8 رجب 1431 - 22/06/2010
بعد الانتهاء من اداء مراسيم زيارة كريمة اهل البيت عليهم السلام السيدة الجليلة فاطمة المعصمومة سلام الله عليها، التقى سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد جعفر الشيرازي نجل الإمام الشيرازي الراحل أعلى الله درجاته بوفد حوزة كربلاء المقدسة مدرسة العلامة أحمد بن فهد الحلي رحمه الله والقادم إلى قم المقدسة للتشرف وذلك بتاريخ السبت المصادف السادس من شهر رجب الاصب 1431 هـ في مدرسة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله.
وقد استمد سماحته محاضرته بالوفد من قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) التوبة/33 أسأل الله أن يتقبل أعمالكم وزياراتكم ببركة الصلاة على محمد وآل محمد.
الله سبحانه وتعالى خلق العالم والسماوات والأرض وكل شيء بالحق ولم يخلق باطلاً، وخلق كل شيء بدقةٍ متناهيةٍ ووفق تعبير سماحة السيد العم الشهيد في كتابه خواطري عن القرآن: «الكون كله معصوم» فالأرض منذ خلقت ليس فيها خطأ وكذا الشمس منذ وجدت وحتى تنتهي طاقتها ليس فيها خطأ واحد، وهناك استثناء واحد في المخلوقات وهو الإنسان حيث خلقه الله وجعله مختاراً فيستطيع السير ضمن الضوابط الصحيحة أو الخاطئة فإن كان الاول كان رابحاً وإن كان الثاني كان خاسراً، فالإنسان خلق مختاراً لا مجبراً فالجبر عقيدة فاسدة إخترعها الطغاة لتبرير أفعالهم على نحو معاوية بن أبي سفيان وكذا يذكر المؤرخون إن بعض المسلمين قد فرّ يوم حنين ـ وهي معركة وقعت بعد فتح مكة ـ وعندما سُئل أحد المنهزمين من المعركة لماذا انهزمت قال: قضاء الله وقدره.
كما وأضاف: عندما جعل الله الإنسان مختاراً أعطاه أداة يميز بها بين الحق والباطل وهذه الأداة هي العقل وهو لا يدرك كل شيء حيث أنه درجات فالأبله والأحمق والعاقل والفطن والكيّس بطبيعة الحال غير متساوون من الناحية العقلية والادراك، كما وإن العقل لا يحكم على شيء إلا بعد العلم به ـ اي كون مقدماته قطعية ـ فالله سبحانه أكمل الحجة ببعثه الأنبياء وقد علل ذلك أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: «ليثيروا دفائن العقول».
واستطرد قائلاً: إن الأنبياء والأئمة عليهم السلام قد بلغوا وقاموا بما كلفوا به خير قيام وقد وصلت النوبة إلى العلماء فجاهدوا في تبليغ الكلمة والدين الحق فهم ورثة الأنبياء فعلى طلبة العلم مضاعفة الجهود والمناضلة للترقي في درجات العلم فإنهم سائرون على نهج الأنبياء والأئمة عليهم السلام.
هذا وقد ذكر سماحته عدداً من الوقائع والقصص المبينة لجهاد عدد من العلماء العاملين وجهودهم المشكورة في نشر مذهب أهل البيت عليهم السلام