27 رجب 1432 - 29/06/2011
بمناسبة ذكرى استشهاد العبد الصالح، المقتول الشهيد، المسموم المظلوم، رهين السجون، عالم آل محمد صلى الله عليه وآله، الإمام موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله عليه، أقيمت مجالس العزاء في بيت المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، بمدينة قم المقدّسة، صباح وعصر اليوم الثلاثاء الموافق للخامس والعشرين من شهر رجب الأصبّ 1432 للهجرة.
حضر هذه المجالس العلماء والفضلاء وطلاب الحوزة العلمية وضيوف وزوّار من العراق والخليج والهند وباكستان وأفغانستان، وجمع من المؤمنين والموالين لأهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم من مختلف المدن الإيرانية.
في هذه المجالس تحدّث الخطباء الأفاضل عن سيرة مولانا الإمام الكاظم ومناقبه وحياته السياسية ودوره صلوات الله عليه في التصدّي لمظالم وطغيان سلاطين بني العباس ومنهم هارون لعنة الله عليهم، ودور الإمام صلوات الله عليه في إرشاد الأمة خلال السنين الطويلة التي قضاها في سجون الظالمين المنافقين الغاصبين لخلافة رسول الله صلى الله عليه وآله. وكان مما ذكره الخطباء الأفاضل في أحاديثهم:
• إن الإمام الكاظم صلوات الله عليه سجن لسنوات كانت أضعاف مما سجن يوسف النبي على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام، وذلك بسبب حبّ الناس للإمام صلوات الله عليه، ومعرفة سلاطين بني العباس أنه هو المؤهل الوحيد لقيادة الأمة، بل هو قائدها الشرعي والحقيقي، فكانوا يعتبرونه مصدر الخطر على دنياهم الدنية.
• تفسير للحديثين الشريفين التاليين: قال الإمام الكاظم صلوات الله عليه: «إن الله جعل قلوب الأئمة مورداً لإرادته، فإذا شاء الله شيئاً شاءوه وهو قوله: وَما تَشاؤُنَ إلاّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ».
عن يعقوب بن جعفر قال: كنت مع أبي الحسن [الكاظم] صلوات الله عليه بمكّة، فقال له رجل: إنك لتفسر من كتاب الله ما لم تسمع به. فقال أبو الحسن صلوات الله عليه: علينا نزل قبل الناس، ولنا فسّر قبل أن يفسّر في الناس، فنحن نعرف حلاله وحرامه وناسخه ومنسوخه وسفريه وحضريه، وفي أي ليلة نزلت كم من آية، وفيمن نزلت وفيما نزلت، فنحن حكماء الله في أرضه، وشهداؤه على خلقه، وهو قول الله تبارك وتعالى: سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ، فالشهادة لنا، والمسألة للمشهود عليه، فهذا علم ما قد أنهيته إليك وأديته إليك ما لزمني، فإن قبلت فاشكر، وإن تركت فإن الله على كل شيء شهيد».
جدير بالذكر، أنه اُقيم عزاء اللطم بعد المجالس من قبل جمع من الزوّار العراقيين من مدينة البصرة.