2 ربيع الأول 1431 - 17/02/2010
شاركت مرجعية سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة اتباع اهل البيت عليهم السلام احزانهم ومراسيمهم لاحياء ذكرى شهادة نبي الانسانية والرحمة وسيد المرسلين ابي القاسم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وذلك بأقامة مجالس العزاء في بيت المرجع الديني السيد الشيرازي دام ظله بمدينة قم المقدسة صباح وعصر اليوم السبت الموافق للثامن والعشرين من شهر صفر المظفر1431 للهجرة، حضرها العلماء والفضلاء وطلاب الحوزة العلمية، وضيوف وزوّار من خارج إيران، وجمع من المؤمنين والمحبّين للنبي الأعظم وآله الأطهار، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وارتقى المنبر الحسيني الخطباء الأفاضل الشيخ جوادي والشيخ باقي والشيخ محمودي دام عزّهم، وذكروا مقتطفات من سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله، ومقامه الرفيع وفضله العظيم عند الباري تعالى، وما لاقاه صلوات الله عليه وعلى آله من الأذى والعداء والظلم من قريش ومن المنافقين.
كما ذكروا جوانب من وصايا النبي وأحاديثه وتأكيداته صلى الله عليه وآله بالتمسّك بولاية الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه وأبنائه الطاهرين واتباعهم ومودّتهم من بعده، وتحذيراته صلى الله عليه وآله من مغبة وعواقب نبذ وصاياه بحقّ الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه والانحراف عن أهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين. وكان مما ذكره الخطباء في أحاديثهم:
• قال رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر خطبة له: «أيها الناس هذا عليّ بن أبي طالب كنز الله اليوم وما بعد اليوم، من أحبّه وتولاّه اليوم وما بعد اليوم فقد أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ، وأدّى ما وجب عليه، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم جاء يوم القيامة أعمى وأصمّ، لا حجّة له عند الله. أيها الناس لا تأتوني غداً بالدنيا تزفّونها زفّاً ويأتي أهل بيتي شعثاً غبراً، مقهورين مظلومين، تسيل دماؤهم أمامكم وبيعات الضلالة والشورى للجهالة في رقابكم. أيها الناس الله الله في أهل بيتي فإنهم أركان الدين ومصابيح الظلم ومعدن العلم، عليّ أخي ووارثي ووزيري وأميني والقائم بأمري والموفي بعهدي على سنّتي، أوّل الناس بي إيماناً وآخرهم عهداً عند الموت وأوسطهم لي لقاء يوم القيامة، فليبلغ شاهدكم غائبكم، ألا ومن أمّ قوماً إمامة عمياء وفي الأمة من هو أعلم منه فقد كفر. أيها الناس ومن كانت له قبلي تبعة فها أنا ومن كانت له عدة فليأت فيها عليّ بن أبي طالب فإنه ضامن لذلك كله حتى لا يبقى لأحد عليّ تباعة»(2).
• عن الإمام الكاظم عن أبيه صلوات الله عليهما قال: قال النبي صلى الله عليه وآله في وصيّته لعليّ صلوات الله عليه والناس حضور حوله: «أما والله ياعليّ ليرجعن أكثر هؤلاء كفّاراً يضرب بعضهم رقاب بعض، وما بينك وبين أن ترى ذلك إلاّ أن يغيب عنك شخصي. و قال في مفتاح الوصية: ياعليّ من شاقك من نسائي وأصحابي فقد عصاني، ومن عصاني فقد عصى الله وأنا منهم بريء فابرأ منهم. فقال علي صلوات الله عليه: نعم قد فعلت. فقال: اللهم فاشهد، ياعلي إن القوم يأتمرون بعدي يظلمون ويبيتون على ذلك ومن بيّت على ذلك فأنا منهم بريء، وفيهم نزلت: بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ»(3).
• وأيضاً عن الإمام الكاظم عن أبيه صلوات الله عليهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في وصيته لعليّ صلوات الله عليه: ياعلي إن فلانة وفلانة ستشاقانك وتبغضانك بعدي، وتخرج فلانة عليك في عساكر الحديد، وتخلف الأخرى تجمع إليها الجموع، هما في الأمر سواء، فما أنت صانع ياعلي؟ قال: يا رسول الله إن فعلتا ذلك تلوت عليهما كتاب الله وهو الحجّة فيما بيني وبينهما، فإن قبلتا وإلاّ خبرتهما بالسنّة وما يجب عليهما من طاعتي وحقّي المفروض عليهما، فإن قبلتاه وإلاّ أشهدت الله وأشهدتك عليهما ورأيت قتالهما على ضلالتهما. قال: وتعقر الجمل وإن وقع في النار؟ قلت: نعم. قال: اللهم اشهد. ثم قال: ياعلي إذا فعلتا ما شهد عليهما القرآن فأبنهما منّي فإنهما بائنتان وأبواهما شريكان لهما فيما عملتا وفعلتا. قال: وكان في وصيته صلى الله عليه وآله: ياعلي اصبر على ظلم الظالمين فإنّ الكفر يقبل، والردّة والنفاق مع الأول منهم ثم الثاني وهو شرّ منه وأظلم ثم الثالث ثم يجتمع لك شيعة تقاتل بهم الناكثين والقاسطين والمتبعين المضلين، واقنت عليهم هم الأحزاب وشيعتهم(4).
جدير بالذكر، أنه أقيم عزاء اللطم في بيت سماحة المرجع الشيرازي دام ظله بعد صلاتي الظهر والعصر في اليوم نفسه، أقامته (هيئة كفّ العباس سلام الله عليه) من محافظة أصفهان، وألقى القصائد الحسينية والشجية الرادود محمد فصولي القادم من مدينة طهران.