15 ربيع الثاني 1432 - 21/03/2011
في ظل الحركة التحرّرية للمستضعفين والمهضومة حقوقهم في الدول العربية، وانتفاضهم - مؤخراً - للخلاص من أنظمة الاستبداد والجور والفساد التي لم تتورع عن استخدام وسائل حرّمتها الأديان وأدانتها القوانين الوضعية، نضع بين أيديكم ـ أعزاءنا ـ جملة من توجيهات وإرشادات المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله حول الحرية، وصفات الحاكم في الإسلام، وعاقبة الذين يحكمون الناس بالقمع والاضطهاد والكبت والظلم ويصادرون الحقوق المشروعة، وغيرها.
سائلين الله العليّ القدير أن يمنّ بالنصر العاجل والعزّة على المؤمنين والمستعضفين في كل مكان، بالأخصّ على إخواننا بالبحرين.
يقول سماحة المرجع الشيرازي دام ظله:
• إن عالم اليوم هو عالم الحرية والانفتاح، وإن ممارسات الاضطهاد والكبت من قبل الحكّام تجاه شعوبهم لا طائل لهم منها سوى الفضيحة والندم.
• لو أن الحكّام اليوم يتأمّلون في تاريخ من مضى من الحكّام أمثالهم لأعادوا النظر في تصرّفاتهم وأفعالهم مع شعوبهم، ولما أقدموا على حرق تاريخهم بأيديهم. قال الله تبارك وتعالى: «وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ» وقال تعالى: «قُلْ سِيرُوا فِي الأرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ».
• على الحكّام أن يقتدوا بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله، وعليهم أن يجعلوا الأخلاق الإسلامية أساس حكمهم وسياستهم، كي يرضى عنهم الناس، وكي تكون حكومتهم حكومة عادلة توجب نيل الرضا من الله سبحانه وتعالى.
• إن الحكومة التي تبني أساسها على الاستبداد وهضم حقوق الناس المشروعة هي حكومة زائلة وفانية لا محالة.
• إن استعانة الحكومات بالقمع والسلاح في تعاملها مع الناس الأبرياء والعزل ينبئ عن ضعف تلك الحكومات, وستكون العاقبة للمستضعفين.
• على الحكّام أن يكفّوا عن ظلم الأبرياء، وأن لا يلطّخوا أيديهم بدماء المستضعفين، لأنهم سوف لا يجنون من هذه الأفعال إلاّ الغضب والسخط من الله تعالى، فالله تعالى قد خاطب الظالمين بخطاب شديد، حيث قال عزّ من قائل: «وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ».
• إن عالم اليوم وجيل اليوم يبحث عن الحقيقة والسعادة، وهذا لا يتأتى إلاّ في ظل الحرية بما في الكلمة من معنى، وفي إطار العدل بما للكلمة من شمول, والممارسات الظالمة للحكّام ليست إلاّ سدّاً أمام طموح الشعوب في نيل الحرية المشروعة التي تنتهي إلى انتصار المظلوم على الظالم.
• إن اسلوب الحوار أولاً والمظاهرات السلمية ثانياً، هي الأجدى والأحمد عاقبة، في السعي إلى الإصلاح، وفي التاريخ البعيد، كما في التاريخ القريب، نماذج كثيرة تؤيّد ذلك.
• إن حرية الرأي في نظام الإسلام، من الأسس القويمة، فالإسلام يجعل الناس أحراراً.
• إن الحرية التي يمنحها الإسلام في مختلف المجالات، ليس لها نظير، ولا شيء يقرب منها في تاريخ العالم، حتى في هذا اليوم المسمّى بعصر الحريّات, والإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في حكومته كان يمنح للناس الحرية في المظاهرات ضد شخصه بدون استمارة وقيود, وكان يلبي مطالبهم.
• إنّ الإسلام يعطي لكل فرد من المسلمين، بل وحتى لغير المسلمين من سائر البشر، كامل الحريّة في جميع المجالات المعقولة، مادام لا يضر بحريّة غيره.
• لقد جاء الإسلام لإسعاد البشر كافّة حتى الذين لا يؤمنون به، فالإسلام يريد الخير للجميع ويحبّ لـهم النجاة، وهذه من أبعاد الحرّية في الإسلام.
• مواصفات الحاكم الإسلامي أنه رجل مؤمن، متفقّه في الدين تماماً، يعرف شؤون الدنيا، ويتحلّى بالعدالة التامة، وكلما توفّرت فيه هذه الشروط، رضي به أكثر الناس حاكماً، أما إذا فقد أحد هذه الشروط عزل عن منصبه فوراً، وإذا لم ترض الأمة ببقائه رئيساً حقّ لهم تبديله إلى غيره ممن جمع الشرائط المذكورة.