4 محرم الحرام 1433 - 01/12/2011
كربلاء المقدسة/ علي حسين
بمناسبة عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام)؛ تناول الخطيب الحسيني سماحة السيد مضر القزويني في محاضرته الدينية التي تقيمها العلاقات العامة لمكتب المرجع الشيرازي (دام ظله) في كربلاء المقدسة لليوم الخامس على التوالي، موضوع التوبة إلى الله تعالى وكيف ينزّل رحمته وغفرانه على عباده المؤمنين، مبيناً بأنّ المجالس الحسينية مصدراً للرحمة والبركة الإلهية.
المحاضرة الدينية التي شهدت حضوراً واسعاً من محبي أهل البيت (عليهم السلام)، استهلت بقراءة آيٍ من الذكر الحكيم تلاها الحاج مصطفى الصراف، تبعه فضيلة الشيخ صالح العويدي بقراءته لزيارة عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام)، ومن ثم ارتقى المنبر سماحة السيد القزويني متناولاً موضوعاً جديداً من فصول نهضة وثورة سيد الشهداء (عليه السلام) ضد الدكتاتورية الأموية.
وقال سماحة السيد القزويني خلال محاضرته بأنّ (الإنسان فيه ناحيتان، ناحية تريد أن ترفعه إلى الله تعالى وتسمو به نحو القيم والمبادئ العظيمة والطهر والنقاء وهي (العقل)، وناحية تريد شده إلى البهيمية والانحراف والزيف وهي الشهوات والنفس الأمارة بالسوء وقد فتح الله تعالى أبواب رحمته وغفرانه لكي يعفو عن المسيئين ومن يطلبون رحمته العظيمة).
(مع خطأ الإنسان المستمر، فهنالك طريق للعودة إلى الله والرجوع إلى الإيمان، والله لطفاً بعباده جعل لهم أبواباً للرحمة مفتوحة ومشرعة في كل آن، ومن هذه الأبواب هي التوبة، حيث يجب أن يتعرض الإنسان إلى النفحات الإلهية ويتوب إلى ربه، وتعد المجالس الحسينية مصدراً للموارد الإلهية والرحمات والبركات التي تهطل على الحاضرين، وفيها غفران للذنوب وتعظيم لشعائر الله وذكر الرسول الكريم وأهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين)).
واستشهد سماحة السيد القزويني خلال محاضرته حول التوبة بالآية القرآنية الكريمة ((قل يا عبادي الذين أسرفوا لا تقنطوا من رحمة الله إن يغفر الذنوب جميعا)).
وتطرق سماحته إلى موقف الصحابي الحر بن يزيد الرياحي (رضوان الله عليه) مع الإمام الحسين (عليه السلام) وتوبته واختياره الجنة على النار بعدما ضحى بنفسه من أجل إحياء الدين والفوز بالشهادة، حتى خاطبه الإمام الحسين (عليه السلام) بعد استشهاده (رضوان الله عليه) (أنت حر كما سمتك أمك، أنت حر في الدنيا والآخرة).
ويمكن للجميع الاستفادة من هذه الكلمات الرائعة والأمثلة التاريخية العظيمة لعكسها على حياتنا اليومية ولنبحث كما يقول السيد القزويني عن (الحرية الحقيقية والانعتاق من الدنيا والباطل والصعود إلى حيث الخلود العظيم والرحمة الإلهية الواسعة).