b4b3b2b1
مجالس العزاء الحسيني في سويسرا | وفود وشخصيات من مختلف العالم تزور المرجع الشيرازي دام ظله | حكومة كربلاء تتوعد السياسيين الذين يحاولون عرقلة العمل بمطار الفرات الاوسط باحالتهم للقضاء | مراسيم العزاء على مصاب الإمام الحسين عليه السلام في بيت المرجعية | بيت المرجعية يبتهج بذكرى عيد المبعث النبويّ الشريف | قصة تلوث نهر الحسينية الغامضة تصيب الذعر بين المواطنين | مناسبة مرور عقد على رحيله مراسم تأبين المرجع الشيرازي الراحل في قم المقدسة | مشروع إفطار الصائم لمنظمة سيد الشهداء في البصرة وذي القار | المرجع الشيرازي: وحدة الشيعة تقيهم المظالم والإرهاب | مجلس العزاء لليوم الثاني على التوالي للعلاقات العامة لمكتب المرجع الشيرازي دام ظله بكربلاء | عيسى القاسم يدعو لسحق المعتدين على النساء بالبحرين | بيان سماحة الإمام الشيرازي على أعقاب الزيارة الأربعينة المليونية المقدّسة |

جمع من الاخوات بمحافظة يزد الايرانية يزورون المرجع الشيرازي دام ظله

2735

 

5 ذو القعدة 1431 - 13/10/2010

قام جمع من الاخوات من محافظة يزد الايرانية بزيارة سماحة المرجعَ الدينيَ آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، ، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة، في الآخر من شهر شوال المكرّم 1431 للهجرة، فدعا سماحته لهنّ بقبول الزيارات والطاعات، وأن تشملهنّ رعاية مولاتنا كريمة أهل البيت السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها، ومولانا المفدّى الإمام صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

بعدها استمعن إلى كلمة نجل سماحته، حجّة الإسلام والمسلمين فضيلة السيد حسين الشيرازي دام عزّه، تحدّث فيها حول موضوع «الغاية هي الآخرة». ومما جاء في كلمة فضيلته أنه قال:

إن الدنيا مذمومة، ولا تعدل عند الله شيئاً، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله في وصاياه للصحابي الجليل أبا ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه: «يا أباذر ما من شي‏ء أبغض إلى الله من الدنيا، خلقها ثم أعرض عنها، ولم ينظر إليها، ولا ينظر إليها حتى تقوم الساعة»، لذلك يجب على المرء في الحياة الدنيا أن يصبّ اهتمامه كلّه للآخرة وذلك بالعمل بما يلي:

الأول: العمل لله تعالى، وهذا يتفرّع منه ثلاثة أمور، وهي:

1- معرفة الله تعالى حقّ المعرفة، ومعرفة أهل البيت الأطهار لأنهم صلوات الله عليهم السبيل الوحيد إلى الله عزّ وجلّ، حيث نقرأ في الزيارة الجامعة الكبيرة الشريفة: «من وحّده قبلكم عنكم» و«جعلكم أركاناً لتوحيده».

2- معرفة الأحكام والقيم الإلهية. وأحكام الله تعني معرفة الواجبات والمحرّمات والالتزام بها، حيث قال عزّ من قائل: «تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها». وأما القيم الإلهية فتعني: ما يرضي الله تبارك وتعالى وهي الإلتزام بالأخلاق الحسنة، كالتواضع والحلم والعفو والصفح والرفق، وغيرها من محاسن الأخلاق.

3- الإيمان بالآخرة. أي على الإنسان أن يعلم بأنه سيحاسب في الآخرة على كل صغيرة وكبيرة، وإن كان من المؤمنين.

الثاني: إصلاح النفس وتهذيبها وتزكيتها. وهذا يتفرّع منه ثلاثة أمور أيضاً، هي:

1- صون الجوارح والحواس عن الحرام وعن اللهو والعبث، وعن كل ما لا فائدة فيه ولا طائل، وعن ما هو غير نافع للإنسان في الآخرة.

2- تحصين الفكر، وذلك بأن يضبط الإنسان أفكاره ويراقبها بأن لا يفكّر بالسوء وبما لايرضي الله تعالى، وبما يوقعه في المعاصي والذنوب والهلكة، كترك التفكير بالذنوب وبالحقد وبالضغينة وبالانتقام، وغيرها. فالأفكار لها الأثر البالغ على سلوك وتصرّفات الإنسان. لذلك على الإنسان أن لا يفكّر إلاّ فيما يكون فيه رضا الله وما يوجب القرب منه تعالى وما يوجب نيل الدرجات الرفيعة في الآخرة. ومن أهم الأمور في هذا المجال ذمّ النفس ولومها ومحاسبتها دوماً. فقد ذكرت الروايات الشريفة:

«عَنِ الرِّضَا صلوات الله عليه قَالَ: إِنَّ رَجُلاً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبَدَ اللَّهَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ قَرَّبَ قُرْبَاناً فَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ، فَقَالَ لِنَفْسِهِ مَا أُتِيتُ إلاّ مِنْكِ، وَمَا الذَّنْبُ إلاّ لَكِ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: ذَمُّكَ نَفْسَكَ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً».

3- تغيير طبائع النفس السيّئة نحو الأحسن، أي العمل على ترك الغضب والحدّة والطمع والظلم وما شابه ذلك.

الثالث: ذكرت الروايات الشريفة: «قَالَ كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ: أَخَذَ بِيَدِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ صلوات الله عليه، فَأَخْرَجَنِي إِلَى الْجَبَّانِ، فَلَمَّا أَصْحَرَ تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ ثُمَّ قَالَ: يَا كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا، فَاحْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ: النَّاسُ ثَلاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ». فعلى الإنسان أن يسعى إلى أن يكون عالماً ملتزماً بتقوى الله تعالى، أو أن يكون متعلّماً بأن يتعلّم من العالم الربّاني الورع ويجعله قائداً له في عمل ما يوجب نيل مرضاة الله تعالى في الآخرة والفوز بالنعيم والجنّة. وعليه أيضاً أن يسعى في هداية وتغيير وإصلاح باقي الناس وأن يتحلّى بالصبر وأن يتحمّل الصعاب والأذى والمشاكل في هذا الطريق الشائك، وذلك أسوة بمولانا رسول الله صلى الله عليه وآله. فقد لاقى النبي الأعظم صلى الله عليه وآله أذى كثيراً في دعوته الناس إلى الله تعالى، حتى قال صلى الله عليه وآله: «ما أوذي نبيّ مثل ما أوذيت»، وتجاه كل ما لاقاه كان صلى الله عليه وآله يقول: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون».

وخاطب السيد حسين الشيرازي الحاضرات مؤكّداً: على الأخوات المؤمنات أن يسعين إلى أن يسلكن طريق العلم والتعلّم من علوم آل محمّد صلوات الله عليهم، كي يقومنّ بدورهنّ في المجتمع بتربية نظيراتهنّ وتعليمهنّ وحل مشاكلهنّ الدينية والاجتماعية وغيرها، فالمجتمع الإسلامي بحاجة ماسّة جدّاً إلى مؤمنات عالمات ومربّيات.