13 صفر 1433 - 08/01/2012
بسم الله الرحمن الرحيم
يصادف هذا اليوم الخميس ليلة الجمعة 11 صفر 1433هجري – الخامس من شهر يناير 2012 م ذكرى أربعينية الشهداء الأبرار الذين سقطوا على أرض القطيف والعوامية والمناطق الأخرى الطاهرة ظلما وزورا لأنهم يطالبون بحقوقهم السياسية والإجتماعية والإقتصادية ، ويطالبون بالحرية والعزة والكرامة وإطلاق سراح المعتقلين المنسيين لأكثر من ستة عشر عاما.
إن هذه الليلة هي ليلة أربعينية الشهداء ، شهداء الوفاء حيث سقط أربعة قناديل وانسكب منها الضياء لتروي الأرض كرامة وعزة وإباء ، فما أطول أعمار الشهداء حيث تمتد من الأرض إلى عنان السماء.
هذا ووفاءا لدماء الشهداء الأبرار فإن جماهير المنطقة الشرقية مدعوة للمشاركة في حفل تأبين الشهداء السعداء الذي سوف يقام مساء هذه الليلة الخميس بجامع الإمام الحسين بالعوامية في تمام الساعة السابعة مساء ، حيث يوجد مكانا للنساء.
وفي ذكرى أربعينية الشهداء السعداء ، وفي خطوة تصعيدية لإرهاب الشعب وشباب الثورة في القطيف أصدرت وزارة الداخلية السعودية بيانا لإعتقال بعض الشباب في القطيف تتهمهم ظلما وزورا بأن لديهم علاقات بجهات أجنبية ، وطلبت الداخلية السعودية من المتهمين بالحضور لإستجوابهم وقد أصدر بعضهم بيانات أعلنوا فيها براءتهم من التهم المنسوبة إليهم وبعضهم قام بتسليم نفسه للسلطات الأمنية خشية المداهمات التي ستقوم بها السلطات السعودية لمنازلهم والإعتداء على أهاليهم.
وقد إتهم بيان الداخلية السعودية بعضهم بأن لهم سجلات إجرامية ويحملون الأسلحة غير المرخصة ويعرقلون المرور ويحاولون إثارة الإضطرابات.
إن أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين يعزون عوائل شهداء المنطقة الشرقية وأهالينا في القطيف والعوامية والشويكة وغيرها الصادمين الذين يناضلون ويجاهدون من أجل الحقوق والحريات ويناضلون مطالبين بإخراج جميع السجناء والمعتقلين المنسيين ، وإطلاق سراح العلامة المجاهد الشيخ توفيق العامر الذي إختطفته السلطات السعودية من منطقته في الأحساء ولا زال مغيبا في قعر السجون لأنه طالب بمملكة دستورية في السعودية.
لقد فاجئت وزارة الداخلية يوم 2 يناير الجاري الأهالي في المنطقة الشرقية بقائمة مطلوبين أمنيا ، إعتادت الحكومة السعودية إصدار مثلها في حوادث تتعلق بالإرهاب وحركة القاعدة ، في محاولة منها لربط أحداق القطيف والعوامية وما جرى فيهما من مظاهرات ومسيرات وإحتجاجات سلمية مطلبية تطالب بإطلاق سراح السجناء المنسيين وإصلاحات سياسية بالأعمال الإرهابية ، كما عودتنا السلطة الخليفية في البحرين بعد تفجر ثورة 14 فبراير.
إن بيان الداخلية السعودية الذي وجه جملة من الإتهامات لـ 23 من الأبرياء بأنهم ينفذون أجندات خارجية ، وحيازة أسلحة ، وقتل مواطنين ، ووصمهم بأنهم من أرباب السوابق وأنهم دمروا الممتلكات العامة وغيرها من التهم المفبركة تجاه شباب جلهم في العشرينات من العمر يعد مؤامرة خطيرة ضد الأهالي في المنطقة الشرقية وتصعيدا أمنيا وقمعيا جديدا لإيقاف التحرك الثوري في المنطقة.
لقد جاء هذا التصعيد الأمني بعد هدوء نسبي ، ووعود من السلطات السعودية بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وعلى خلفية المظاهرات التي بدأت في فبراير الماضي وتواصلت حتى الأيام القليلة الماضية ، وفي وقت كان المواطنون في القطيف والعوامية وغيرها من المناطق يتوقعون أن تفي السلطة السعودية بوعودها بإطلاق سراح أبنائهم والسجناء المنسيين ، ففاجئتهم ببيان الغرض منه هو التصعيد الأمني والعسكري ، والتعامل مع مطالب الأهالي المحقة بقبضة أمنية شديدة بعيدة عن نهج الحلول السياسية المرجوة.
