؤيته تعالى، لا في الدنيا و لا في الاخرة.
و ليس محلاً للعوارض، فلا يعطش و لا يجوع و لا يهرم و لا يفنى و لا يغفل و لا ينام.
و لا شريك له و لا انداد، بل هو واحد أحد، فرد صمد، لم يتّخذ صاحبة و لا ولداً.
و صفاته عين ذاته، لا اثنينية بينها و بينه، فهو عالم قادر إلى آخر صفاته الجمالية منذ الازل، لا كمثلنا حيث كنا جاهلين ثم نعلم و كنا عاجزين ثم نقدر.
و غني عن كل شيء و من كل أحد، فلا يحتاج إلى مشورة، أو معاون، أو وزير، أو جند، أو نحو ذلك.