5 ذو القعدة 1434 - 11/09/2013
قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، جمع من مسؤولي وطلبة (مدرسة الحسنين سلام الله عليهما) للعلوم الدينية من مدينة كربلاء المقدّسة، في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، يوم الجمعة الموافق للثاني والعشرين من شهر شوال المكرّم 1434 للهجرة، واستمعوا إلى إرشادت سماحته القيّمة، حيث قال:
هل سمعتم عن الشيخ المفيد وعن ابن فهد الحلّي وعن الطوسي وعن السيد بحر العلوم؟
هؤلاء كانوا مثلكم وبعمركم، أي شباباً، عندما شرعوا وبدأوا بدراسة العلوم الدينية، ولكن كيف توفّقوا وصاروا من المخلّدين، ولم يوفّق غيرهم ممن كانوا زملائهم بالدراسة؟
وقال سماحته: إنّ سرّ توفيق أولئك الفقهاء الكبار هو أمران:
الأول: التعبئة العلمية. فحاولوا أن لا تضيّعوا وقتكم، حتى الدقائق المعدودة، وانشغلوا بالعلم وطلبه، والعلم هو علوم أهل البيت صلوات الله عليهم.
الثاني: التقوى الحقيقية. وأسهل طريق لهذا الأم هو ما أوصى به مولانا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وهو: محاسبة النفس، يومياً ولو لدقائق.
وأكّد دام ظله: بهذين الأمرين عمل الفقهاء والعلماء الأكابر من السلف الصالح كالمفيد والأنصاري والطوسي والعلاّمة الحلّي والمحقّق الحلّي وغيرهم رضوان الله تعالى عليهم. وأنتم يمكنكم أن تكونوا مثلهم وترتقوا مراتب التوفيق بالاقتداء بهم، بالعمل بالأمرين اللذين مرّ ذكرهما.
سؤال وجواب
بعد ذلك، سأل أحد الضيوف الكرام من سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، أسئلة بخصوص واجب الشيعة اليوم وتكليفهم وما يجب العمل به، وعن التشكيكات التي اثيرت مؤخّراً حول بعض المعتقدات الشيعية، حيث سأل بقوله:
السؤال الأول: سماحة السيد: ما هو واجبنا وتكليفنا نحن الشيعة في زمن الغيبة الشريفة؟
أجاب سماحته: المسؤولية والواجب اليوم هو ما جاء في القرآن الكريم، وهو قوله تعالى: (أقيموا الدين). فعلى كل واحد منكم والشيعة كافّة أن يعملوا ما من شأنه إقامة الدين، مهما كان مستواه وفي أي دور كان. وإقامة الدين يعني أن يكون الدين حاكماً وبارزاً في تفاصيل الحياة كلها وفي كل الجوانب، وليس شعاراُ يرفع فقط أو اسماً يردد فقط. وهذا الأمر بحاجة إلى تعبئة الطاقات، ومنها تعبئة الطاقات العلمية.
السؤال الثاني: هناك من يحاول أن ينتقص من مقام مولانا الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ويلغي قضية اللقاء بالإمام ومن شاهد الإمام، ويسخر من هذا الكلام، أي من كلام مشاهدة الإمام، وكذلك يسخر من تفاصيل قضية وظلامة مولاتنا الزهراء صلوات الله عليها، ويستهجن كتاب سليم بن قيس؟
أجاب سماحته: إنّ الخبر المتواتر لا يحتاج إلى إسناد ولا إلى أسناد حتى إذا كان كل واحد من أفراد المتواتر غير ثقة، فتواتره يجعله معتبراً وحجّة. والخبر الواحد ـ بشرط الوحدة ـ قد لا يكون معتبراً، ولكن إذا تواتر نصّاً ـ بهذا الشرط ـ يكون حجّة بلا إشكال.