إن التصعيد الحكومي هذا، ولصق تهم الإرهاب بالإحتجاجات السلمية المطالبة بالإصلاح السياسي، وتنكّرها لحقوق المواطنين الأساسية، وإعتماد الخيار الأمني حلاً وحيداً، ينذر بالتصعيد ويفجّر الإحتقان، ويزيد من الضحايا.
لقد تعاملت وزارة الداخلية بالقمع والرصاص تجاه المتظاهرين ما أدى الى سقوط العديد من الشهداء والجرحى. ولازالت قوات الأمن تواصل إطلاق النار لأتفه الأسباب أو حتى بدون أسباب، كأن تطلق النار على شباب يكتبون شعارات معارضة على الجدران. ورغم هذا، فإن بيان الداخلية الأخير يحاول إلقاء مسؤولية قتل المواطنين على هؤلاء المطلوبين أمنياً لديها، في حين أن القاتل معروف والشهداء كلهم في صفوف المواطنين.
إن بيان وزارة الداخلية السعودية الأخير يكشف الوعود الكاذبة لإمارة المنطقة الشرقية وأن السلطات السعودية ماضية في عدم إطلاق سراح المعتقلين المنسيين والذين أعتقلوا خلال الأسابيع الأخيرة ، وأنها ستصعد من الحملة الأمنية والقمعية ضد كل من يطالب بالحقوق كعادتها في العقود الماضية.
كما أن الداخلية السعودية لن تكتفي بإتهامات واهية لهؤلاء الأشخاص الأبرياء وإنما هي بصدد إعداد قوائم بأسماء آخرين ، وقد قدم المتحدث بإسمها تهديدات مبطنة لعلماء الدين والشخصيات العامة بأنها قد تشملهم في المستقبل ، مما يعني بأن البيان هو خطوة أولية تتبعها خطوات تصعيدية أخرى ضد الأهالي في المنطقة الشرقية ، وستتبعه خطوات عنف ومداهمات وإعتقالات والإعتداء والسطو على المنازل والبيوت الآمنة، وهذا الأمر يدعو إلى أن تتحد مواقف جميع القوى السياسية والإجتماعية والعلمائية والمثقفين وغيرهم في الداخل والخارج لإيقاف مسلسل التصعيد الأمني ضد الأهالي والشباب المطالبين بإطلاق سراح السجناء المنسيين والقصاص من القتلة والمجرمين والمطالبين بطرد أمير المنطقة الشرقية ومحاكمته على جرائمه.
إن الحملة الأمنية والقمعية ضد أهالينا في القطيف والعوامية وغيرها تحتاج من جميع القوى الثورية والعلمائية تضامنا شعبيا واسعا بالدفاع عن المعتقلين المنسيين ومواجهة الحملات الإعلامية وبيانات الداخلية السعودية الي يشم منها رائحة التآمر على أبناء المنطقة الشرقية الشرفاء.
إن السلطات السعودية الظالمة تستهدف من حملتها الأمنية الأخيرة كل المجتمع في المنطقة الشرقية بمختلف شرائحه ، وهي تسعى عبر هذه البيانات لإخضاع أبناء المنطقة لإرادتها ، والتوقف عن المظاهرات والمسيرات والإعتصامات المطالبة بالحقوق الأساسية التي يعرفها العالم بأجمع ، وفي طليعتها إيقاف التمييزالعنصري والطائفي وإطلاق سراح المعتقلين والسجناء المنسيين وإطلاق سراح العلامة المجاهد الشيخ توفيق العامر وإجراء إصلاحات سياسية حقيقية.
إن المطلوبين أمنيا في قائمة وزارة الداخلية السعودية هم شرفاء الوطن وأحراره وهم أبرياء من كل التهم التي وجهت لهم ، وعلى الأهالي في القطيف والأحساء وتوابعهما أن يقفوا معهم وقفة شرف وأن لا يخذلونهم ، وهم الطليعة المؤمنة الرسالية التي تحركت للمطالبة بحقوق أبناء الطائفة في المنطقة الشرقية ، ويجب حمايتهم من أي مكروه والدفاع عنهم لكي لا يتعرضوا للإعتقال والتعذيب القاسي في السجون السعودية.
