16 جمادى الأولى 1433 - 09/04/2012
زار المرجعَ الدينيَ سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله جمع من الفضلاء وطلبة العلوم الدينية من المنطقة الشرقية, في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة, يوم الأحد الموافق للثاني من شهر جمادى الأولى 1433 للهجرة, واستمعوا إلى توجيهاته القيّمة التي جاء فيها:
إنّ الصفوة الخيرة من أصحاب مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله, أبوذر وخباب بن الأرت وعمار وعثمان بن مظعون رضوان الله تعالى عليهم عاشوا في الدنيا فاستفادوا منها فصاروا صفوة خيرة. وأنتم الآن مثلهم, أي في الدنيا, مع فارق واحد هو أنكم لم تعاصروا مولانا النبي صلى الله عليه وآله, ولكن هذا لايكون مانعاً من أن تصلوا إلى ماوصل إليه اولئك الخيرة. فحاولوا أن تستفيدوا من الدنيا لتكونوا مثل عمار وأبي ذر وخباب وعثمان بن مظعون رضوان الله عليهم.
وقال سماحته: إن العديد من الأشخاص صحبوا رسول الله صلى الله عليه وآله ولكنهم لم يستفيدوا منه كما استفاد أبي ذر. فأبوذر وفي جلسة واحدة مع النبي الأكرم صلى الله عليه وآله صار أباذر الذي نعهده. بينما الكثير من الصحابة كانت لهم جلسات كثيرة مع النبي صلى الله عليه وآله, لكنهم لم يستفيدوا منها ولم يتغيّروا.
وشدّد سماحته بقوله: إن ملاك نيل ماناله اولئك الأصحاب الخيرة هو: التعبئة العلمية والتقوى الحقيقة. فاعتبروا من حياة السلف الصالح من الأصحاب الخيرة ومن علماء التشيّع الماضين, وتعلّموا منهم كيف انهم كانوا يغتنمون دقائق أيامهم, وليس ساعات أيامهم فقط, في طلب العلم والتحلّي بالتقوى.
وخاطب سماحته الحضور مؤكّداً: إن القطيف كانت تسمى في الماضي بالنجف الأخرى أو النجف الثانية, أي كانت من حواضر التشيّع العلمية المرموقة والمشهورة, فاعملوا على ما من شأنه أن ترجع القطيف إلى ماكانت عليه. فاعملوا ما استطعتم في هذا المجال, حتى لاتتحسروا يوم القيامة على ما فاتكم من العمل في الدنيا, فالقرآن الكريم يقول: (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ) سورة مريم: الآية 39.
كما عليكم أن تشجّعوا أرحامكم ومعارفكم وأصدقاءكم من الشباب للدراسة في الحوزة العلمية. فالشيعة في المستقبل بحاجة إلى الملايين من العلماء والخطباء والأساتذة والمدرّسين كي يستطيعوا استيعاب العالم. فاسعوا كثيراً في هذا السبيل, ولاتهتموا لما تواجهونه من المشاكل والمصاعب.
هذا, وقام بزيارة سماحة المرجع الشيرازي دام ظله جمع من طلبة العلوم الدينية من جزر القمر أيضاً, في يوم الاثنين الموافق للثالث من شهر جمادى الأولى 1433 للهجرة, وأوصاهم سماحته بقوله:
عليكم بتعلّم علوم أهل البيت صلوات الله عليهم, أي تعلّموا: عقائد الإسلام, وأخلاقه, وأحكامه. فاسعوا إلى أن تملأوا أوقاتكم وكل لحظة من حياتكم بتعلّم علوم أهل البيت صلوات الله عليهم, حتى تكونوا في المستقبل من الداعين والمبلّغين لأهل البيت صلوات الله عليهم. واعلموا أنه كلما تعلّمتم أكثر يزداد توفيقكم لخدمة أهل البيت صلوات الله عليهم.