10 ربيع الثاني 1437 - 21/01/2016
قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، جمع من الفضلاء من مدينة النجف الأشرف، تكون من أعضاء (مديرية التوجيه العقائدي لقوات الحشد الشعبي الغيارى)، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، في الرابع من شهر ربيع الثاني1437 للهجرة (15/1/2016م).
في هذه الزيارة قدّم الضيوف الكرام تقريراً موجزاً عن أعمالهم وفعالياتهم، وهي القيام بمهمام تبليغية وإرشادية وتثقيفية في صفوف الأبطال من قوات الحشد الشعبي الغيارى المدافعين عن العراق ومقدّساته وأهله ومدنه. وبعدها استمعوا إلى توجيهات سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، وكانت كما يلي:
قال سماحته دام ظله: ورد في الحديث المشهور والشريف عن مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله: (ياعليّ لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس).
الله تعالى هو الذي خلق الشمس والقمر والأرض والكرات الأخرى، وهو الذي خلق الإنسان وأراد أن لا يُكرهه على معرفته جلّ وعلا، وأراد أن لا يُكره الإنسان على عبادته، بل أراد أن يكون الإنسان مخيّراً لا مسيّراً، ومختاراً لا مجبوراً. ولكن بيّن تبارك وتعالى له بقوله عزّ من قائل: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) سورة البلد: الآية10. أي عرّف للإنسان طريق الحقّ وشجّع إليه، وعرّف طريق الباطل وثبّط عنه، وذلك: (لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ) سورة الأنفال: الآية42.
وأوضح سماحته: إن مسألة العقيدة هي مسألة مهمّة جدّاً، بل هي أهم المسائل عند خالق كل شيء، وأهم المسائل عند رسل الخالق، وأهمّ المسائل عند أوصياء الرسل. فقد قال مولانا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه في إحدى خطبه الشريفة أيام حكومته المباركة والفريدة في التاريخ بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، حيث خطب بها صلوات الله عليه في يوم صادف مناسبة الغدير الأغرّ، وكان يوم جمعة، وأوصيكم وأوصي الآخرين بالرجوع إليها والتأمّل فيها، خصوصاً أهل العلم والمثقّفين. حيث قال صلوات الله عليه: (إنّ الله لا يقبل توحيده إلاّ بالاعتراف لنبيّه صلى الله عليه وآله بنبوّته, ولا يقبل ديناً إلاّ بولاية من أمر بولايته).
وأكّد سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: إنّ الحشد الشعبي الذين وضعوا أرواحهم على أكفّهم فداء للإسلام وللدين، وفداء للحرمات، وفداء للكرامات، ولكل القيم والفضائل، هؤلاء يجب أن لا يرحل حتى واحد منهم إلى الآخرة وفي عقيدته ثغرة ما.
وأضاف سماحته موضّحاً: إن رسول الله صلى الله عليه وآله هو أشرف الأولين والآخرين، وقد واجه من مشركي مكة حروباً ضروس ومتكرّرة ومتعاقبة وذلك لإبادة الإسلام ولقتل رسول الله صلى الله عليه وآله، فدعا صلى الله عليه وآله المسلمين إلى الجهاد دفاعاً، كما يقوم به الآن الحشد الشعبي، حيث لم يبدأ صلى الله عليه وآله بقتال أبداً. وهكذا كان الإمام أمير المؤمنين والإمام الحسين صلوات الله عليهما، أي لم يبدؤا بقتال أبداً، وهذه مفخرة للبشرية كلّها، وهي أنه كان هنالك بشر تمكّنوا ولكنهم لم يبدؤا بقتال. وهكذا هم الحشد الشعبي، أيضاً.
فدافع المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وآله، وسقد بعض المسلمين شهداء، وصلّى عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله، واحداً واحداً، وتأسّف عليهم وبكى لهم، ولكنه لم يصلّي على واحد منهم، ممن كان قد قاتل تحت راية رسول الله صلى الله عليه وآله، وتحت راية الإسلام، بل أمر صلى الله عليه وآله بأن لا يصلّي عليه أحد من المسلمين. فسأل المسلمون رسول الله صلى الله عليه وآله عن سبب ذلك، فقال صلى الله عليه وآله: إنه شهيد أمّ جميل! وأمّ جميل هي امرأة كانت في صفوف المشركين، وكان قد رغب بها ذاك المقتول من المسلمين، فجاء يقاتل لكي يحصل عليها غنيمة.
كذلك في حرب آخرى، لم يصلّي رسول الله صلى الله عليه وآله على واحد ممن قاتل في صفوف المسلمين، وأمر صلى الله عليه وآله بعدم الصلاة عليه، أيضاً، حيث تبيّن انه كان شهيد الحمار! أي انه جاء للمعركة ليغنم حماراً أعجبه وكان عند المشركين.
وخاطب سماحته الضيوف الكرام، مؤكّداً: حاولوا تصحيح العقائد وتقويتها، خصوصاً الشباب في قوات الحشد الشعبي الذين وضعوا بكل إخلاص، أرواحهم على أكفّهم. وحاولوا في لملمتهم وتربيتهم.
كما عليكم أن تعلموا أنه أهم شيء في قانون الله تعالى، وأسلوب الله تعالى في كل الأديان الإليهة، وكذلك عند كل الرسل الذين بعثهم الله تعالى، هما أمران مهمّان جدّاً من كل شيء آخر:
الأول: تزكية النفس، حيث قال عزّ وجلّ: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا) سورة الشمس: الآية9.
الثاني: هداية الناس.