24 ذو القعدة 1433 - 11/10/2012
استذكرت حسينية العترة الطاهرة النسوية المواقف الجهادية والإنسانية لبطل من أبطال العلم والعمل المرجع الديني الراحل آية الله العظمى السيد محمّد الحسيني الشيرازي قدّس سرّه, وذلك في حفل اُقيم بمناسبة الذكرى الحادية عشر لرحيله في يوم السبت 12 من شهر ذي القعدة الحرام 1433للهجرة.
ابتدأ الحفل التأبيني بتلاوة عطرة لآي من الذكر الحكيم تلتها العلوية أنغام الموسوي من حوزة كربلاء.
ثم ألقت كلمة آل الشيرازي العلوية اُم عباس حرم حجّة الإسلام السيد مصطفى الشيرازي بحديث إيماني استعرضت فيه جوانب مشرقة من سيرته الجهادية والإيمانية والعائلية.. وقالت على ضوء قول الإمام الرضا صلوات الله عليه: (أوحى الله إلى نبيّ من أنبيائه إذا أطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتي نهاية) والبركة هذه القوة المعنوية التي يمنحها الله للأشياء والأماكن والأشخاص, ونال منها المرجع الشيرازي الراحل وبانت عبر أفكاره وقلمه واستمرت في نسله وأسرته وتراثه. فقد كتب وخطب ونطق واستمّر في الخطابة وكتب حتى فقدت أصابعه قواها وألّف آلاف الكتب.
وتطرقت العلوية إلى سببين لهذه البركة أحدهما برّه بوالديه والثاني تبنّيه للقضية الحسينية ودفاعه عنها في سلوكه وتفكيره ومجالسه الحسينية ومدارسه الدينية.
فهو خالد بخلود القضية الحسينية حيث حمل الراية من بعد شقيقه المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله. ونحن اليوم نستلهم من هذه الشخصية الفذّة ونسير على خطاها.
بعدها عطّرت مسامع الحضور فرقة شذى الولاية للتواشيح الدينية من حوزة كربلاء النسوية بمجموعة تواشيح حسينية ودينية في ذكراه.
ومن بين الحضور التقينا السيدة (ام زهراء) التي قالت عن المرجع الشيرازي الراحل انه كان شخصاً نقيّ القلب طاهر اليد عفيف اللسان ووجوده نادر في هذا الزمان، وقد كان يحمل في فكره مشروعاً متكاملاً لاستنهاض الاُمّة حضارياً وانتشالها من التخلّف والتمزّق.
قالت السيدة (أم علي): كان الناس ولا زالوا يستضيئون بعلمه وأخلاقه ويعتمدون على توجيهاته وأفكاره في حياتهم وحياة أولادهم. وليس الاستذكار والتأبين اليوم لتعداد مناقبه وتخليد ذكراه فقط وانما هو استذكار مقصود لاستلهام الدروس من سيرته ومسيرته الرائدة ومحاولة التزوّد من فكره النقي المسالم.
والشابّة فاطمة ذات العشرون عام قالت: انها معجبة بأفكار المرجع الشيرازي الراحل قدّس سرّه, وهي تلتزم بثقافة اللاعنف التي ينتهجونها والالتزام الروحي والثقافي حيث امتازت أفكاره بالتجديد والمعاصرة وانا اهتم بكتاباته عن الشباب وتثقيفهم، وهو رمز نادر وجوده لدينا.
وختمت العلوية سكينة الموسوي الحفل بكلمة قالت فيها: إنّ من واجبنا إزاء العلماء إحياء ذكراهم والاستلهام من أفكارهم والعمل بما عملوا به لنتقدّم في الحياة واختتمت كلمتها بمجلس حسيني.
هذا وحضر التأبين عدد كبير من نساء كربلاء ومنظّمات المجتمع المدني ولاقت العروض استحسان الحضور.
اللاعنف طريق النجاح عرض مسرحي لجمعية المودة والازدهار النسوية
من جهتها دأبت جمعية المودّة والازدهار النسوية على استذكار مناقب وأفكار المرجع الشيرازي الراحل بشكل مختلف وبطريقة سهلة الاستيعاب والقبول. وذلك على خشبة حسينية العترة الطاهرة قدّمت شابات الجمعية مسرحية (اللاعنف طريق النجاح) كتبتها إحدى عضوات الجمعية (زينب الأسدي) وبقلم متواضع ومشاعر صادقة ضمّنتها أفكار المرجع الشيرازي الراحل في نبذ العنف ودوره في بناء حضارة الاُمّة.
مثّلت الشابات آمنة علي ويسرى الحسيني وهدى علي ومريم محمد وتبارك هاشم ونرجس مصطفى و زينب محمد كاظم و.....
واشتركت الشابّات في أداء الأدوار وتنظيم الأزياء والديكور ومن مستلزمات بسيطة جدّاً.
وحكت المسرحية, من فصلين, حكاية مدرسة مع مجموعة من طالبات المتوسطة (المراهقات) التي قرّرت إحداهن الإضراب عن الدوام وترك الدراسة بسبب الإحراج التي تسبّبه لها إحدى المدرّسات في تعاملها الخشن والعنيف مع الطالبات والذي يصل إلى الضرب والإهانات. وبواسطة إحدى المرشدات عدّلت هذه المدرّسة عن استعمال أساليب العنف وغيّرت أساليب التعامل مع الطالبات مما حسّن من مستواهنّ العلمي والنفسي.
وتقول السيدة زينب صاحب رئيس جمعية المودّة والازدهار: لازلت أبحث عم فرص ومناسبات وطرق توصيل أكثر مرونة للرسالة التي نحن بصددها وهي نبذ العنف للوصول إلى الهدف.. وهذه الطريقة تجعلنا دائماً نكتشف طاقات البنات ومواهبهنّ وترك الحريّة نوعاً ما لهنّ في التعبير عن أفكارهنّ وطموحاتهنّ وهموهنّ في الحركة والحوار والإبداع الفني.
في حين قالت الشابّة سرى إحدى الفتيات التي شاركت في المسرحية: انها تحبّ تمثيل الأدوار الجادّة ومسرح العترة الطاهرة والمودّة والازدهار يعطيها الفرصة لترجمة مشاعرها وأفكارها على المسرح وقبل ذلك في الحياة، كما ان الوقوف على خشبة المسرح يقوّي ثقتها بنفسها ويمنحها الشجاعة.
هذا, وسبق أن قدّمت جمعية المودّة والازدهار مسرحيات وعدّة أعمال فنية, منها: علوّ الهمّة سبب النجاح، والثقة بالنفس سبب التغيير، وعيد الغدير عيد الولاية, في جامعة كربلاء وعدد من المدارس.