7 ذو الحجة 1435 - 02/10/2014
واصلت بعثة الحج الدينية لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله نشاطاتها اليومية في استقبال الضيوف وزيارة بعثات المراجع دام ظلهم والعلماء وحملات ضيوف الرحمن ففي عصر يوم الاثنين الخامس من شهر ذي الحجة الحرام لعام 1435 هجرية، زار البعثة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمود الفياض نجل المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض دام ظله، وكان في استقباله حجة الإسلام والمسلمين السيد حسين الشيرازي دام عزه.
كما زار البعثة العديد من العلماء والفضلاء من مناطق متعددة من القطيف ومدنها، بل من مختلف بقاع العالم، وقد شارك الضيوف في مجلس العزاء اليومي الذي تقيمه البعثة حيث ارتقى المنبر الخطيب الحسيني الشيخ سعيد آل إبراهيم، مبتدئاً حديثه حول الشهيد مسلم بن عقيل الذي وصفه الإمام الحسين عليه السلام بـ (أخي وثقتي) في رسالته حينما قال عليه السلام: «وإنّي باعثٌ إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلمَ بن عقيل».
فأكد: على ضرورة الالتزام بالمبادئ الإسلامية وأن لا يكون هناك تنازل لأسباب نفسية أو اجتماعية، كما يجب الالتزام بمدرسة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ، وتقديمها على كل أمر مشيراً إلى مواقف مسلم بن عقيل الذي كان نموذجاً للالتزام بالمبادئ رغم تفرق الناس عنه. وفي نهاية المجلس ذكر تفاصل واقعة شهادته المفجعة وما تخللها من أحداث مؤلمة.
أما في جانب زيارات البعثة الى حملات حجيج بيت الله الحرام فقد زار وفد البعثة عدة حملات وتفقد حجاجها وألقى الكلمات التوجيهية والإرشادية، فقد زار الوفد قافلة أم البنين الأربعة القادمة من مدينة صفوى من المنطقة الشرقية، وكان في استقباله الشيخ طالب مويس، والشيخ علي الغانم، وقد القى سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسين الشيرازي كلمة إرشادية بالمناسبة استهلها بالآية الكريمة: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ*وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ) سورة الأعراف: الآيتين 55 و56، فعَّقب حاثاً الحجيج على استثمار الفرصة في الحج لإصلاح النفس، مدعماً ذلك بالروايات الشريفة وأدعية المباركة وبعض القصص المعبرة، كما أجاب في نهاية اللقاء على أسئلة الحجاج.
وفي مساء ذات اليوم «الأثنين» زار وفد البعثة حملة المؤمل القادمة مدينة سيهات من المنطقة الشرقية، وكان في استقباله فضيلة الشيخ محمود السيف، وعدد من السادة والمشايخ، فألقى سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد حسين الشيرازي كلمة بالمناسبة استهلها بالآية الكريمة (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ*فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ) سورة آل عمران: الآيتين 96 و97، فقال سماحته: في علم الهندسة يستخدم مصطلح (نقطة الإنطلاق) وجميع القواعد الهندسية تبنى في الخطوة الأولى على نقطة الانطلاق، وبالنسبة للإنسان فإن نقطة انطلاقه هي مكة المكرمة (أول بيت وضع للناس)، فأي مشروع يرتبط بالإنسان سواء كان (إنسانية الإنسان، أخلاق الإنسان، القيم الإنسانية، العلم، المعرفة) كل شيء يبتدأ من هذه النقطة ألا وهي المسجد الحرام والكعبة المشرفة.
وفي نفس المساء كان سماحة السيد حسين الشيرازي ووفد البعثة في ضيافة حملة الفرقدين، حيث كان في استقباله فضيلة الشيخ جعفر البناوي، وقد ألقى سماحة السيد كلمة توجيهية أخرى على حجاج الحملة القادمين لحج بيت الله الحرام.
كذلك قام وفد البعثة بزيارة الى حملة الأصفياء وقد ألقى بالمناسبة سماحة آية الله الشيخ فاضل الصفار كلمةً استمدها من حديث الإمام الباقر عليه السلام: «تمام الحج لقاء الإمام»، مقرراً ان هذا الوجود الذي نعيشه له بُعدان: (مظهر وجوهر)، وهذه حقيقة سارية في جميع الأشياء، فكل شيء في عالم الإمكان من سائر المخلوقات له (قشر ولب) كما الانسان له (بدن وروح) فإذا مات الإنسان خرجت الروح من البدن، يتحول البدن إلى خشبة يابسة.
وكمثال الصلاة لها مظهر ولها لب، والمظهر هو الأجزاء والشرائط المطلوبة كالطهارة وجهة القبلة واللباس الساتر والنية وغيرها، وهذه مظهر الصلاة، وأما لب وجوهر الصلاة كما تقول الرواية (الصلاة معراج المؤمن) ومعراجية الروح هو لب الصلاة، وفي الحج فيه مظهر ولب، فمظهر الحج هو المناسب الواجبة عليه، أما روح الحج (لقاء الإمام) ففي الرواية (تمام الحج لقاء الإمام)، ولقاء الإمام يكون على قسمين، الأول: لقاء البدن، وفي هذا الزمان غير متاح للكثير من المؤمنين، القسم الثاني: اللقاء الروحي بالإمام.
وأشار: إلى أن هناك أعمال إذا لاحظها الإنسان وأداها في حياته، يتمكن أن يعتبر نفسه أنه ممن التقى بالإمام عليه السلام روحياً:
الأمر الأول/ أن يكون خادماً للإمام، وهذا أمر ممكن.
الأمر الثاني/ أن تصل الإمام عليه السلام بمالك.
الأمر الثالث/ أن تشارك الإمام عليه السلام في أعمالك الصالحة.
وفي الختام اللقاء أجاب آية الله الصفار على أسئلة الحجاج التي كانت في قضايا متعددة.