16 جمادى الأولى 1433 - 09/04/2012
قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله, جمع من أعضاء (الهيئة الفاطمية) من أصفهان, برفقة آية الله السيد حجّت الموحّد الأبطحي, في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة, يوم الاثنين الموافق للثالث من شهر جمادى الأولى 1433 للهجرة.
في هذه الزيارة قدّم آية الله الأبطحي تقريراً موجزاً عن فعاليات الهيئة الفاطمية في السنة الماضية, وبرامجها المستقبلية التي ستقدّمها في مراسم الأيام الفاطمية وذكرى استشهاد السيدة الزهراء صلوات الله عليها, تضمّنت البوسترات والكتب والانتاجات الثقافية الخاصة بالأيام الفاطمية.
بعدها رحّب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله بالضيوف الكرام, وشكرهم على مايبذلونه في سبيل إحياء وتعظيم الشعائر الفاطمية المقدّسة, واستهلّ حديثه بالآية الكريمة التالية: «ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ»وقال:
إنّ النعمة التي سنُسأل عنها يوم القيامة هي نعمة ولاية أهل البيت صلوات الله عليهم, كما صرّحت بذلك روايات المعصومين صلوات الله عليهم, وذلك لأن الله تعالى بعد أن منّ على الخلق بنعمة الولاية نزل قوله عزّ من قائل: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً». وهذا يعني ان الله تعالى سيسأل الإنسان يوم القيامة عن النعمة التي أكلمها له.
إذن فإنّ الأموال والأولاد والبيت والسيارة وغيرها, هي من النعم التي أنعمها الله تعالى على الإنسان كي يسلك بها الطريق الصحيح. وإنّ الله تعالى أكمل هذه النعم على الإنسان بأن بيّن له السبيل والطريق الصحيح الذي عليه أن يسلكه.
وقال سماحته: لاشكّ إنّ المقصود من النعيم في الآية الكريمة التي افتتحنا بها الحديث هو: مولانا رسول الله وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم, وهذه النعمة هي النعمة الحقيقية, وخارجة عن دائرة المجاز. وعليه فإن كل من يتنعّم بالدنيا من نِعَم الله, سيُسأل يوم القيامة: هل عرفت قدر هذه النعمة؟ وما الذي أدّيته قبال هذه النعمة؟ وأكثر ما يُسأل عليه الإنسان يوم القيامة هي نعمة ولاية أهل البيت صلوات الله عليهم, وانه ما الذي قدّمه تجاه هذه النعمة؟ وهل عرف أهل البيت صلوات الله عليهم حقّ المعرفة؟ وهل امتثل لتعاليمهم وعمل بما أمروا به؟
نعم, سيُسأل الإنسان عن باقي النعم أيضاً, حيث يُسأل بأن الله تعالى قد منّ عليك بالشرف, والقوة, وبموهبة التأليف, وغيرها من النعم, فكيف استفدت منها في سبيل أهل البيت صلوات الله عليهم؟
وقال سماحته في سياق حديثه: إنّ مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها هي محور أهل البيت صلوات الله عليهم, كما بيّن ذلك العديد من الروايات الشريفة, ومنها ما نقرأه في حديث الكساء الشريف: «فقال الأمين جبرائيل ياربّ ومن تحت الكساء؟ فقال عزّ وجلّ هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها».
وعقّب سماحته متسائلاً: يوجد في هذه الدنيا الكثير من الناس ممن لايعرفون رسول الله ولايعرفون أهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم, أي إنّ الكثير من الناس محرومين من هذه النعمة. فمن الذي يعرّف الناس بهذه النعمة؟
وأجاب سماحته بقوله: إن تعريف نعمة أهل البيت صلوات الله عليهم للناس هي مسؤوليتنا نحن جميعاً, فعلينا أن نقوم بتعريف الشعائر والثقافة الفاطمية, وتعريف مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها للناس جميعاً, كي يتنعّموا بالنعمة الكبرى, وهي النعمة الفاطمية صلوات الله عليها.
وفي جانب آخر من توجيهاته القيّمة خاطب سماحة المرجع الشيرازي الحضور الكرام, وقال: إنّكم وفقتم للعمل في سبيل إحياء الشعائر الفاطيمة المقدّسة في أقصى نقاط هذا البلد, ولله الحمد, وأسأل الله تعالى أن يوفّقكم أكثر, ولكن ولأجل إحياء الشعائر الفاطمية المقدّسة, أدعو شيعة مولانا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه كافّة, أن يقوموا بإيصال صوت مظلومية أهل البيت صلوات الله عليهم للعالمين أجمع, وأن يقوموا بتشجيع ودعوة الآخرين من الأرحام والأقارب والأصدقاء, في القرى والأرياف, والمدن والمحافظات, القريبة والبعيدة, أن يدعوهم إلى العمل على إحياء وتعظيم الشعائر الفاطمية, كل حسب إمكاناته واستعداده.
وأكّد دام ظله بقوله: اعلموا أنه إن لم يكن لكم أموال تصرفونها في سبيل إحياء الشعائر الفاطمية فاستعينوا باللسان, وإن لم تتمكنوا باللسان فاستعينوا بشخصيتكم ومنزلتكم, وإن لم يتيسّر لكم ذلك فاستعينوا بمن عنده ذلك وبأقاربكم ومعارفكم, حتى تقام الشعائر الفاطيمة المقدّسة بنحو أفضل, وأكثر, وأوسع, وأكثر تأثيراً وعمقاً, وأحسن, وحتى تنتشر القضية الفاطمية المقدّسة في العالم كلّه.
إن مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها هي الشفيعة في يوم المحشر, فأسأل الله تبارك وتعالى أن تكون صلوات الله عليها شفيعتكم, وأن تعينكم في عملكم الذي تبذلونه في سبيل إحياء ونشر وتعميم الشعائر الفاطمية المقدّسة.
جدير بالذكر, أنه وبعد توجيهات سماحة المرجع الشيرازي دام ظله, قرأ أحد الرواديد من الضيوف الكرام أبيات شجية في مصائب مولاتنا الصدّيقة الكبرى صلوات الله عليها.