19 شوال 1431 - 29/09/2010
ذكرى تحمل في جنابتها حزن لفقد شخصية عظيمة خلدت التأريخ المعاصر وسطرت في صفحاته سيرة عطرة معطاء، هانت عليه الدنيا فعز عليها فقده، أنه العَلم الورع التقي المجدد، سلطان العِلم والعلماء، الإمام مُحمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته، وبهذه المناسبة أقامت مؤسسة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) الثقافية الإنسانية مهرجانها السنوي التأبيني الكبير في مدينة كربلاء المقدسة وفي منطقة مابين الحرمين الشريفين، حضره جمع كبير من السادة الأعلام والفضلاء ورجالات الدين والسياسة، وممثلين عن إدارة العتبات المقدسة في كربلاء الطهر والشهادة.
أفتتح المهرجان بآي من الذكر الحيكم تلاها المقرئ محمد رضا الصراف، بعدها تولى فضيلة الشيخ عبد الرسول الفراتي مبتدء بكلمة تقديمة بحق الفقيد جاء فيها:
السلام على احبتي الافاضل في هذه الرياض، وفي هذه البقعة المباركة والارض الطيبة وبين هذين العلمين وبجوار شاطئ الفرات وبجوار نخيل كربلاء وبجوار التل الزينبي المقدس وعلى رمال كربلاء ووادي الطفوف ومع الشخصيات العملاقة ومع هذا لا اريد أن أمارس دور المتكلم والواعض أمام حضراتكم فكل من يعيش في هذه البقاع لابد ان يحمل في قلبه الشوق والتوق والنبل العليا والاولى فمن تربى على أرض علي والحسين (عليه السلام) أحبتي الافاضل مع كل شيء وبعد كل شيء لابد لنا وعلينا ان نستذكر الارواح المتألقة المحلقة في سموات الحق والخير والفضيلة ومن أجتمعنا لسببه في هذه السويعة ألا وهي روح المجدد محمد الشيرازي فحري بنا ان نستذكر ضله ارباب العلم والفضيلة والشهداء بقراءة الفاتحة .
ثم جاء دور الكلمات أولها كانت كلمة الاستاذ الدكتور حسن الحكيم رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية في جامعة الكوفة جاء فيها:
إن السادة اسرة آل الشيرازي ناظلت من أجل الانسانية جمعاء فالأمام أية الله العظمى السيد محمد الشيرازي رائد الثورة التي هزت الاستعمار البريطاني في فتواه والمرزا السيد محمد مهدي الحسيني الشيرازي الذي تحدى الألحاد في موقفه الجهادي كذلك وضف شعره لخدمة آل البيت نحن اليوم مجتمعون في ذكرى رحيلة ونعزي الامة لخسارة فقده ونعزي سماحة آية الله العظمى المرجع الديني سماحة السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، لقد حفظ الشريعة شريعة جده خاتم الانبيساء والمرسلين.
إن الحديث عن فقيدنا الراحل لأن أستعراض سيرة هذا العلم الكبير لا يسمح بها الوقت لان فيها من التفصيلات وتحتاج الى أمور كثيرة ولكن من محطة لأخرى لتبيان حقيقة هذا المرجع الكبير أعلى الله مقامه أنه ولد في مدينة امير المؤمنين عليه السلام في مدينة النجف الاشرف عام 1928م وشهدت مدينة كربلاء المقدسة جهاده ومواقفة النضالية وشهدت أيضاً مدينة قم المقدسة جهاده الديني والفكري عاصر الإمام الشيرازي والده الراحل وتصدى للألحاد الذي طغى على بلادنا وفي عام 1958م وأصدر نتاجاته العلمية في هذه المدينة المقدسة حيث أحتل المقام الاول والارفع وهو في عنفوان شبابه فانقادت الجماهير اليه وكنا قد عاصرنا هذا في نفس الزمان والمكان في هذه الارض الطاهرة فكان فقيدنا الفقيه الموصول المفسر المحدث هذه الاركان الاربعة هذه النقطة يمكن ان أقف عندها لان تعدد مواهب السيد المعرفية ادت الى هذا الجانب لأنه صاحب موسوعة فقهية كبيرة لكن توجيهات السيد السديدة أوصلت الفكر الى العالم بأجمعه ويمكن أن نوجز ذلك بعدة امور:
الأولى عرف السيد تغمده الله في رحمته الواسعة في النهوض في المنبر الحسيني المنبر الحسيني ونحن اليوم بأحوج ما نكون لهذه النقطة وأصداره المجلات والنشرات من أجل أدخال الثقافة الى شبابنا الناهض كما أنه أوجد جسوراً بين المجتمع العراقي والمجتمعين العربي والاسلامي وهذه نقطة اساسية مهمة ونحن نحتاجها في الوقت الحاضر وكان رحمه الله قد اصدر مشروعاً حضارياً وفكرياً هذا المشروع تجسد في منابع الثقافة الاسلامية فاذا قلنا انه مشروعاً حضاريا نعم أنه هكذا فكان الشهيد المفكر الكبير آية الله السيد حسن الشيرازي مسانداً لهذا المشروع الحيوي الحضاري.