إن البيان الأخير للداخلية السعودية هو أحد الأساليب التي يتبعها الحكم السعودي الديكتاتوري لقمع الإحتجاجات والمظاهرات والإعتصامات المطالبة بالحقوق وإطلاق سراح السجناء المنسيين وسجناء الإنتفاضة الأخيرة ، لذلك فإننا نرى بأن على أبناء المنطقة الشرقية في القطيف والعوامية وسائر المدن أن لا يستسلموا للحكم الديكتاتوري المهترىء ، وأن يفشلوا مخططاته عبر خطوات ثورية وإتحاد في المواقف بين كافة القوى السياسية والإجتماعية.
إننا نرى بأن السلطات السعودية تريد أن تتهرب من ممارساتها القمعية والتنكيل بالأهالي في القطيف والعوامية والمناطق الأخرى ، وسفكها للدماء وإنتهاكها للحقوق بإتهام مجموعة من الشباب ظلما وزورا من أجل حرف الأنظار عن جرائمها ومجازرها ضد أبناء المنطقة الشرقية الشرفاء.
إن إتهام شباب أبرياء بأنهم مرتبطين بأجندة أجنبية ودول خارجية إتهامات واهية ، حيث أن الحكومات الديكتاتورية في البحرين والسعودية تحاول الهروب من أزماتها وممارساتها القمعية والديكتاتورية وتتهم مخالفيهم ومعارضيهم بأنهم مرتبطين بأجندة أجنبية وخصوصا يتهمونهم بالإرتباط بالجمهورية الإسلامية وحزب الله ضمن إتهامات واهية ما أنزل الله بها من سلطان.
إن الحكومة الخليفية في البحرين قد أتهمت شعبنا والمعارضة وشباب ثورة 14 فبراير بأنهم مرتبطون بإيران وحزب الله وغير ذلك ، والحكم السعودي يتهم أهالينا في المنطقة الشرقية ، ويتهم شبابها الرسالي والمؤمن في القطيف والعوامية والأحساء المطالب بالحقوق والدفاع عن الحريات والثائر من أجل دماء الشهداء الأبرار والدفاع عن السجناء المنسيين بأنهم إرهابيين ولهم إرتباطات أجنبية ، وهذه هي سياسة الأنظمة القبلية الإستبدادية في المنطقة ألفانها منذ عقود من الزمن ، فالكل يعرف بأن الإنتفاضات والثورات الشعبية في البحرين والمنطقة الشرقية هي إنتفاضات أصيلة من أجل مطالب سياسية وحقوق لأبناء الطائفة الشيعية التي تمارس عليهم الحكومات في البحرين والسعودية أبشع أنواع التمييز الطائفي والعنصري وتمارس بحقهم أبشع أنواع القمع والإرهاب وجرائم الحرب ومجازر الإبادة الجماعية وهم يعيشون في أغنى مناطق العالم ثروة ، ويسبحون على بحيرات البترول والغاز ومشتقاته النفطية.
يا جماهير شعبنا في القطيف والعوامية
إن فراعنة آل سعود قد علوا في أرض الجزيرة العربية ويريدون أن يجعلون أهلنا في المنطقة الشرقية في الأحساء والقطيف وتوابعهما شيعا يستضعفون طائفة منهم يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم إنهم كانوا من المفسدين.
إن آل سعود ألعن من كفار قريش ، وهؤلاء في القطيف والعوامية حيث لا إلا لهم ولا ذمة ، وقد تعرض شعبنا في البحرين لجرائم الحرب والإبادة التي قاموا بها بالتعاون مع قوات المرتزقة الخليفية حيث أعتدوا على المقدسات وهدموا المساجد والحسينيات وقبور الأولياء والصالحين وهتكوا الأعراض ، وهم حاليا يشاركون القوات الأمنية الخليفية في قمع المظاهرات وإعتقال الأحرار والشرفاء في البحرين.
إن شعبنا في القطيف والأحساء حسينيين ولا يمكن أن يركعوا إلا لله ،وإنهم يرفضون الركون إلى الظالم والخضوع ليزيد العصر في الرياض ، فآل سعود هم أعقاب بني أمية وآل أبي سفيان ، وإن شعبنا في القطيف والعوامية والأحساء يمارسون دورهم في الإصلاح على نهج سيد الشهداء الذي قال في ثورته ضد الطاغية يزيد:"إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا ، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وآنهى عن المنكر".
