b4b3b2b1
العلاقات العامة للمرجع الشيرازي دام ظله ومؤسسة الرسول الأعظم تنعى الفقيد العمري | سماحة المرجع الشيرازي دام ظله:على الشيعة أن يكونوا يداً واحدة وأصحاب كلمة واحدة | وفد عشائر الناصرية يلتقي العلاقات العامة لمكتب المرجع الشيرازي | المرتزقة وما يسمى بالجيش السوري الحر ينهبون ويحرقون بيوت العراقيين في منطقة السيدة زينب | قائم مقام كربلاء المقدسة يزور العلاقات العامة لمكتب المرجع الشيرازي | افكار ومناقشات متباينة داخل البرلمان العراقي بشان الانتخابات المقبلة | المرجع الشيرازي: العمل لأهل البيت هي التجارة المربحة بالدارين | العلاقات العامة لمكتب المرجع الشيرازي تستقبل وفوداً واسعة من العراق وخارجه | المرجع الشيرازي مع وفد رابطة علماء الدين ببريطانيا:أهم الأعمال اليوم سدّ احتياجات الشيعة كافّة | قافة التصدي ندوة تقيمها البعثة ونجل المرجع الشيرازي يزور البعثات الدينية | اذاعة الطفوف تساهم في النقل الاذاعي المباشر لمراسم عاشوراء الامام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة | انتهاكات لحقوق الانسان بالسعودية .. مركز العدالة: تصاعد الاعتقالات في القطيف.. وحرية التعبير في خطر |

المرجع الشيرازي يستقبل وفد من اساتذه وطلبة معهد الامامين الحسنين للخطابة

2546

 

2 ربيع الثاني 1431 - 18/03/2010

زار جمع من مسؤولي وطلاب (معهد الإمامين الحسنين صلوات الله عليهما للخطابة)، سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة، يوم الخميس الموافق للرابع والعشرين من شهر ربيع الأول 1431 للهجرة.

في البدء تحدّث مدير المعهد حجّة الإسلام والمسلمين فضيلة الشيخ أبو علي البصراوي دام عزّه وقال:

سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، إن الإخوة الذين جاءوا بخدمتكم هذه الليلة هم من مختلف الجنسيات، لكن يجمعهم لواء محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم، فهم من الحجاز ولبنان والعراق والجزائر ومن أفريقيا ومن جنوب إيران وغيرها من المدن والبلاد الإسلامية وغير الإسلامية، جاءوا ليتشرّفوا بلقائكم، وليستفيدوا من توجيهاتكم القيّمة فيما يخصّ ويرتبط بالمنبر الحسيني الشريف وخدمة أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه.

فرد سماحة المرجع الشيرازي دام ظله مرحبا ومسرورا بقدوم الوفد الزائر وشاكرا مبادرة الزيارة هذه ثم استهل كلمته بالآية الكريمة التالية: «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ»:

قبل زهاء ألف سنة، كان هناك مئات الألوف من الشباب مثلكم وكانوا طلبة للعلوم الدينية، فمنهم من وفّق وخلّده التاريخ كالشيخ المفيد والشيخ الطوسي والشريفين المرتضى والرضي والمحقّق الحلّي والعلاّمة الحلّي وابن فهد الحلّي والسيد بحر العلوم والشيخ الأنصاري والآخوند الخراساني والسيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي رضوان الله تعالى عليهم، ومنهم لم نجد له أي ذكر، حتى أسماؤهم غير معروفة.

وقال سماحته: لقد ذكر المرحوم السيد محسن الأمين العاملي رضوان الله عليه في كتابه (أعيان الشيعة) أنه قال: (كنت أدرس الخارج عند المرحوم صاحب الكفاية الشيخ كاظم الآخوند الخراساني ـ المتوفي سنة 1329 للهجرة ـ ، فقمت مع أحد الزملاء بإحصاء عدد تلاميذ الآخوند فكانوا ألفاً ومئتين).

وأردف سماحته: إن جلّ ـ ولا أقول كل ـ تلاميذ الآخوند كانوا إما مجتهدون أو مقاربوا الاجتهاد، لكن لم يحفظ لنا التاريخ أسماء هذا العدد من الطلبة إلاّ القليل – وقد يصل عددهم إلى مئة – من أمثال: السيد أبي الحسن الأصفهاني والميرزا آقا الأصطهباناتي والسيد عبد الهادي الشيرازي والسيد حسين البروجردي والشيخ عبد الكريم الحائري والسيد الوالد وشرف الدين والميرزا النائيني والمحقّق العراقي.... فما الذي أدى إلى بقاء ذكر هؤلاء وغيرهم من العلماء والفقهاء الكبار كالشيخ المفيد والطوسي والسيد المرتضى والرضي الذين مرّ على وفاتهم أكثر من ألف سنة، وعدم بقاء ذكر غيرهم ممن لم يمرّ على وفاته إلاّ مئة سنة؟

فأجاب سماحته: ثلاثة أمور كانت الأساس وراء خلود المفيد والطوسي وبحر العلوم وغيرهم من الفقهاء الكبار، وكلّ من يلتزم منكم بهذه الأمور الثلاثة بنحو أحسن سيكون مخلّد الذكر وموفَّقاً ومرفوع الرأس بنفس النسبة، وهذه الأمور الثلاثة هي:

الأول: الإخلاص لله تعالى ولأهل البيت صلوات الله عليهم.

الثاني: التقوى الحقيقية.

الثالث: التعبئة العلمية. فقد ذكروا في أحوال المجدّد الشيرازي قدّس سرّه الذي كان من تلاميذ الشيخ الأنصاري، وكان أستاذ المئات من الفقهاء الكبار كالآخوند الخراساني والسيد اليزدي والسيد اسماعيل الصدر والمحقّق الهمداني وميرزا حسين ميرزا خليل، ذكروا أنه في الأيام الأخيرة من حياته كان كثيراً ما يغمى عليه ثم يفيق، وذات يوم عندما أغمي عليه ظن أهله ومن كان حوله أنه قد توفي فأرادوا أن يعلموا ذلك، فجاء أحد الحاضرين، وأظن كان ابنه، وقرّب فمه إلى أذن المجدّد وتكلّم بصوت عال، حيث سأله عن مسألة فقهية، وبعد لحظات شاهدوا شفاه المجدّد تتحرك، فأصغوا إليه وإذا بهم يسمعون جواب المجدّد على المسألة، وكان جوابه استدلالياً أي لم يقل نعم أو كلا، وهذا يدلّ على ان المجدّد كم كان متيّماً بالعلم.

وأكّد دام ظله مخاطباً الحضور: أنتم تستطيعون أن تصبحوا كالشيخ المفيد وغيره من الفقهاء والعلماء الذين خلّدهم التاريخ إن سرتم على الطريقة التي ساروا عليها. فليس المهم أن يكون الفرد شيخاً أو سيداً، أو اسمه فلان أو فلان، بل المهم هو أن تسعوا وتجدّوا في الإخلاص لله تعالى، وفي تعبئة أنفسكم تعبئة علمية جيدة، وأن تتحلّوا وتلتزموا بالتقوى الحقيقية.. عندها ستجدون أن ذكركم واسمكم سيبقى خالداً آلاف السنين.