2 شعبان المعظم 1432 - 06/07/2011
نحن على اعتاب زيارة الامام موسى الكاظم عليه السلام في الكاظمية المقدسة، فنرى الناس المتوجهين الى مدينة الكاظمية المقدسة لإحياء ذكرى استشهاد سابع أئمة أهل البيت الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه التي توافق الثلاثاء، الخامس والعشرين من شهر رجب، وتشير التوقعات الى إنهم سيفوقون التسعة ملايين زائر، فتراهم قادمين من كل حدب وصوب، تتناخى النفوس الصابرة، صوب كاظم الغيظ سلام الله عليه، لتشير بوصلة أقدامهم الراكضة، نحو طهر المكان الذي انبجس قدسية وبهاءاً، ساعة احتضانه الإمامين الكاظمين عليهما السلام، فالمحبة تختصر المسافات البعيدة التي تذيبها خطوات ثابتة ومطمئنة لن تحيد عن الوفاء لأهل الشجاعة والنبل، أهل بيت النبي عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام، المجاميع الكثيرة التي ملأت الطرقات، لم تأبه بهجير الظهيرة وقساوة الحر، بعد أن تلاشت نفوسهم بحب مواساة الإمام المكلوم في يوم شهادته العظيمة التي قهرت أرباب الظلم وهزت أركانه الصلدة، السرادق الكثيرة التي توزعت على جوانب الطريق، رسمت هي الأخرى مشهداً قدسياً رائعاً وسط هذه الحشود الكبيرة الزاحفة، تقدم الماء البارد والآكل وكل مستلزمات راحة الزائرين، بينما تتسابق تلك السرادق لتوفير الكهرباء والمبردات.
ومن بين المواكب الحسينيه التي كان لها الاثر الكبير في احياء هذه الذكرى الاليمة هيئة عقيلة بني هاشم من الهيئات التابعة الى المرجعية الشيرازية بمحافظة الكاظمية المقدسة، ولها وجود سنوي واضح وحضور كبير على الساحة الحسينية ومعروفة بتقديم العديد من الخدمات المشرفة لزائري اهل البيت عليهم السلام القادمين من مختلف ارجاء العراق، اضافة الى اقامة الشعائر الحسينية من مواكب الزنجيل ومجالس العزاء واللطم الحسيني واضافة الى اشتهارها بتقديم اكبر عرض مسرحي سيار لسبايا آل الرسول، في محافظة كربلاء المقدسة والكاظمية المقدسة،
لذا أسهمت هيئة عقيلة بني هاشم للشيرازية وبحضور جمع من مكتب العلاقات العامة لمكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة، في إحياء ذكرى استشهاد سابع أئمة النور والهدى من كوكبة أهل البيت الأطهار، الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهم السلام) وذلك بإقامة مجلس عزاء كبير وتسيير موكب سيار في مدينة الكاظمية المشرفة، ليلة وصبيحة يوم 25 رجب الأصب 1432هـ ، فمع ساعات الصباح الأولى ليوم المناسبة المقدسة، انطلق موكب العزاء السيار الذي نظمته هيئة العقيلة من أمام مقرها الكائن في ساحة العروبة، وسار بحشود الشباب والمؤمنين الذين شكلوا صفوفه الطويلة في الشوارع الرئيسية للمدينة وهم يؤدون شعائر العزاء والمواساة بشهادة الإمام المظلوم ورهين سجون سلطة هارون الرشيد الغاشمة، الكوكب السابع لأهل البيت الإمام الكاظم (عليه السلام) وبعد ان جاب الموكب مداخل المدينة، تتقدمه الرايات الحسينية وفرق الطبالة والتشابيه المجسدة لواقعة سجن الإمام ومجسم السجن المقرونة بقصائد الرثاء المجسدة لمحنة ومعاناة الإمام الشهيد، فقد انتهت مسيرته عند باب المراد للروضة الكاظمية المطهرة، وفي وسط حشود عشرات بل ومئات الآلاف من المعزين والزائرين، كانت هناك قصائد شعرية ألقاها عدد من الشعراء الحسينيين بحق الإمام الكاظم (عليه السلام).
وعند الظهيرة كانت هناك مأدبة إطعام الزائرين الخاصة بالمناسبة، التي أعدتها الهيئة، حيث قدمت خدمات الاستضافة والإطعام لعدة آلاف من الزائرين والمشاركين في إحياء شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام).
ومن سيرة الامام روحي له الفداء والتي تملك القلوب والمشاعر فهي مترعة بجميع معاني السمو والنبل والزهد في الدنيا والإقبال على الله. لقد كانت سيرة الإمام موسى بن جعفر مناراً نستضيء بها حياتنا، ومن ظواهر شخصيته الكريمة هي السخاء، وإنه كان من أندى الناس كفاً، وأكثرهم عطاءً للمعوزين. لقد قام الإمام موسى (عليه السلام) بعد أبيه الإمام الصادق (عليه السلام) بإدارة شؤون جامعته العلمية التي تعتبر أول مؤسسة ثقافية في الإسلام، وأول معهد تخرجت منه كوكبة من العلماء وقد قامت بدور مهم في تطوير الحياة الفكرية، ونحو الحركة العلمية في ذلك العصر، وامتدت موجاتها إلى سائر العصور وهي تحمل روح الإسلام وهديه، وتبث رسالته الهادفة إلى الوعي المتحرّر واليقظة الفكرية، لقد كان الإمام موسى (عليه السلام) من ألمع أئمة المسلمين في علمه، وسهره على نشر الثقافة الإسلامية وإبراز الواقع الإسلامي وحقيقته.