إن الإمام الحسين عليه السلام ثار على الطاغية يزيد بن معاوية بن أبي سفيان حيث أنه كان رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة ومثل الإمام الحسين لا يبايع يزيد ، وعبد الله بن عبد العزيز وأمراء السعودية كلهم حكام فسقة وكفرة ويهود هذه الأمة ، وهم عملاء أمريكا وإسرائيل ومثل شعبنا في القطيف والأحساء لا يبايع هؤلاء الذين يتآمرون على الإسلام والمسلمين والصحوات الإسلامية وربيع الثورات العربية.
إن النظام السعودي نظام جاهلي قبلي يحكم وفق النهج الأموي اليزيدي المرواني وهم الشجرة المعلونة في القرآن ، وقد فاق الحكم السعودي أسلافه الأمويين في إستباحة أنصار وأتباع أهل البيت (ع) والموالين للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وما نراه يجري في القطيف والعوامية هذه الايام ، وما نراه يجري في البحرين على يدهم مصاديق حقيقية على نهجهم القمعي الأموي السفياني.
يا شباب الثورة في القطيف والعوامية
إن ثورة 14 فبراير في البحرين تخطت حالة الاجهاض وحاجز الخوف ، وأصبح شعبنا لا يخاف من قوات الإحتلال السعودي وقوات المرتزقة الخليفيين ، فشعبنا في البحرين أصبح بفضل هذه الثورة قويا وصامدا ، وإن ما قامت به القوات الأمنية قبل أربعين يوما بقتل وسفك الدماء في القطيف والعوامية والشويكة وغيرها ، جعل من الشعب والجماهير الثورية في المنطقة الشرقية شجعان وكسروا حاجز الخوف مطالبين بإسقاط الحكم السعودي ومعاقبة المجرمين والقتلة وسفاكي الدماء وعلى رأسهم أمير القطيف ، الأمير الفاسق محمد بن فهد ووزير الداخلية وولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز ، ولا زالت جماهيرنا نساءا ورجالا وأطفالا في القطيف تهتف بسقوط الحكم السعودي ومحاكمة محافظ القطيف ومحاكمة المجرمين والسفاحين.
إن التشريد والضياع والقتل والأسر أثمان لا بد من دفعها ليبقى الحق سداً منيعاً في مدى الأزمان ، ضد الظلم والطغيان. ففي هذا الفصل تتجسد لنا أدواراً وفصولا من فصول في "موكب الإباء" الذي لولاه لإستطاع الظالم أن يقتل الحق بقتل الحسين(ع) "روحاً وجسداً".
إن الدور الإعلامي الذي قامت به السيدة زينب "ع" والإمام زين العابدين السجاد (عليه السلام) ونساء الحسين وأيتامه، حفظ الجهود التي قدمها الحسين (ع) ، فإقتلع الظالمين من عروشهم إقتلاعاً فسقطوا في هاوية الجحيم. هذا الدور مكملاً لما قبله كي تصل رسالة أهل الحق إلى كل العالم، ويعلم الظالم بأن الإعلام الفاسد والفاقد للقيم والمزور للحقائق حتى وإن نجح في تغرير الناس وتضليلهم فإن الحق يعلوا دائماً فيجتثهم من جذورهم.
كما أن "سلاح الدعاء والصبر" كان ولا زال من أسرار وأسباب "رد القضاء المبرم" وهلاك الظالمين. ففيه رفع المظالم إلى محكمة السماء، وهذا تشكل في "الدور العبادي" الذي قام به الإمام زين العابدين "علیه السلام " ، وإن شعبنا في البحرين الذي تعرض إلى ظلم كبير وقمع وبطش لم يلقاه خلال أكثر من قرنين من الزمن ، إلتجأ إلى الله سبحانه وتعالى ، ولذلك فإننا نرى الحالة الإيمانية فیه منذ تفجر الثورة قد تجلت أكثر وأكثر في مقابل الإرهاب والقمع ، وهذا ما نشهده حاليا من حالة إيمانية في قلوب ونفوس أهالينا في القطيف والعوامية والأحساء ، فحس المقاومة والمواجهئ وعدم الخوف من الإرهاب قد إزداد إلى جانب الحالة الإيمانية والتمسك بالقيم الإلهية والرسالية والثبات على الولاء للأئمة المعصومين عليهم السلام والتمسك بثورة الإمام الحسين في مقارعة الظالمين والمستبدين من آل سعود.
