7 رمضان المبارك 1432 - 08/08/2011
من جديد، تعرضت قناة أهل البيت الفضائية للإغلاق ولكن هذه المرة جاء قرار الإغلاق من الحكومة البحرينية لتي تواصل قمعها الدامي للشعب البحريني الذي خرج بانتفاضة سلمية من أجل نيل حريته. وقد أكدت إدارة القناة إغلاق القناة على القمر الأوروبي هوتبرد.
وكانت قناة أهل البيت الفضائية قد أوقفت في ذي القعدة/1431من قبل شركة (نايل سات) بذريعة "التعرض للأديان السماوية والعقائد والترويج للدجل والشعوذة والخرافة".
كما تعرضت قناة أهل البيت (عليهم السلام) للإغلاق في شعبان/1429هـ، وقد وصفت حينها إدارة القناة في بيان لها الخطوة بأنها "تنم عن الطائفية البغيضة أقدمت جماعات متطرفة بتحريض المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات) على إغلاق قناة أهل البيت (عليهم السلام)". ونددت إدارة القناة في ذلك البيان التوجهات الطائفية لبعض القنوات الفضائية مبينة: "إن إغلاق القناة بضغط من بعض الجماعات المتطرفة التي لا هم لها سوى إثارة النعرات الطائفية إنما هو تشجيع للجماعات الإرهابية التي تغذي الأحقاد، وتحث على قتل الأبرياء، وتثير الفتن، وتعيث في الأرض الفساد". مؤكدة أن "هذه الجماعات المتطرفة إنما تلجأ إلى العنف ومنطق القوة والإستفزاز لأنها لا تملك القوة على الحوار والجدال بالتي هي أحسن، وهذا ما لا ينبغي لأي مؤسسة إعلامية تتخذ المهنية والحرفية أصلاً في العمل أن ترضخ إليه، الإ إذا كانت تميل لتكلم العقلية الضيقة".
وفي مناسبات عديدة، أكدت إدارة قناة أهل البيت (سلام الله عليهم) حرص القناة – قولاً وعملاً - على التزام الجانب الموضوعي في طرح المسائل الخلافية بين المذاهب الإسلامية التي عمقت مشاعر التباعد والتباغض بين أتباع تلك المذاهب، ولتوضيح الأمور العقدية والفقهية والتاريخية التي قاربها لغط المستبدين وأنصاف المتفقهين، وليس لبث سموم الفرقة والحنق بين المسلمين، وإن المحور الأساس لعمل قناة أهل البيت (عليهم السلام) هو لإزالة غبار "الحقد الأموي" الذي حجب ملايين المسلمين عن رؤية جمال قيم أهل البيت (سلام الله عليهم) وروعة ما يدعون إليه من خير ومحبة وسلام ورفاه واستقرار، وفي الوقت نفسه، فإن قناة أهل البيت (عليهم السلام) ومنذ إنطلاقتها حرصت على فتح نافذة (فقهية وفكرية وأخلاقية) تجمع المسلمين على مائدة الحوار بالتي هي أحسن وأفضل، وتذكير المسلمين بالمشتركات ونقاط التلاقي بعد أن عكر تعايشهم السلمي وتعاونهم على البر والتقوى "ركام أسود" من سباب وتزوير وتشويه وأكاذيب هو نتاج منهج مارسه حكام وفقهاء على مدى قرون ظالمة، وقد سار على هذا النهج ضالين ومضللين، الى يومنا هذا، بزعامة "ثلة وهابية" قتلت العباد ودمرت البلاد، وما جرى في العراق وأفغانستان وباكستان، وما حدث من تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر وتفجيرات لندن واسبانيا ومصر والأردن إلا شواهد وشواهد على أعمال الخوارج الجدد والتكفيريين الجدد.
وفيما يلي نص بيان إدارة حول الإغلاق الأخير من قبل الحكومة البحرينية:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسوله وأهل بيته واللعنة على أعدائهم الى يوم الدين
قال الله تعالى: "إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ"
لقد عمدوا مرة بعد أخرى الى إغلاق قناة أهل البيت عليهم السلام ذلك الصرح الشامخ الذي أقض مضاجعهم وزعزع عروشهم الواهية. فلجؤوا الى الإغراء والتهديد والمكر والخديعة لحجب هذ الصوت المزلزل والصورة الناصعة التي كشفت القناع عن مظالم القبيلة الخليفية الفتاكة.
