18 رجب 1433 - 09/06/2012
في رحاب حفيدة خاتم النبيّين, وبنت سيّد الوصيّين صلوات الله عليهم وسلامه, وبالقرب من ضريحها المقدّس، وبالذكرى الأليمة لاستشهاد مولاتنا العقيلة زينب الكبرى سلام الله عليها, أقيم مجلس العزاء في مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف في حاضرة الشام دمشق.
استهل المجلس بتلاوة آيات مباركة من الذكر الحكيم من قبل أحد الطلبة الأفارقة.
ثم اعتلى المنبر فضيلة الحجّة الشيخ ابراهيم معاش حيث أشار إلى: إن التاريخ سجّل أسماء نساء خالدات وقفن مواقف تميّزن بها، وذكرها التاريخ بكل وقار وتبجيل، وتنوّعت هذه المواقف بين الثبات على المبادئ والصبر والشجاعة والبلاغة والنبوغ، وبين قوّة الشخصية والجهاد في سبيل المبادئ والحقوق، ورغم أن المؤرّخين كتبوا العديد من كتب السيرة وأخبار الرجال, وتعرّضوا أيضاً لأخبار النساء، وقد تنوّع المؤرّخون في هذه الكتابات تبعاً لسطوة السلطان وإرادة الحاكم، وبين الكتابة بضمير مفتوح وتجرّد تدعو إليه الكتابة التاريخية المجرّدة والمنصفة. وأكّد: ان التاريخ لم يغبن رمزاً كبيراً واسماً ساطعاً في التاريخ العربي والإسلامي مثلما غبن العقيلة زينب بنت علي بن أبي طالب عليهما السلام. فقد ذكرها المؤرّخون بأسطر قليلة أو بصفحات لا تفي بالغرض المطلوب ولا تتساوى مع قامتها المديدة وتأريخها العظيم.
وتطرّق الشيخ معاش في جانب آخر من حديثه إلى الحديث عن الأخّوة وصلة الرحم وتأكيد الدين الإسلامي الحنيف عليهما، مبيّناً علاقة السيدة مولاتنا العقيلة بأخيها سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ومرافقتها له خصوصاً في واقعة كربلاء الدامية، وكذلك مواقفها البطولية في هذه القضية وتصدّيها للطغاة بعد ذلك, وأنه لولاها لما وصلت الرسالة الحسينية إلى أصقاع العالم وإلى يومنا هذا. وختم فضيلته المجلس بذكر مصيبتها وما جرى عليها في واقعة الطف الفجيعة.