30 ربيع الأول 1435 - 01/02/2014
على قدر أهل العزم تأتي العزائم. والعزائم تنزل عن الله سبحانه وتعالى بمقدار مايكون الإنسان من أهل العزم والإرادة والتصميم. وفي الحديث القدسيّ الشريف يقول الله تعالى لكل واحد من عباده: (سر إليّ شبراً أسير إليك باعاً). فالتوفيق هو من الله تعالى، لا شكّ، والرعاية من مولانا الإمام بقيّة الله عجّل الله تعالى فرجه الشريف وصلوات الله وسلامه عليه، ولكن العزم، من العبد. فكل واحد منكم صاحب عزم، والعزم له مراتب، ومهما كان للإنسان من عزم وإرادة وتصميم فليحاول أن يكون في مزيد، وأن يكون عزمه في صعود، ويحاول أن يكون يومه خيراً من أمسه، وغده خير من يومه.
هذا ما أكّد عليه المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، في إرشاداته القيّمة، بجمع من رؤساء العشائر الغيارى من محافظة كربلاء المقدّسة، الذين زاروا سماحته، برفقة فضيلة الشيخ جمال الوكيل (رئيس إئتلاف الرفاه والسلام)، يوم الاثنين الموافق للثامن عشر من شهر ربيع الأول 1435 للهجرة.
وأوضح سماحته: العراق هو عراق العشائر قبل أيّ شيء آخر. والعراق هو عراق أهل البيت صلوات الله عليهم، عراق أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وعراق الإمام الحسين صلوات الله عليه، وعراق الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم. وهو بحاجة إلى ما يسمّى بـ(شدّ الحزام) منكم أنتم يارؤساء العشائر ومن سائر رؤساء العشائر الأخرى، قبل أيّ واحد من غيركم. فالعشائر العراقية (كما في التاريخ) وبتوجيه رؤسائهم وكبارهم، كانوا سنداً للمرجعيات الدينية، وكانوا ظهراً لها، فحاولوا أن تحتفظوا بهذا الأمر، وتكونوا في المزيد.
كما انه، ولله الحمد، هذه المظاهر للشعائر المقدّسة الحسينية عليه الصلاة والسلام، التي نراها في العراق، هي بعض آثار خدماتكم أنتم، فحاولوا أن تكونوا في المزيد.
وشدّد سماحته بقوله: من أهم الأمور اليوم، أمران، لهما تأثير في مئات السنوات على مستقبل العراق، ولهما تأثير في مئات السنوات الآتية على مستقبل المنطقة، ولهما تأثير مئات السنوات في المستقبل للعالم كلّه، وهما:
الأول: الاهتمام بالشباب. فحاولوا لملمة الشباب، فلا يفلت من أيديكم حتى شاب واحد. فربّ شاب واحد يصبح في المستقبل كبير قوم، إذا تربّى على تربية أهل البيت صلوات الله عليهم وعلى ثقافتهم وأخلاقهم، وسيكون من أمثالكم، ويواصل المسيرة. وأما إذا فلت واحد من الشباب ـ والعياذ بالله ـ فسيكون سبباً لضلال مجموعة من أقرانه. وهذه مسؤوليتكم وفي مستواكم، وهذه من عزيمتكم.
الثاني: الشيعة هم الأكثرية في العراق، ولمئات السنوات ظلّوا تحت وطأة أناس لا يخافون الله، ولا يخافون التاريخ. والمظالم التي تعرّض لها الشيعة في العراق لا تحصى ولا تحصى ولا تحصى، فكفى ظلماً. ولذا حاولوا أن تضعوا حدّاً لهذه المظالم، في زمانكم الحالي، حتى لا تنتقل إلى المستقبل.
وعقّب سماحته مؤكّداً، بقوله: هذان الأمران مهمان جدّاً، ولله الحمد، أنتم كل واحد منكم بقدر هذه المسؤولية.
نعم، هذا العمل بحاجة إلى تعب وإلى ما يسمّى بـ(شدّ الحزام) وإلى عزيمة وصرف وقت، وطاقات، ولكنه يستحقّ كل ذلك. وأنا أدعو الله تعالى لكم جميعاً بأن يوفّقكم وسائر إخوانكم من روؤساء العشائر المؤمنين في العراق المظلوم، لأداء هذين الأمرين.
بعد ذلك، ألقى أحد الضيوف، كلمة باسم الشيخ جاسم محمد عويد (ممثّل وفد العشائر ومدير مكتب العشائر لحركة الوفاق الإسلامي) نيابة عن الحضور، قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي أدام الله ظله.
