14 شوال 1429 - 14/10/2008
أحييت مدينة الإمام الحسين (عليه السلام) كربلاء المقدسة الذكرى السنوية السابعة لرحيل سلطان المؤلفين المجدد الثاني السيد محمد الحسيني الشيرازي (اعلى الله مقامه)، وذلك في ساحة ما بين الحرمين الشريفين تلك البقعة الطاهرة التي طالما تذكرها فقيدنا الراحل حتى قال: (لقد أشتقت الى كربلاء... أشتقت الى حرم جدي الإمام الحسين (عليه السلام))... ومن اجل إحياء التراث العظيم لهذه الشخصية الكبيرة دأبت مؤسسة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) على السعي بجدية نحو رعاية وإقامة المحافل والمهرجانات التأبينية التي من شأنها تعريف الناس بهذه الشخصية العظيمة.
ومن أجل توثيق كل كلمة تقال في مقام هذه الشخصية العظيمة إلتقى مندوب موقع مؤسسة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، بمجموعة من الضيوف والشخصيات الحاضرة في المهرجان:
السيد المحنا مسؤول المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في كربلاء المقدسة
إن علماؤنا السائرون على نهج أهل البيت (صلوات الله عليهم) وجودهم رحمة للأمة وحفظ للدين ولبنة من لبنات بناء هذا الصرح العظيم صرح الإسلام، ولأجل الوقوف على مقام هذا الإنسان ومقام هذا الشخص فعلى الأمة أن تتعامل مع هؤلاء العلماء بما يليق بشأنهم وما قدموه لهذه الأمة.
وبذلك تكون الأمة قد أخلصت لإسلامها ولنبيها الكريم (صلى الله عليه وآله) كما أخلصت لأئمتها الأطهار (صلوات الله عليهم) ولعلماؤها وحوزتها المباركة.
لذلك لابد من التجمع من أجل إستذكار هؤلاء العظماء ولابد من إحياء مناسباتهم لأن في إحياءها عبرة للحاضرين والسائرين في هذا النهج الطويل، هذه العبرة يستطيع ان يستفيد منها الإنسان لتصحيح مسيرته والاستفادة مما تركه هؤلاء العظماء وتصحيح ما يمكن تصحيحه من انحراف او اعوجاج لذلك هناك فائدة عظيمة، ويلح أئمتنا صلوات الله عليهم على هذه التجمعات وعلى هذه اللقاءات من أجل الاستفادة ومن أجل الحصول على ما يصحح المسيرة والوصول إلى ما نصبوا إليه إلى شاطئ الصواب.
وفي هذا الاحتفال نؤبن ونستذكر صاحب هذه المسيرة ألا وهو سماحة آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلى الله مقامه) من أجل ان نقول ولو شيئاً بسيطاً عما تركه لهذه الأمةز
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسدد خطى الجميع وأن نكون من المستفدين من علماؤنا من المستفيدين مما تركوه هؤلاء إنه نعم المولى ونعم المجيب.
سماحة السيد محمد حسين الموسوي
في الحديث الشريف إذا مات العالم ثُلم في الإسلام ثلمَة لا يسدها شيء، وورد في رواية مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء.
لقد كان العالم الفقيد المجدد الثاني السيد محمد الحسيني الشيرازي (رضوان الله عليه) من العلماء المجددين الذين عاصرناهم فوجدناه دؤبناً دائماً، فكنا عندما نصاب بانتكاسة او ضعف نذهب إليه فيزودنا بالأمل وهو لايكل ولايمل لا في العلم ولا في الوعظ ولا في الإرشاد وما حققناه في مسيرتنا العلمية كان بفضل توجيهات الإمام الراحل (رضوان الله عليه).