فبسلاح الدعاء نرفع المظالم ونعلنها أمام الملأ بأن وعد الله حق ونصره حق وهلاك الظالمين حق ، وبأن نصره قريب (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ 5 وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ 6). سورة القصص، فالدور العبادي وسلاح الدعاء رسالة لكل الظالمين "يا ظالم تنام عينك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم ِ"
إن كل هذه الفصول وهذه الأدوار التي هي قطرة من بحر نهضة الحسين، لكنها أبقته خالداً مخلداً أبد الدهر. وأبقت من حملوا الرسالة من بعده ودافعوا عن الحق وأهله خالدين في الدنيا والآخرة. فهي كلمة قالتها العقيلة زينب الكبرى التي تربت في بيت النبوة ومعدن الرسالة، كعبة الأحزان وجبل الصبر حیث قالت:
"كد كيدك يا يزيد واسعى سعيك فوالله لا تمحوا ذكرنا"
وها هو زمان الظالمين فی البحرین والسعودية يجور علينا من جديد، يستبيح الحرمات، ويقتل الأبناء، ويغيبهم في السجون، ويزعزع الأمان، ويزوروا الحقائق، فيصبح الإحتلال للبحرين وإنتهاك سيادتها أمرا شرعيا ، ويصبح الإستعمار لأرضنا أمرا عاديا وتسكت الولايات المتحدة وبريطانيا والغرب والأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي عن كل الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا في البحرين ، فنرى الأعلام السعودية وصور الطاغية عبد الله بن عبد العزيز في المؤسسات الرسمية والحكومية ، وكأن البحرين مقاطعة ومحافظة من محافظات السعودية ، وأن البحرين هي الحضيرة الخليفية لآل سعود.
إن العرش السعودي بات يخاف من ثورة البحرين وإنتفاضة الحقوق في المنطقة الشرقية ، ولذلك فإنه يسعى للإرهاب والإرعاب وإعتقال الأحرار من الشباب لكي لا تطالب الجماهير بحقوقها السياسية ومنها إطلاق سراح المنسيين والعلماء وعلى رأسهم العلامة الشيخ توفيق العامر، وإن توجيه الإتهامات الواهية والكاذبة لأبناء القطيف والعوامية والمناطق الأخرى دليل على تخوف السلطة من إنتشار الثورة والإنتفاضة الشعبية لتعم كل المنطقة الشرقية ، وإننا على ثقة ويقين بأن الإرهاب والقمع والقتل وإستباحة المدن والبيوت لن يثني عزم أهالي المنطقة الشرقية من المطالبة بالحقوق المغتصبة وسوف يستلهمون العزم من ثورة كربلاء ونهضة سيد الشهداء للوقوف أمام إستهتار الحكم السعودي الديكتاتوري.
وما هذا إلا دليلاً واضحاً على نجاح خيرة أبناء هذه الأرض الطاهرة "القطيف" التي أرضعتهم من لبنها ، عشق نبيها المصطفى "صلى الله عليه وآله وسلم" وأهل بيته "عليهم السلام "، غذتهم على المضي قدماً نحوا طريق الحق الذي خطه دم الذبيح السبط الشهيد في كربلاء.
نعم لقد نجح الشباب الثوري في القطيف والعوامية وسائر المناطق في المنطقة الشرقية وفي محافظة الأحساء الأبية في زعزعة الظالمين وتفتيت عرشهم الذي ستقتلعه دماء كل الشهداء في كل البلدان والأزمان.
فبالأمس خرجوا ليرفعوا مطالبهم وأهدافهم ، خرجوا مدافعين عن الحق والتسعة المنسيين وكل المنسيين في سجون الظالمين.
خرجوا وطالبوا وقــُـتـِلوا وجـــُرِحـوا وسـُجـِنوا ودفعوا باهض الأثمان ليطالبوا بكرامة أبناء شعبهم فمن حقهم على أبناء المنطقة الشرقية في القطيف والأحساء ومن حقهم علينا نحن في البحرين أن "نحميهم وندافع عنهم ضد الجور والعدوان".
قبل أيام إنتهى عام الشهادة عام 2011م ، واليوم نرى ناقوس المصائب يطرق أبوابنا بعام جديد،ونحن نقف متفرجين ومتقاعسين متمسكين بالحياة الدنيا وزينتها فهل سنقف ونقول "لا دخل لنا بين السياسيين"؟. ولا دخل لنا بالسجناء المنسيين ؟!!.
