2 جمادى الآخرة 1431 - 17/05/2010
أحيا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الذكرى الثالثة لاستشهاد مولاتنا الصديقة فاطمة الزهراء وبضعة رسول الله صلى الله عليه وآله في بيته المكرم بمدينة قم المقدسة،وذلك صباح وعصر يوم السبت الموافق لغرّة شهر جمادى الثانية 1431 للهجرة.
حضره العديد من السادة العلماء والأفاضل من الحوزة العلمية، وجمع من المؤمنين. وارتقى المنبر الحسيني الشريف الخطباء الأفاضل السيد فتاحي، والشيخ يگانه، والشيخ عالمي، والشيخ ياسين الجمري من البحرين دام عزّهم. وتطرّقوا في أحاديثهم إلى ذكر مقتطفات من سيرة السيدة فاطمة الزهراء ودورها صلوات الله عليها في إرشاد الناس وهدايتهم.
كما أشاروا إلى دور الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه في هداية الأمة في الفترة التي عاش فيها صلوات الله عليه وهو جليس البيت، وإشرافه على الإسلام من أجل الحفاظ على مبادئه وقيمه. وكان مما ذكره الخطباء في أحاديثهم:
• عن أبي بصير عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ما ترك إلاّ الثقلين: كتاب الله، وعترته أهل بيته، وكان قد أسرّ إلى فاطمة أنها لاحقة به، وأنها أول أهل بيته لحوقاً. فقالت صلوات الله عليها: بينا أنا بين النائمة واليقظانة بعد وفاة أبي بأيام إذ رأيت كأن أبي قد أشرف عليّ، فلما رأيته لم أملك نفسي أن ناديت ياأبتاه انقطع عنّا خبر السماء، فبينا أنا كذلك إذ أتتني الملائكة صفوفاً يقدمها ملكان حتى أخذاني فصعدا بي إلى السماء فرفعت رأسي فإذا أنا بقصور مشيدة وبساتين وأنهار تطرد قصر بعد قصر وبستان بعد بستان، وإذا قد طلع عليّ من تلك القصور جواري كأنهن اللعب مستبشرات يضحكن إليّ ويقلن مرحباً بمن خلقت الجنة وخُلقنا من أجل أبيها ولم تزل الملائكة تصعد بي حتى ... برزت لي قصوراً أشدّ بياضاً من تلك القصور وفرش هي أحسن من تلك الفرش، وإذا أنا بفرش مرتفعة على أسرّة وإذا أبي جالس على تلك الفرش ومعه جماعة، فأخذني وضمّني وقبّل ما بين عيني وقال مرحباً بابنتي وأقعدني في حجره، ثم قال: ياحبيبتي أما ترين ما أعدّ الله لك وما تقدمين عليه، وأراني قصوراً مشرفات فيها ألوان الطرائف والحلي والحلل وقال: هذا مسكنك ومسكن زوجك وولديك ومن أحبّك وأحبّهما فطيبي نفساً فإنك قادمة عليّ أيام».
• عن هارون بن خارجة رفعه عن فاطمة صلوات الله عليها: قالت أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر، ففزع الناس إلى أبي بكر وعمر فوجدوهما قد خرجا فزعين إلى عليّ صلوات الله عليه فتبعهما الناس إلى أن انتهوا إلى باب عليّ فخرج إليهم عليّ صلوات الله عليه غير مكترث لما هم فيه فمضى واتبعه الناس حتى انتهى إلى تلعة فقعد عليها وقعدوا حوله وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتج جائية وذاهبة، فقال لهم عليّ صلوات الله عليه: كأنكم قد هالكم ما ترون؟ قالوا: وكيف لا يهولنا ولم نر مثلها قط. قالت: فحرّك شفتيه ثم ضرب الأرض بيده ثم قال: ما لكِ اسكني، فسكنت فعجبوا من ذلك أكثر من تعجّبهم أولاً حيث خرج إليهم قال: لهم فإنكم قد عجبتم من صنعتي؟ قالوا: نعم. قال: أنا الرجل الذي قال الله: «إِذا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزالَها وَأَخْرَجَتِ الأرْضُ أَثْقالَها وَقالَ الإنْسانُ ما لَها» فأنا الإنسان الذي يقول لها ما لك «يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها» إيّاي تُحدّث.