وكان (أعلى الله مقامه) يشدد ويؤكد على الذين يأتون لزيارته بالتأليف والكتابة والتصدي لنشر مذهب اهل البيت (عليهم السلام) عملا بالحديث (لو علموا محاسن كلامنا لتبعوه)، وكان يؤكد على أهمية إقامة فضائية وبفضله إنطلقت فضائية الأنوار وللأسف وافته المنية قبل ان تبزغ نور الأنوار وتكون بهذه الكيفية، فكان عالماً كبيراً ترك ارثاً كبير وتراثاً كبيرا للباحثين، وكما قيل في حقه انه رجل لا يعرفوه إلا بعد مئة سنة.
فضيلة الشيخ علي المجاهد
أفتتح قولي بالحديث الشريف (من أرخ مؤمناً فقد أحياه) نعيش هذه الأيام التي تمر علينا الذكرى السنوية السابعة لرحيل سلطان المؤلفين المجدد الثاني الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) الذي قضى عمره الذي ناهز الخامسة والسبعين عاما في خدمة الإسلام والمسلمين وبث العلوم والروايات والأفكار والأمور التي لم نسمع بها من قبل من علمائنا ومن أجلائنا ومن عظمائنا ولو لاحظنا حياة الإمام الراحل سواء كانت في العراق أو الكويت أو إيران تراه تحمل العديد من المصائب والمرارات التي جرت عليه، ولكنه لم يتوقف يوماً ولم يقف قلمه لحظة ولم يتوقف فكره دقيقة، كان يتقدم ويعمل من أجل خدمة الإسلام.
وفي هذه الذكرى السنوية السابعة علينا ان نأخذ الدروس والعبر من هذه الشخصية العظيمة، فهو حينما مرض وتدهورت حالته الصحية بعد أن أصابته بنوبة قلبية وقال له الأطباء يجب أن تتوقف عن التأليف وإن لا تتكلم إلا قليلاً، جاء في صباح اليوم التالي وهو يحمل من أشرطة الكاسيت وحينما سؤل ما هذه قال إن الدكتور قال لا تكتب ولكن لم يقل لي أن لا أتكلم فرأيت أنه من الواجب الشرعي وأنا المسؤول وأنا الذي أجاب يوم القيامة حينما اسأل، فكان يفكر بالأمة ليل نهار ويقول ما عذري؟ عذري أن يدي توقفت ولا تكتب فقام بتأليف الكتب عن طريق إلقائها وانزالها على شكل أوراق وأسست مؤسسة القلم بناءً على طلبه.
هكذا كان يعيش مشاكل الأمة فعندما يتصل به أحد من افريقيا أو امريكا أو اوروبا أو استراليا أو غيرها من مدن سيدنا صابتنا مصيبة سيدنا ماذا نفعل ؟ كان يوجههم وهو في قم ويوجههم في الكويت يوجههم وهو في العراق هكذا انسان علينا ان نخلده وان نعظم ذكراه علينا أن نعرف ما هو ومن هو؟ وما سر وصوله إلى هذه المكانة الرفيعة، حتى أصبح من المعدودين.
انظر إلى كتبه العديدة لقد كان يتنبأ من خلالها، ففي السبعينات كتب هؤلاء اليهود تنبأ عن اليهود وكتب في الثمانينيات وكانت العولمة. وكل شيء لو تراه صار فهو بعيد النظر وكان يقول في الأمور قبل وقوعها هكذا انسان علينا ان نحييه علينا ان نقف امام ساحله حتى نعرفه ما كان وما عمله وهذا الشيء علينا ان نظهره اولاً بنشر الكتب عن حياة سماحته حتى يعرف الناس مدى عظمته ومدى علميته وأفكاره التي كان يحملها لقد نشر أفكاراً لم ينشرها أحد من قبل، لقد دعا إلى شورى الفقهاء إلى توحيد صفوف العلماء وكتب كتباً في هذا المجال ولكن للأسف صاروا ضده وحاكو له المؤامرات واتهموه تهم هو بعيداً عنها ولكنه سامحهم في حياته .