هل ستسمح جماهير المنطقة الشرقية وشرفائها وعلمائها وأبطالها وشبابها بأن تتفرج على مواقف وخطوات السلطة السعودية الظالمة بإتهام الأحرار والشرفاء بتهم واهية وكاذبة من أجل الإمعان في التعذيب والقتل وأن يصبح هؤلاء أيضا في عداد السجناء المنسيين؟
هل ستسكت الجماهير الثورية والنخب السياسية والعلمائية والثقافية عن الجرائم التي إرتكتبها السلطة السعودية عبر الطاغية محمد بن فهد ووزير الداخلية الأمير نايف الذي هو أساس الشر والإحتلال للبحرين وإستباحة بلدنا وإستباحة قرانا ومدننا وهتك أعراضنا وقتل شبابنا ونساءنا وأطفالنا عبر قواته الخاصة التي غزت البحرين في مارس من العام الماضي؟!!
إن دماء الشهداء التي سقطت على أرض القطيف والعوامية وسائر المدن في القطيف والأحساء هي مسئولية كبيرة في أعناق المؤمنين من أبناء هذه المنطقة وعليهم أن يطالبوا بالقصاص من القتلة والمجرمين وأن لا يسمحوا للسلطة السعودية بأن تحرف الأنظار عن مطالب الشعب والأهالي بإتهامات واهية ضد ثلة مؤمنة رسالية بريئة ، فلابد من الخروج في مظاهرات وإعتصامات تدافع عن هؤلاء الشباب الأبرياء وتطالب بدماء الشهداء والقصاص من القتلة والمجرمين ، ومصيرنا نحن في البحرين ومصير أهالينا في المنطقة الشرقية واحدا ، فآل سعود وآل خليفة يريدون أن يتسلطوا علينا ويتآمرون على بلداننا ويتستأثروا بخيراتنا وثروات بلداننا في "ظل ملك عقيم ، لو نازعتني فيه لأخذت الذي فيه عيناك" ، كما فعلوها في البحرين وفعلوها في المنطقة الشرقية ،ولكن للباطل صولة وللحق دولة ، وإن مستقبل الحكم الخليفي والسعودي مستقبل مظلم ، لأن الله سبحانه وتعالى سوف ينتقم لدماء الشهداء والمظلومين وإن ملك آل سعود زائل لا محالة ، وإن عرش الطاغية والديكتاتور حمد بن عيسى آل خليفة هو الآخر زائل لا محالة ، وإن مستقبل الصحوة الإسلامية والربيع العربي في مصر وتونس واليمن والبحرين بخير ، وإن وعي الشعوب الإسلامية والعربية سوف يقضي على عروش الطواغية والحكومات القبلية والعشائرية في الجزيرة العربية والبحرين واليمن بإذن الله تعالى.
فلا تسمحوا بأن ينسى السجناء المنسيين ، ولا تسمحوا للآخرين بأن ينسوهم ، ولا تسمحوا بسجناء منسيين آخرين .. فإن السلطة السعودية وفي ذكرى أربعين الشهداء الأبرار تريد أن تنتقم من أبناء شعبنا في القطيف والعوامية بحملة إعتقالات كبيرة لكي ترهب الأهالي والشباب ، ولكن شباب الإنتقاضة في القطيف والعوامية وتوابعها ، وشباب إنتفاضة الكرامة والعزة في الأحساء وتوابعها لن يبقوا على هذا الحال ولن يضلوا مكتوفي الأيدي وسيفجرونها إنتفاضة وثورة عارمة من أجل الحقوق المغتصبة والمسلوبة ، ومن أجل الحرية والكرامة والوقوف أمام إستهتار الحكم السعودي بحرية وأمن المواطنين في هذه المنطقة التي تسبح على بحيرات من النفط والبترول وأبنائها مظلومين مهضومين يمارس بحقهم أبشع أنواع التمييز العنصري والطائفي ويكفرهم شيوخ الوهابية ويتهمونهم بالشرك والضلال ، بينما آل سعود والوهابية هم الفرق الضالة والمضلة وأتباع الجاهلية الأولى وأتباع الشيطان والشيطان الأكبر (أمريكا) وعلماء اليهود والنصارى وإسرائيل.
أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين
المنامة – البحرين
11 صفر 1433هجري
5 يناير 2012م