28 ربيع الثاني 1432 - 03/04/2011
صعّدت السلطات البحرينية خلال الأيام الماضية حملتها الأمنية ضد المعارضين والناشطين في مجال حقوق الإنسان، لكنها أفرجت أمس عن المدون محمود اليوسف بعدما نددت وزارة الخارجية الأميركية باعتقاله.
هذا فيما تظاهر المئات من السعوديين الشيعة في المنطقة الشرقية أمس للمطالبة بإصلاحات سياسية في السعودية ودعماً لشيعة البحرين.
وقال ناشطون سعوديون إن المتظاهرين تجمــعوا في بلدة العوامية قرب مدينة القطــيف بعد صلاة الجمعة، ولوحوا بأعلام البحرين والسعودية.
وطالب المتظاهرون بوقف التمييز الطائفي ضد شيعة السعودية. وهتفوا "نفط وبطالة، أين العدل؟"، و"البحرين حرة، درع الجزيرة برا". وحملوا لافتة كتب عليها "الشعب يريد حقوق الإنسان".
وقال الناشــطون إن قــوات الأمن، التي كان بصحبتها سيارات شرطة وعربتان مصفحــتان على الاقل ونحو 10 حافلات، كانت تقف بعيدا عن المحتجين.
وقال العضو في جمعية (الوفاق) البحرانية المعارضة مطر ابراهيم مطر، إنها أحصت اعتقال 329 شخصاً حتى أمس الأول، وأضاف أنه يعتقد أن العدد الحقيقي يصل إلى 400 على الأرجح. وصرح بأن 20 شخصاً على الاقل اعتقلوا أمس الأول، وإن 31 مفقودون. ولم يتضح ما إذا كان هؤلاء الناس مختبئين أم إنهم خطفوا. وتحدثت تقارير عديدة عن فقدان عدد من الناس يتكشف مقتلهم بعد أيام، كما يقول نشطاء وسياسيون إن عدداً متزايداً من المنادين بالإصلاح يختبئون خوفاً من الاعتقال.
وذكرت مصادر المعارضة ان عبد الخالق العريبي وهو طبيب في مستشفى السلمانية، الأكبر في البحرين، قد احتجز. وكان العريبي الذي يفكر في ترشيح نفسه كنائب برلماني عن (الوفاق) قد انتقد علنا منع الأطباء من الوصول الى المحتجين الجرحى.
وقال رئيس مركز حقوق الإنسان في البحرين نبيل رجب إن منزله في قرية بني جمرة في شمال غربي المنامة قد تعرض للإغارة قبل أسبوعين، من عشرات المسلحين الملثمين، الذين اقتادوه من سريره على مرأى ابنته وهي تبلغ من العمر 8 أعوام، إلى سيارة تعرض فيها للضرب لحوالى ساعتين. وأضاف "لقد هددوا باغتصابي وأحدهم كان يتلمس جسمي. ضربوني بالأحذية ولكموني. وجهوا إليّ السباب، وقالوا لي: أنت شيعي فعد إلى ايران". كما أكد عدد كبير من سكان القرى الشيعية المحيطة بالمنامة تعرضهم لاعتداءات مماثلة.
لكن، وفيما تحاول السلطات تصوير الأوضاع في البحرين على أنها "عادت إلى طبيعتها" يقول المدرس علي محمد البالغ من العمر 33 عاماً، بعدما طرد من عمله إثر مشاركته في تظاهرات دوار اللؤلؤة خلال الشهرين الماضيين "لا يمكننا أن نتوقف. قد نهدأ لفترة كي نتمكن من الحداد على قتلانا ومعالجة جرحانا، وزيارة سجنائنا، لكننا سنعود ونثور مرة أخرى". وما زالت الحواجز الأمنية والعسكرية تنتشر في أنحاء المملكة، وترفع العربات العسكرية أعلام البحرين، لكن عددا من المواطنين الذين استوقفوا عند الحواجز أكدوا أن الجنود الذي يلبسون أقنعة، يتحدثون بلهجة سعودية.
واعتقل يوم الأربعاء المدون البارز محمود اليوسف ثم أفرج عنه ليل أمس الأول. وأطلق اليوسف حملة على الانترنت قبل سنوات بعنوان (بحرينيون فقط) لمحاربة الطائفية في المملكة. وقال اليوسف في اتصال هاتفي "عدت الى المنزل مع أسرتي. كل شيء على ما يرام. عوملت معاملة حسنة. لقد حققوا معي لكنهم لم يجدوا شيئاً".
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر قد كشف عن اعتقال اليوسف. وقال "إننا قلقون جداً من توقيفه، إنه مدون مهم ويحظى بالاحترام". كما تحدث تونر عن توقيف "ناشطي إنترنت إثنين آخرين" لانتقادهما الوضع في البحرين. وقال "نأمل ألا يؤدي قرار الحكومة البحرينية توقيف مدونين وناشطين على الإنترنت الى مضاعفة صعوبات استئناف الحوار الوطني".