11 رجب 1435 - 12/05/2014
كشفت مصادر تركية مقرّبة من رئيس الحكومة التركية «رجب طيّب أردوغان»، عن خطة إعلامية يديرها «أردوغان» بنفسه، وتهدف لـ “زعزعة استقرار الإمارات والسعودية، كردة فعل على سقوط حكم إخوان مصر، التي كانت تركيا ترى فيهم حليفاً يسهل عودته للمنطقة كقوة إقليمية”.
وتقول صحيفة “العرب” اللندنية: أن «أردوغان» عمد وفق المصادر، إلى دعم صحفيين أتراك يعيشون في الإمارات والسعودية، ويتولون مهام التنسيق بين أنقرة والدوحة وخلايا إخوانية متواجدة بالسعودية، أو للقاء زائريها من مختلف دول العالم أثناء الحج أو العمرة، بالإضافة إلى وجود أتراك آخرين ينتشرون في العالم العربي دون وضوح لأدوارهم الوظيفية. ويحاول أردوغان دعم ما يسميهم بـ “رجال تركيا” داخل السعودية، ومنهم إعلامي مقيم في المدينة المنورة التي تعد محطةً مهمةً له ميدانياً لتنفيذ الأجندة التركية، عبر استضافة بعض إخوان السعودية والخليج، إضافةً إلى تمكينه من الكتابة في بعض الصحف السعودية.
وعبر حسابه على “تويتر” بهدف تجييش حراك مجتمعي داخل المملكة. في المقابل، يظهر زميل آخر له في دولة الإمارات التي يقصدها في زيارات شهرية مستمرة للعب ذات الدور، مستفيداً من معيشته الطويلة في منطقة الخليج التي يعرفها جيداً، ما جعل «أردوغان» يعينه مستشاراً خاصاً، فيما يطلق شتائمه العلنية عبر صفحته الرسمية في “تويتر” على الحكومة الإماراتية، بعد مواقفها الداعمة لمكافحة إرهاب الإخوان واستقرار مصر. كما تدير شخصيات تعمل في مكتب «أردوغان»، وعلى علاقة برئيس المخابرات التركية، لقاءات مستمرة مع شخصيات سعودية تحت ستار الندوات والمؤتمرات البحثية، بينما هي مخصصة لاستقطاب من ترى فيهم المخابرات التركية رجال سياسة وإعلام سعوديين يمكنهم مساعدتها في الوصول إلى بناء شبكة تحرك وتساعد المتعاطفين مع الإخوان في السعودية. وفي ذات التوجه، ولكن من الداخل التركي، أوضحت المصادر أن «أردوغان» سعى في خطته الإعلامية إلى دعم شخصيات إعلامية لمهاجمة الدول التي يراها “طعنت ظهره”، وفق تعبير أحد المقربين منه، خاصةً الإمارات والسعودية، بتمكين «عمر قرقماز» من مهاجمة السعودية عبر برامج عديدة على قناة “العربية” التركية التي تظهر تحاملها على الحكومة السعودية، إضافةً إلى «غزوان المصري» الذي يعد سنداً كلامياً لـ«قرقماز»، وكلاهما مستشار لدى «أردوغان».
ويأتي ذلك في وقت يشن فيه عدد من الصحف التركية هجوماً على الحكومتين الإماراتية والسعودية، مع التركيز الجلي على الأسرة المالكة السعودية خاصة عائلة العاهل السعودي الملك «عبدالله».
إلى ذلك، كشفت المصادر أن تنسيقاً تركياً قطرياً، على المستوى الإعلامي، زاد بعد أزمة الفساد الأخيرة، وتفجر الصراع بين «أردوغان» وجماعة «فتح الله كولن»، حيث تم تسخير قنوات الجزيرة ومراكز الأبحاث كمنتدى العلاقات العربية والدولية والمركز العربيّ للأبحاث ودراسة السّياسات، والصحف القطرية للدعاية لـ«أردوغان» ومحاولة لتبرئته. بالتوازي، عملت قطر على تمويل منصات إعلامية أبرزها قناة “الجزيرة” التركية، التي تزامن إطلاقها مع زيارة أمير قطر الشيخ «تميم» إلى تركيا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وتزامنت الزيارة مع قيام الإخوان بإطلاق قناة “الشرق” ومقرها في إسطنبول، وبحسب المعلومات المتداولة، فقد وضعت قطر لها ميزانية ضخمة، كما تعهدت تركيا بتوفير التسهيلات القانونية والإدارية اللازمة.