2 صفر 1433 - 28/12/2011
قال المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في توجيهاته القيّمة بالسائرين المشاة إلى زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه:
• رغم أن الإمام الحسين سلام الله عليه ليس محتاجاً لنا ولزيارتنا، وأن الآلاف من الملائكة مقيمون على قبر الإمام الحسين سلام الله عليه، ولكنه سلام الله عليه يحثّنا أيضاً على زيارته ولا يتوقّع من محبّيه أن يجفوه مهما كانت الظروف والأحوال.
• إنّ مولانا النبي الأكرم بنفسه صلى الله عليه وآله يشكر المشاة إلى زيارة المرقد الطاهر للإمام الحسين سلام الله عليه، ويرعاهم برعايته صلى الله عليه وآله، ويرسل لكلّ زائر من زوّار الإمام الحسين سلام الله عليه حين يريد الخروج والوداع مَلَكاً يبلّغه السلام منه صلى الله عليه وآله.
• إن الذين يقصدون زيارة أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه يجب ان يعرفوا قدر أنفسهم والمنزلة العظيمة التي خصّهم الله تعالى بها، لا سيما أنه جاء في الرواية أن أهل البيت سلام الله عليهم يدعون لمن زار الإمام سيد الشهداء صلوات الله عليه.
• إنّ زوّار الإمام الحسين صلوات الله عليه حينما يدخلون كربلاء يصافحهم جميع الأنبياء سلام الله عليهم أجمعين إن شاء الله، وقد لا يشعرون بذلك، ولكنهم سترون نتائج ذلك في المستقبل.. ثم إن الله سبحانه وتعالى ينعم على زائر الإمام الحسين سلام الله عليهم ثواب حجّة واجبة ومستحبّة بكل قدم يخطوها.
• على الزائر الحسيني أن يعرف قدر نفسه، وعليه أن يتحلّى بالصفات الإيمانية الفاضلة التالية، لتحقيق أدب الزيارة ونتائجها المرجوة، وهي: الإخلاص لله تعالى، السعي والمشاركة في إنجاز الأعمال الصالحة، الالتزام بالأخلاق الحسنة.
• حيث أنكم متساوون في بعض الأمور، وتتفاوتون في أخرى، فيشملكم جميعاً دعاء أهل البيت سلام الله عليهم، ومصافحة أنبياء االله تعالى، ولكنكم قد تتفاوتون في المنزلة التي سيحددها لكم أهل البيت والإمام الحسين سلام الله عليهم، لذلك يجدر بكم أن تتنافسوا في الإخلاص والسعي والتحلّي بالأخلاق الحميدة، لكي ترتفعوا بدرجاتكم ومنازلكم عند الله سبحانه وتعالى.
• اسعوا إلى أن تستفيدوا من الزيارة الأربعينية الاستثنائية استفادة استثنائية. فليحاول كل واحد منكم خلال الأيام التي يقضيها في هذه الزيارة أن يهتمّ بمحاسبة نفسه يومياً ولو لدقائق معدودة كما أكّد الأئمة المعصومين سلام الله عليهم ذلك.
• إنّ الإمام الحسين سلام الله عليه يشهد مقام كل زائر ويسمع كلامه ويردّ سلامه ويستجيب له، فيجدر بالزوّار أن يكونوا عارفين بحقّ الإمام الحسين صلوات الله عليه حتى تشملهم ألطافه وفضائله وأنواره الساطعة.
• يجدر بزائري الإمام الحسين صلوات الله عليه أن يكونوا بخدمة الإمام بقلوبهم، كما يجدر بهم عند الحضور في مرقده الطاهر أن يعاهدوا الإمام على أن يتعاملوا بالحسنى مع الأرحام والأقارب والناس جميعاً.