أما المشروع الثاني قد يكون له أهمية أكبر فهو بعنوان تجربة المسائل الدينية هذا مشرع يعني الوصول الى المسائل المستحدثة لأننا نحتاج اليوم لنظرة علمية حضارية، ويحتاج الانسان المسلم الى موقف تجاه هذه الأمور المستحدثة فكان السيد رحمه الله عليه قد واكب الطريق وواكب الطريق وهذه المرحلة التالية كما هناك نقطة مهمة في هذه المدينة المقدسة يوم كانت الاحتفالية الكبرى تعقد في هذه الحسينية التي نحن في جوارها تكون تحتضن اطياف المجتمع العراقي في مولد الامام علي عليه السلام كانت تظاهرة كبرى تعقد في هذه المدينة المقدسة وبعد عام 1963 تصدى الامام الشيرازي للطائفية المقيتة التي اجتاحت بلادنا وللاسف الشديد ولكنه تعرض لمضايقات السلطة فجعله يفكر في مغادرة هذه الارض المقدسة وفي الواقع ادى الرسالة سواء بمكوثه في الكويت لمدة من الزمن او بقاءه في مدينة قم المقدسة قبل وفاته وقد احتضنت جسده الشريف وبقي مزار للعراقيين جميعا وذلك منذ عام 1979 يمكن وان سبق لنا ان عاصرنا هذا الزمن وهذا الحدث ماذا حصل في 1979 وماعقبه في عام 1980 حتى في سقوط النظام في عام 2003 على الرغم من هذا ايها السادة كان قلمه يصاحب جهاده وكانما اراد ان يكون قلمه كسيفه في كل مراحل حياته وصار نتاجه اليوم مصدرا للباحثين والمنقبين ونحن اليوم في الجامعة نحاول احياء ذكر هؤلاء الاعلام في رسائل الماجستير والدكتوراء وقد باشرنا فعلا في هذا الموضوع حتى نبني لهؤلاء صرحا لما قدموه من امور كثيرة واختم حديثي ايها السادة.
بعدها جاءت كلمة سماحة آية الله السيد هادي المدرسي:
حينما تكون امام جبل فان من السهولة ان تلتقط من قمته صورة في ذهنك ومن السهولة في مكان ان يقوم الرسام برسم صورة الجبل ولكن حينما ان تريد ان تتسلق الجبل فأن الصعوبات تبتدء الواحدة بعد الاخرى وانك اردت ان تؤرخ الجبل فمن اين تبدء من تلك الذرات الصغيرة التي عليها ان تحمل ثقل ذلك الجبل عمالقة التاريخ العلماء الكبار المؤلفون الثائرون يحتفل بهم احياءا وامواتنا بعد ان يصلو الى قمة الجبل ولعل الكثيرين يحاولون ان يصلون اليهم وان يفعلو ماكانوا يفعلون ولكنهم يحبذون دائما ان ينزلوا على قمة الجبل بواسطة اي لايحبذون ان يتحملو ماتحملو اولائك ان يريدو ان يكونو مثل العلماء الماضين مثل الثائرين الكبار عمالقة الفكر والادب والشعر والعمل فآن عليه ان يبدا تلك الخطوات التي بدءوها اما النزول على قمة الجبل بالبرشوت بطائرة سمتية هذا في العادة لايمون نتاجه نضال طويل عمل دؤؤب ينتهي الى هذه القمم الشاهقة في التاريخ الحقيقة فـن الحديث على الذين رحلو هو حديث في الدرجة الاولى الحديث عن انجازاتهم هي اهم من الرجال الاشخاص ماتركو من انجازات والاهم من الانجازات هي الدعوات هي تلك المنطلقات والاهداف التي توخوها في هذه الحياة يعني أهم من ن الرجال أنجازاتهم وأهم من أنجازاتهم دعواتهم وأهم من دعواتهم هي لتك المنطلقات والمبادء والقيم والمثل التي أنطلقوا منها وهي متاحة للجميع المثل التي ليست خاصة بأحد ليس خاصة أمة دون امة كمثال على ذلك هو طلب العلم فالحديث الشريف يرفع الله به أقواماً فالعلم ومن يبحث عن العمل ومن يتعلم العلم يرفع صاحبة كما أنك لو ركبت طائرة فانها تحلق بك في السماء كذلك حينما تتعلم هذا متاح للجميع دائماً وأبداً منت اراد الدنيا فعلية بالعلم ومن اراد الاخرة فعلية بالعلم ومن ارادهما معاً فعليه بالعلم نحن والعلماء وهو متاح للجميع.
كما كان للشعراء الدور المؤثر في الحضور والقاء القصائد والكلمات في حق المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي من ضمنهم الشاعر حسين أبو عراق الذي القى قصيدة شعبية في رثاء الإمام الراحل أعلى الله درجاته، بعدها ألقيت قصيدة للشاعر الحسيني عادل البصيصي تناول شخصية الفقيد بأسلوب أدبي رائع.