إنه لا يساورنا الشك بأن ما قمنا به كان خدمة للحق وانتصاراً للحقيقة ودحضاً للباطل ودرءاً للمظالم وأن ذلك مما أملته علينا الوظيفة الشرعية لا نحيد عنها و لن ننوء بحملها إلى أن تتحقق جميع مطالب الشعب ويلاقي الظالمون مصيرهم المحتوم, بالإعتماد على الواحد القهار الذي آلى على نفسه أن يكون للظالمين خصيماً.
إن قناة أهل البيت عليهم السلام ليغمرها المسرة لإصطفافها الى جانب الشعب البحريني المظلوم في محنته الحالكة. وإن من دواعي الإعتزاز أن نكون ممن وقف معه حين نأى الإعلام العالمي بنفسه عنه, وممن تبنى مطالب الشعب الحقيقية حين أدار العالم ظهره اليها, وما كنا لنحيد عن الظلامة بعد أن حلت، فثبتت القناة في موقفها المدافع عن الشعب المستضعف الذي ازدلفت عليه كل قوى الظلام لإخضاعه و قمعه وسحقه, واجتمعت كلمة الكفر على إستئصال الشئفة، وأخذوا على الشعب البحريني أقطار الأرض وآفاق السماء، بأسر العلماء وسفك الدماء والبطش بالأبرياء "وزين لهم سوء عملهم فهم لا يفقهون".
وإن الطغاة الذين هدموا المساجد وأحرقوا المصاحف وسفكوا الدماء وأسروا الرجال والنساء لم يكن ليردعهم ضميرهم عن التصدي لقناة أهل البيت وكل صوت يكشف الحقيقة ويتناغم مع الشعب ويعكس مطالبه ويستجيب لاستغاثته.
وكلما استعرت الحملة ضد أهل البيت ومنبرهم الإعلامي هذا ازددنا إصراراً على مواصلة الدرب حتى تحقيق مطالب الشعب الأبي الكريم، وكلما ازدادوا قسوة وشراسة زدنا عزيمة وهمة في الاستمرار بنهج لن نعدل عنه، ولنا بإمامنا علي بن أبي طالب خير أسوة حيث قال "لأبقرن الباطل حتى أخرج الحق من خاصرته".
إن هذا النظام الهمجي يريد للقناة أن تكون ضحية من ضحاياه، فقام بمحاربتها بكل ما أوتي من قوة فاعتقل جميع طاقمها الإعلامي وأضب على عداوتنا وأكب على مناوئتنا، لكن الله يأبى لنا الهزيمة ورسوله و المؤمنون من شعب البحرين الأصيل الذي عهدناه عضيداً في مسيرة الحرية، وألهمنا العزم من خلال وقوفه مع قناة الثورة البحرينية المنصورة بإذن الله.
إن الله عزيز ذو انتقام "وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ" فنصرة القناة اليوم يسهم في رفع الظلامة الحالة بشعب البحرين، وإن الجميع اليوم ممتحنون بها. وأي تخاذل أو تراجع يمثل كبوة تردي بمشروع إحقاق الحق و إبطال الباطل.
اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافساً في سلطان ولا التماساً من فضول الحطام ولكن لنري المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك ويأمن المظلومون من عبادك.
اللهم إنا نشكو إليك دماء سفكت وأعراضاً هتكت وحرمات انتهكت وأطفالاً يتمت ونساء رملت، وأمهات ثكلت، ومساجد هدمت و قرى استبيحت.
اللهم انا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على أعدائنا .
اللهم هذا يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب ويا سريع الحساب ويا هازم الأحزاب احصهم عددا ولا تغادر منهم أحدا ولا ترض الولاة عنهم أبداً.
اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر واجعل فرجنا مع فرجه برحمتك يا أرحم الراحمين".
5/ شهر رمضان/1432