• ذكرت الروايات الشريفة أن الله سبحانه وتعالى جعل لزوّار اﻹمام الحسين صلوات الله عليه أجراً عظيماً وخصائص كثيرة، منها: غفران الذنوب، وحقّ الشفاعة لمن يشفعون له، وغيرها، كما إن أهل البيت صلوات الله عليهم يحثّون شيعتهم ومحبّيهم على زيارة الإمام سيد الشهداء صلوات الله عليه ويشجّعونهم على ذلك حتى مع وجود الخوف والخطر.
• إن زائر اﻹمام الحسين صلوات الله عليه يحظى يوم القيامة بخصائص كثيرة كما ورد في الرواية التالية عن اﻹمام الباقر صلوات الله عليه: يُؤْمِنُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْفَزَعِ الأكْبَرِ، وَتَلَقَّاهُ الْمَلائِكَةُ بِالْبِشَارَةِ وَيُقَالُ لَهُ لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي فِيهِ فَوْزُكَ».
• إن مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها تحضر في كربلاء وتطلب من الله تعالى أن يغفر ذنوب زوّار اﻹمام الحسين صلوات الله عليه.
• إن الله تعالى يضاعف للمنفق في مسيره إلى زيارة اﻹمام الحسين صلوات الله عليه أضعافاً كثيرة، فقد قال الإمام الصادق صلوات الله عليه: يُحْسَبُ لَهُ بِالدِّرْهَمِ أَلْفٌ وَأَلْفٌ، حَتَّى عَدَّ عَشَرَةً، وَيُرْفَعُ لَهُ مِنَ الدَّرَجَاتِ مِثْلُهَا، وَرِضَا اللَّهِ خَيْرٌ لَهُ وَدُعَاءُ مُحَمَّدٍ وَدُعَاءُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالأئِمَّةِ صلوات الله عليهم خَيْرٌ لَهُ».
• إن الله سبحانه وتعالى يحفظ زائر الإمام سيد الشهداء صلوات الله عليه ويرعاه، كما في الرواية الشريفة التالية عن الإمام الصادق صلوات الله عليه: إن أدنى ما يكون له أن الله يحفظه في نفسه وأهله حتى يردّه إلى أهله فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ له».
• إن الملائكة تبشّر زائر اﻹمام الحسين صلوات الله عليه وتقول: «ياوليّ الله مغفوراً لك، أنت من حزب الله وحزب رسوله وحزب أهل بيت رسوله، والله لا ترى النار بعينك أبداً ولا تراك ولا تطعمك أبداً».
• إن الله تبارك وتعالى يعطي لزائر اﻹمام سيد الشهداء صلوات الله عليه أعلى الدرجات، ويباهي به أنبياءه وحملة عرشه ويوجب لهم كرامته تعالى.
• ذكرت الروايات الشريفة عن أهل البيت صلوات الله عليهم أن معرفة الإمام الحسين صلوات الله عليه ومعرفة شأنه ومقامه حقّ المعرفة هي من الشروط اﻷساسية لقبول الزيارة والحصول على أجرها.
• إن زيارة اﻹمام الحسين صلوات الله عليه لها شأن عظيم، وأجرها أكبر بكثير من باقي الزيارات، ففي الحديث الشريف عن الإمام الرضا صلوات الله عليه أنه قال: «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ صلوات الله عليه بِشَطِّ الْفُرَاتِ كَمَنْ زَارَ اللَّهَ فَوْقَ عَرْشِهِ».
• إن لزائر الإمام سيد الشهداء صلوات الله عليه مقاماً كريماً بحيث إن ملائكة الله المقرّبين أي: جبرئيل، وميكائيل، وعزرائيل عليهم السلام يشايعون الزائر إلى منزله عند توديعه مرقد الإمام الحسين صلوات الله عليه.
• إن الله سبحانه وتعالى يغفر لزائر اﻹمام الحسين صلوات الله عليه ذنوبه ويمحوها مهما كانت، حيث يقول الإمام الصادق صلوات الله عليه: ولا يسأله عن ذنب عمله في حياة الدنيا ولو كانت ذنوبه عدد رمل عالج وجبال تهامة وزبد البحر.