يتشرّف سادات ومشايخ كربلاء المقدّسة لزيارة جنابكم الموقّر، وهم يحملون عبء كربلاء الشهادة، والتضحية، كربلاء الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس سلام الله عليهما، وتزامناً مع أجمل الأيام، ألا وهي ذكرى ولادة خاتم الأنبياء، الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله، والإمام جعفر الصادق سلام الله عليه.
ها قد حظينا بزيارة الإمام عليّ بن موسى الرضا سلام الله عليه، والعلوية السيدة المعصومة سلام الله عليها، وزيارتكم الشريفة في هذه الأيام المباركة، وذلك لتقوية البيت الشيعي الذي حافظتم عليه هذه السنين الطويلة، من قبل جنابكم الكريم، والمراجع العظام كافّة. فيجب علينا المحافظة عليه بكل ما نستطيع والتمسّك به.
كما نتقدّم بوافر الشكر والامتنان إلى فضيلة الشيخ جمال الوكيل، لمبادرته البنّاءة، وإضافة هذه المبادرة إلى مبادراته التي يقوم بها في كربلاء المقدّسة وكافّة المحافظات في العراق، من الأعمال الخيرية، ومساعدات الناس، من خلال المشاريع القائمة، ألا وهي جلب هذا الوفد لزيارتكم والتشرّف بكم.
وأخيراً، وليس آخراً، نتقدّم بالشكر والامتنان، باسمي وباسم الوفد، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
أدامكم الله عزّاً وفخراً للمذهب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم قال أحد من الضيوف، أيضاً: سيّدنا، أقولها باللهجة الدارجة: هذه الشيوخ تحبكم وتريدكم، ولهذا كانت هذه الزيارة واللقاء بكم طلب من جميع الشيوخ. واسمحوا لنا أن نلتقط صوراً معكم، لنضعها في دواويننا، للتبرّك بها، ولأن سماحتكم من خدمة أهل البيت عليهم السلام، ولأن البيت الشيرازي خدموا الناس وخدموا قضية الإمام الحسين عليه السلام.
هذا، واستمع الضيوف إلى كلمة نجل سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، حجّة الإسلام والمسلمين السيد حسين الشيرازي دام عزّه، أيضاً.
جدير بالذكر، ان الوفد المذكور ضمّ رؤساء العشائر من كربلاء المقدّسة، التالية أسماءهم:
السيد يوسف يعقوب البطاط ـ عميد السادة البطاط
السيد محمد عكلة الموسوي ـ عميد السادة الموسوية
السيد يحيى محمد حسون الموسوي ـ عميد السادة آل جوابر
السيد دخيل حريز الغالبي ـ عميد السادة الغوالب
السيد رياض ناجي نصر الله ـ عميد السادة آل نصر الله
الشيخ عدنان مصاول الحمداني ـ شيخ عشيرة البوحمدان
الشيخ جاسم محمد عويد الزيرجاوي ـ شيخ عشيرة آل ازيرج ـ مدير مكتب عشائر حركة الوفاق الإسلامي
الشيخ نصير عبد الحمزة العابدي ـ شيخ عشيرة العوابد
الشيخ حسين سعيد الابراهيمي ـ شيخ عشيرة آل ابراهيم
الشيخ مظلوم أحمد جويد البزوني ـ شيخ عشيرة البزون
الشيخ نمر بريبر حميدي الكرعاوي ـ شيخ عشيرة الأكرع
الشيخ عبد الزهرة حمزة العبودي ـ شيخ عشيرة عبودة آل بوماريد
الشيخ حسين حمزة الشيلاوي ـ شيخ عشيرة آل شبيبل
الشيخ اسماعيل عباس العامري ـ ابن أخ شيخ عشيرة آل بوعامر
الشيخ محمد عبد الحسن الشويلي ـ شيخ عشيرة الشويلات
الشيخ هاشم بشير الهصاري ـ شيخ عشيرة الهصارة
الشيخ ياسر مجلي آل برهي ـ شيخ عشيرة آل برهي آل شبيل
الشيخ عباس سعيد آل دخيل ـ رئيس فخذ آل الدخيل الابراهيم
الشيخ ناجي نباش الكمالي ـ رئيس فخذ آل كمال البوحمدان
الشيخ ناجي منشد الزركاني ـ رئيس فخذ الزركان الابراهيم
الشيخ ابتير حميد عجمي الكرعاوي ـ رئيس فخذ آل عجمي الأكرع
الشيخ قحطان حمزة الكريطي ـ رئيس فخذ آل عبود كريط
الشيخ ناجي جلود حسين السعيدي ـ شيخ عشيرة بني سعيد