17 ربيع الأول 1430 - 15/03/2009
ليس غريباً القول أن أرض الرافدين هي أرض المقدسات فما من بقعة عامرة بالزرع والنماء والسكان إلا وكان وراء ذلك قبر يضم بين جنبيه جسد أحد الأنبياء أو الأئمة المعصومين عليهم السلام أو أحد من أبنائهم أو أحفادهم وحفيداتهم، حيث يشعر الساكنون بالقرب من تلك البقاع الطاهرة بالراحة النفسية والاطمئنان والأمان، ويجدون فيها مصدر من مصادر البركة في الرزق والمعيشة الطيبة.
ومحافظة الديوانية، واحدة من المحافظات العراقية التي تزخر أرضها بالعديد من المراقد الطاهرة للأنبياء كالنبي شعيب (عليه السلام) وأبناء الأئمة وأحفادهم عليهم السلام حيث توجد فوق أرض هذه المحافظة وبين أحضانها كل:
1. مرقد النبي شعيب (عليه السلام).
2. مقام النبي يونس (عليه السلام).
3. مقام النبي أيوب (عليه السلام).
4. مقام النبي مدين (عليه السلام).
5. مقام النبي إسماعيل (عليه السلام).
6. مقام النبي إبراهيم (عليه السلام).
7. مقام صاحب الزمان (عليه السلام).
8. مقام علي بن موسى الرضا (عليه السلام).
9. مقبرة النبي إسحاق (عليه السلام).
10. مرقد أبو الفضل (رضي الله عنه).
11. مرقد الحمزة الشرقي.
12. مرقد المنصور بن الحمزة (رضي الله عنه).
13. مرقد الحسين بن الكاظم (عليه السلام).
14. مرقد عبد الله بن الكاظم (عليه السلام).
15. مرقد هارون بن موسى الكاظم (عليه السلام).
16. مرقد السيد أحمد بن الكاظم (عليه السلام).
17. مرقد سيد عمران بن علي الهادي (عليه السلام).
18. مرقد السيد عبدالله (أبو نجم).
19. مرقد أحمد بن الكاظم (أبو شهاب).
20. مرقد سيد محمد بن علي الهادي (عليه السلام).
21. مرقد السيد إسماعيل (رضي الله عنه).
22. مرقد سيد يحيى بن زكريا.
23. مرقد سيد طالب (رضي الله عنه).
24. مرقد سيد عون (رضي الله عنه).
25. مرقد سيد يحيى (رضي الله عنه).
26. مرقد سيد محمد (أبو شميله).
27. مرقد السيد محمد بن علي (رضي الله عنه) أبو صخيرات.
28. مرقد السيد عبدالله المساق.
29. مرقد سيد محمد الياسري (رضي الله عنه).
30. مرقد بنات الحسن (عليه السلام).
31. مرقد عزيز الله (رضي الله عنه).
32. مرقد سيد محمد (رضي الله عنه) أبو حبيبات.
33. مرقد الفضل حفيد العباس (رضي الله عنه).
34. مرقد علي بن موسى (رضي الله عنه).
35. مرقد السيد عيسى (رضي الله عنه).
36. مرقد السيد محمد العريس (رضي الله عنه).
37. مرقد السيد جابر (رضي الله عنه).
38. مرقد السيد محيل (رضي الله عنه).
39. مرقد السيد مسلم الغريفي (رضي الله عنه).
40. مرقد سيد محمد (رضي الله عنه).
41. مرقد سيد كريم سيد عباس.
وعلى الرغم من الرزق والبركات التي تنزل من السماء على أبناء تلك المنطقة الذين يعيشون ويمتعقون بنعم الحياة فيها بسبب بقع مهابط الرحمة فيها إلا أن المؤسف جداً أن تجد تلك المراقد والبيوت العامرة بالرحمة قد أهملت تماماً سواء كان ذلك من قبل سكانها أو من قبل الدولة بل وحتى من دائرة الوقف الشيعي، فما أن تدخل إليها زائراً حتى تفاجئ بالإهمال واللامبالاة التي ربما تكون متعمدة بسبب النيسان والانشغال بملذات الحياة، متناسين أن تلك المراقد الطاهرة هي السبب وراء كل ما يتمتعون فيه من رزق في المال والأولاد والأمان والاستقرار النفسي والبدني.
كما تشعر بالأسى والحزن وأنت ترى تلك المراقد (الغرف) وقد هجرها أهلها لأسباب متعددة بعد أن كانت تموج فيها كل مصادر العيش الكريم، فأسست تربتها المحيطة بهذا المرقد أو ذاك مقبرة قديمة يدفن فيها الموتى من أبناء المنطقة.
وإذا ما وصلت أحد تلك المراقد فأنك لن تجد سوى غرفة وقد سقفت بسعف النخيل مع راية صغيرة تلاشى معظمها بفعل مقاومتها الريح والشمس والأمطار، وحين تدخل ذلك المرقد (الغرفة) فسوف تشعر بالظلم الكبير الذي لحق بحق صاحبه، وبحالة الجفاء ونكران الجميل من قبل الأهالي وأنت ترى القبر الذي لا يتعدى مستطيل من الحجر القديم وربما اللبن (الطابوق غير المخفور) يدل على وجود جسد طاهر يرقد تحته بأمن وسلام وقد وشحه بعض الفقراء المنصفين ببعض قطع القماش القديم مع طاسة قديمة يلقي فيها بعض من يتذكر زيارة صاحب الخير في يوم من الأيام طلباً للحاجة شيء من المال الذي قد لا يتعدى (250) دينار، والتي لا تساوي ثمن قنينة (كوكاكولا) أو (بطاطا شيبس) للصغار، بالإضافة إلى ثلاثة (قواطي) فارغة حليب مجفف، وحصيرة بالية تفرش المكان، وفانوس صغير يصارع الظلام , ينيره القائم على إدارة المرقد من أبناء المنطقة الفقراء، وهو ما شاهدناه مع قبر بنات الحسن (عليهم السلام)، أو في مرقد السيد إسحاق بن الحسن المثنى (عليه السلام)، الذي يبدو أفضل حالاً من مرقد بنات الحسن (عليه السلام).
ولعل في الصور المنشورة هنا توضح الظلامة الكبيرة التي قمنا بها بقصد أو بغير قصد لأبناء وأحفاد أئمة الهدى عليهم السلام ودليل كافٍ على عمق مودتنا لأهل البيت (عليهم السلام) التي أوصى بها خاتم الرسل والأنبياء (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)، وإجابة كافة لمن يتسائلون عن علة ما نحن فيه من مصائب وممن لا تزال تلف بنا فصرنا كما يقول الله عز وجل في كتابه الكريم (فتراهم سكارى...).
البعض يوجه العتب للذين نزوا انتخابياً على كراسي السلطة وانشغلوا بملذاته المادية والمعنوية ووضعوا رؤوسهم في الرمل، وشدوا على أعينهم لفافة سميكة من الورق الأخضر والجنيه الأسترليني الذين لا يشعرون ولا يعرفون معاناة عباد الله الأحياء من أبناء جلدتهم،كما يعاتب البعض أصحاب ما يسمون أنفسهم بالأيادي البيضاء التي تعودت الإحسان والكرم إلى الآخرين الذين يصارعون مصاعب الحياة من مرض وفقر وغيره، فإلى هؤلاء يوجهون عتابهم ويلتمسون منهم ان يقوموا ببناء تلك المراقد من جديد وبما يليق بأصحابها الكرام ويعملوا ما يقيهم وأهليهم غداً عذاب النار.0
وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.